في جهاد الصحابة..
بقلم مجدي سالم
الحلقة السادسة عشر.. عثمان بن عفان.. رضي الله عنه ٣
وعن أبي هريرة رضي الله عنه.. “أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال:
“يَا عُثْمَانَ.. هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ.. وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا”..
وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية في ربيع الأول.. وبنى بها في جمادى الآخرة.. وعن عائشة أم المؤمنين بنت الصديق -رضي الله عنها- قالت: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن: “هَيِّئِي ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ.. وَزِفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ.. وَاخْفِقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ”. ففعلت ذلك.. فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة.. فدخل عليها فقال: “يَا بُنَيَّةُ.. كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟” قَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ”… ولما توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شعبان سنة تسع هجرية تأثر عثمان رضي الله عنه.. وحزن حزنًا عظيمًا على فراقه لأم كلثوم.. “ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وهو يسير منكسرًا.. وفي وجهه حزن لما أصابه.. فدنا منه وقال:
” لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا يَا عُثْمَان”.. وهذا دليل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان.. ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره.. وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن.. نعود إلى الوراء..
- فكيف دخل عثمان بن عفان قبلها إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وزواجه قبلها من رقية بنت رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم وإبنة خديجة.. كان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب.. وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب.. فلما نزلت ” تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”.. قال لهما أبو لهب وأمهما ـ أم جميل بنت حرب “حمالة الحطب”فارقا ابنتَي محمد.. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما.. وهوانًا لابني أبي لهب.. وما كاد عثمان بن عفان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحًا.. بادر فخطبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منه.. وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.. وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعة.. وكانت هي تضاهيه قسامة وصباحة.. فكان يقال لها حين زفت إليه.. “أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان”..
.. هل تعرف لماذا لم يشهد عثمان بدرًا.؟
تزوج عثمان برقية بمكة.. هاجرت معه إلى الحبشة.. ولدت له هناك ولدًا فسماه: ”عبد اللَّه”.. فكان عثمان يُكنى به.. ولما سار صلى اللَّه عليه وسلم ـ إلى بدر كانت ابنته رقية في مرض موتها.. فتخلَّف يقوم عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم.. فتوفيت.. ودفنت بالبقيع.. وفيما هم عائدون إذا بزيد بن حارثة قد أقبل على الناقة “القصواء”.. يبشر بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل المشركين وأسر أبطالهم.. وتلقى المسلمون في المدينة هذه الأنباء.. بوجوه مستبشرة بنصر الله لعباده المؤمنين.. وكان من بين المستبشرين وجه عثمان الذي لم يستطع أن يخفي آلامه لفقد رقية رضي الله عنها.. وبعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم علم بوفاة رقية رضي الله عنها.. فخرج إلى البقيع ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران.
سابعا.. وعن ورعه وتبشيره بالجنة..
٧-١فهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: “إن الله عز وجل بعث محمدًا بالحق وأنزل عليه الكتاب.. فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن.. فهاجرت الهجرتين الأوليين.. ونلت صهر رسول الله.. ورأيت هديه”..
٧-٢ عن عبدالرحمن بن عوف عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال.. “أبو بكر في الجنة.. وعمر في الجنة.. وعثمان في الجنة.. وعلي في الجنة.. وطلحة في الجنة.. والزبير في الجنة.. وعبد الرحمن بن عوف في الجنة.. وسعد بن أبي وقاص في الجنة.. وسعيد بن زيد في الجنة.. وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة”..
٧-٣ ويروي عبد الله بن قيس أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يوماً جالساً بحائط على بئر أريس والباب علينا مغلق.. إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم .. يا عبد اللَّه بن قيس.. قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة فقمت.. ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم .. فحمد اللَّه ودخل وقعد.. ثم أغلقت الباب فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال.. يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة.. فقمت.. ففتحت.. فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم.. فحمد اللَّه ودخل.. فسلم وقعد.. وأغلقت الباب.. فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم: يا عبد اللَّه بن قيس.. قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون.. فإذا به عثمان.. فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فحمد الله ثم قال.. الله المستعان.. ..
التعليقات مغلقة.