في جهاد الصحابة..
بقلم : مجدي سالم
الحلقة الثانية عشر.. عمر بن الخطاب.. رضي الله عنه –3
ثاني عشر.. وللذين يطعنون في جهاد عمر.. شارك عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه في جميع غزواته.. وكان له في تلك الغزوات مواقف خلدها القرآن الكريم والسنة المطهرة..
1-12 فقد شارك رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى.. وهي الغزوة التي فرق الله بها بين الحق والباطل.. ومن مواقفه المشهورة فيها موقفه من أسارى بدر من المشركين.. وفيها نزل القرآن موافقًا لرأيه رضي الله عنه بقتل الأسرى والإثخان بهم ..
2-12 وكان رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.. ومن مواقفه الفاضلة فيها بعد أن أصاب المسلمين ما أصابهم من القرح واثخنت فيهم الجراح وكثر شهداؤهم وهدأ القتال قام أبو سفيان فقال:
• أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات.. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه.. ثم قال:
• أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات.. ثم قال:
• أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه.. فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا..
• فما ملك عمر نفسه.. فقال: كذبت يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم.. وقد بقي لك ما يسؤك..
3-12 وقاتل رضي الله عنه المشركين يوم الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شغلوا عن صلاة العصر.. فجعل رضي الله عنه يسب كفار قريش.. وقال: يا رسول الله.. والله ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت أن تغرب الشمس.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. “فوالله إن صليتها”.. فنزلنا بطحان.. فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتوضأنا.. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس.. ثم صلى بعدها المغرب..
4-12 وفي غزوة بني المصطلق كان لعمر رضي الله عنه موقف حازم من زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.. فقد حدث في هذه الغزوة أن رجلًا من المهاجرين كسع رجلًا من الأنصار.. فقال الأنصاري: يا للأنصار.. وقال المهاجري: يا للمهاجرين.. فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ما بال دعوا الجاهلية؟”
قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار.. فقال: “دعوها فإنها منتنة”.. فسمع بذلك عبد الله بن أبي سلول.. فقال: فعلوها.. أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم.. فقام عمر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله.. دعني أضرب عنق هذا المنافق.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعه.. لا يتحدث الناس أن محمّدًا يقتل أصحابه” ..
5-12 وشارك عمر رضي الله عنه في غزوة خيبر.. قال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: “لأعطين هذه الراية رجلًا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه”.. فقال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ.. فتساورت لها رجاء أن أدعى لها.. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.. فأعطاه إياها .. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر الصديق برايته البيضاء إلى بعض حصون خيبر.. فقاتل.. فرجع ولم يك فتح.. وقد جهد.. ثم بعث الغد عمر بن الخطاب.. فقاتل ثم رجع.. ولم يك فتح.. وقد جهد.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه.. ليس بفرار” ..
6-12 وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر رضي الله عنه بعد غزوة خيبر في سرية (شعبان 7هـ) من ثلاثين رجلًا إلى عجز هوازن بتربة (وادٍ من أودية الحجاز الشرقية).. وخرج معه دليل من بني هلال.. فكان عمر يسير بالليل ويكمن بالنهار.. فأتى الخبر هوازن فهربوا.. وجاء عمر محالهم.. فلم يلق منهم أحدًا.. فانصرف راجعًا إلى المدينة ..
7-12 وفي السنة الثامنة من الهجرة بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى ذات السلاسل.. وبعث تحت إمرته عددًا من أجل الصحابة.. فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما..
8-12 وروي أن عمر رضي الله عنه شارك في سرية الخبط.. والتي كانت بإمرة أبي عبيدة بن الجراح في السنة الثامنة من الهجرة.. ومن مواقفه رضي الله عنه قبل غزوة الفتح.. موقفه من حاطب بن أبي بلتعة لما أعلم قريشًا بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم.. فحين أراد النبي صلى الله عليه وسلم التجهز للمسير إلى مكة عمَّى الأخبار عن قريشًا بمسير النبي صلى الله عليه وسلم.. ونزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم مخبرًا له بفعل حاطب.. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حاطبًا فسأله عن ذلك.. فاعتذر وقبل عذره.. فقال عمر رضي الله عنه: دعني أضرب عنق هذا المنافق.. فقال صلى الله عليه وسلم: “إنه قد شهد بدرًا.. وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر.. فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” .. ألقاكم غدا إن شاء الله…**
التعليقات مغلقة.