في جهاد الصحابة..
بقلم/ مجدي سالم
الحلقة العشرون.. علي بن أبي طالب.. رضي الله عنه –1
يفرض حديث الفتنة نفسه.. وهو أول ما يرد على خاطر الكاتب.. حين يبدأ الكتابة عن علي بن أبي طالب.. وهي نهاية لسيرته.. ومثار لجدل طويل في التاريخ الإسلامي.. ونهاية لعصر الخلفاء الراشدين.. وكأن تاريخه رضي الله عنه يبدأ مع نهايات خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.. فينسى القاريء بعد الكاتب فضل علي ويذهب إلى غمرات (الحدوتة).. (الجدلية).. لكن.. دعونا نبدأ بعبارة تريح قلب الكاتب والقاريء.. إن الله قد وهب العصمة للأنبياء وحدهم.. وآخرهم كان نبينا صلى الله عليه وسلم.. وكلهم بشر.. فما بالكم بالصحابة.. وكلهم لهم مكانة في قلوبنا.. ولكل منهم أياديه البيضاء على الجهاد لنشر الدعوة.. وعلى الجهاد لتوسيع رقعتها.. ولكل أخطاؤه.. دعونا نبدأ جهاد علي بن أبي طالب.. من البداية..
أولا.. هو علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف.. و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.. فهو من أبوين هاشميين و من أشرف بطون قريش وأكرمها.. وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهما من أبوين شقيقين.. وعن ولادته ونشأته فقد ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل البعثة بعشر سنوات تقريباً.. ويعتقد أنه ولد في الكعبة.. و تربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها.. وسبب ذلك ما أصاب مكة من مجاعة حيث كان أبو طالب كثير العيال.. فقير الحال.. فأحب العباس أخوه – وكان موسراً أكثر منه- وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يساعداه.. و أن يتحملا عنه.. فأخذ كل واحد منهما ولداً من أولاده.. وكان نصيب علي رضي الله عنه أن يكون في ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم..
ثانيا.. علي رضي الله عنه هو أمير المؤمنين.. ورابع الخلفاء الراشدين.. وأحد الستة أصحاب الشورى.. وأحد العشرة المبشرين بالجنة.. وأول الفتيان إسلاما.. هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.. و أخو رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمؤاخاة.. و أحد السابقين إلى الإسلام.. و أحد العلماء الربانيين.. و الشجعان المشهورين.. و الزهاد المذكورين.. و الخطباء المعروفين.. وأحد من جمع القرآن و عرضه على رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و أبو السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما. وكان اللواء في يده في أكثر المشاهد.. ولما بعث صلى الله عليه وسلم بالرسالة كان أول من آمن به من الغلمان.. فأخذ عنه.. ونهل من صفاته وأخلاقه.. وكان ممن توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم..
ثالثا.. كناه النبي صلى الله عليه و سلم بأبي تراب.. روى البخاري عن سهل بن سعد قال.. إن أحب أسماء علي رضي الله عنه إليه [ أبا تراب ].. وكان يفرح أن يدعى به.. و ما سماه أبو تراب إلا النبي صلى الله عليه و سلم.. و ذلك أنه غاضب يوماً فاطمة.. فخرج.. فاضطجع إلى الجدار في المسجد.. فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم.. و قد امتلأ ظهره تراباً.. فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يمسح التراب عن ظهره.. و يقول.. “إجلس أبا تراب ” . .وعرف أيضا بأبي الحسن والحسين وأبي القضم الهاشمي.. كان له من الإخوة طالب وعقيل وجعفر وكانوا أكبر منه.. وله أختان أم هانئ وجمانة وكلهم من أمه فاطمة بنت أسد..
رابعا.. وعن مكانته.. لسيدنا علي كرم الله وجهه سابقة السبق إلى الإسلام وعطاء الجهاد المستمر ونور العلم المزهر.. وقد توقف النبي صلى الله عليه وسلم عند رجوعه إلى المدينة.. من حجة الوداع سنة 10هـ في غدير خم وقال لمن معه: -“من كنت مولاه فعلي مولاه.. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. وعن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال.. “من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله.. ومن أبغض علياً فقد أبغضني.. و من أبغضني فقد أبغض الله ”.. و أخرج الطبراني في الأوسط و الصغير “عن أم سلمة قالت.. سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول.. “علي مع القرآن و القرآن مع علي.. لا يفترقان حتى يردا علي الحوض”.. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا علي إنك مني بمنزلة هارون من موسى.. إلا أنه لا نبي بعدي”..
و أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال.. لما نزلت هذه الآية.. ” ندع أبناءنا وأبناءكم ” دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علياً.. و فاطمة.. و حسناً.. و حسيناً.. فقال :”اللهم هؤلاء أهلي” .
و أخرج الترمذي ” عن ابن عمر قال.. آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أصحابه.. فجاء علي تدمع عيناه.. فقال.. يا رسول الله آخيت بين أصحابك .. و لم تؤاخ بيني و بين أحد.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنت أخي في الدنيا و الآخرة”.. و أخرج مسلم عن علي قال.. والذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (عليه الصلاة والسلام) إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن.. ولا يبغضني إلا منافق “.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.