في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 631 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب”.. “الحبر الفقيه.. ثاني العبدليين” –
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 631 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب”.. “الحبر الفقيه.. ثاني العبدليين” -10
سادس عشر.. في حديث ابن عباس في مناظرته للخوارج.. نكمل..
قال: قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما لا تنكرون أترجعون؟ قالوا: نعم..
قال: قلت: أما قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فإنه يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إلى قوله: يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ وقال في المرأة وزوجها: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم.. قال: خرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم..
وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم.. أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم.. وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام.. إن الله عز وجل يقول..”النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ “.. فأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم؟ أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم..
قال: وأما قولكم إنه محى نفسه من أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشاً يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتاباً فقال: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.. فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك.. ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال: والله إني لرسول الله وإن كذبتموني.. اكتب يا علي محمد بن عبد الله.. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي.. أخرجت من هذه؟ قالوا اللهم نعم..
فرجع منهم عشرون ألفاً وبقى منهم أربعة آلاف فقتلوا)) .. منقول..
سابع عشر.. في مناظرة علي بن أبي طالب.. للخوارج.. “برواية بن كثير في البداية والنهاية”..
قد تقدم أن عليا .. رضي الله عنه .. لما رجع من الشام بعد وقعة صفين .. ذهب إلى الكوفة فلما دخلها اعتزله طائفة من جيشه .. قيل : ستة عشر ألفا . وقيل : اثنا عشر ألفا . وقيل : أقل من ذلك . فباينوه .. وخرجوا عليه .. وأنكروا عليه أشياء .. فبعث إليهم عبد الله بن عباس .. فناظرهم فيها ورد عليهم ما توهموه من الشبهة .. ولم يكن له حقيقة في نفس الأمر .. فرجع بعضهم .. واستمر بعضهم على ضلاله حتى كان منهم ما سنورده قريبا إن شاء الله ..
ويقال : إن عليا .. رضي الله عنه .. ذهب إليهم فناظرهم فيما نقموا عليه حتى استرجعهم عما كانوا عليه .. ودخلوا معه الكوفة .. ثم إنهم عادوا فنكثوا ما عاهدوا عليه .. وتعاقدوا وتعاهدوا فيما بينهم على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. والقيام على الناس في ذلك ثم تحيزوا ناحية إلى موضع يقال له : النهروان . وفيه قاتلهم علي..
قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع .. حدثني يحيى بن سليم .. عن عبد الله بن عثمان بن خثيم .. عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري .. قال : جاء عبد الله بن شداد .. فدخل على عائشة – ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي – فقالت له : يا عبد الله بن شداد .. هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟
تحدثني عن هؤلاء القوم الذين قاتلهم علي.. قال : وما لي لا أصدقك . قالت : فحدثني عن قصتهم . قال : فإن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمان .. خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها : حروراء . من جانب الكوفة .. وأنهم عتبوا عليه .. فقالوا : انسلخت من قميص ألبسكه الله .. واسم سماك به الله .. ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله..
فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه عليه .. فأمر فأذن مؤذن : أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن . فلما أن امتلأت الدار من قراء الناس .. دعا بمصحف إمام عظيم .. فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده .. ويقول : أيها المصحف .. حدث الناس ! فناداه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه ! إنما هو مداد في ورق .. ونحن نتكلم بما روينا منه.. فماذا تريد ؟ قال : أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا.. بيني وبينهم كتاب الله.. يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل : وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما [ النساء : 35 ] . فأمة محمد .. صلى الله عليه وسلم .. أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل .. ونقموا علي أن كاتبت معاوية : كتب علي بن أبي طالب .. وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. بالحديبية حين صالح قومه قريشا .. أنظر ..
.. وكأن المناظرة كانت بين علي بن أبي طالب.. مع الخوارج.. وليست مع ابن عباس..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.