موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالمالحلقة / 742 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -8

98

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 742 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -8

عاشرا.. في الحوار الذي دار بين أبي سفيان وهرقل.. نكمل..

روى العباس قَالَ أبو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَالَ ما قَالَ.. وفَرَغَ مِن قِرَاءَةِ الكِتَابِ.. كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وارْتَفَعَتِ الأصْوَاتُ وأُخْرِجْنَا.. فَقُلتُ لأصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لقَدْ أمِرَ أمْرُ ابْنِ أبِي كَبْشَةَ.. (يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم) إنَّه يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأصْفَرِ.. فَما زِلْتُ مُوقِنًا أنَّه سَيَظْهَرُ حتَّى أدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإسْلَامَ..

وكانَ ابنُ النَّاظُورِ.. صَاحِبُ إيلِيَاءَ وهِرَقْلَ.. أسُقُفًّا علَى نَصَارَى الشَّأْمِ يُحَدِّثُ أنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إيلِيَاءَ.. أصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ.. فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ: قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ.. قَالَ ابنُ النَّاظُورِ: وكانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ في النُّجُومِ.. فَقَالَ لهمْ حِينَ سَأَلُوهُ: إنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ في النُّجُومِ مَلِكَ الخِتَانِ قدْ ظَهَرَ.. فمَن يَخْتَتِنُ مِن هذِه الأُمَّةِ؟ قالوا: ليسَ يَخْتَتِنُ إلَّا اليَهُودُ.. فلا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ.. واكْتُبْ إلى مَدَايِنِ مُلْكِكَ.. فَيَقْتُلُوا مَن فيهم مِنَ اليَهُودِ..

فَبيْنَما هُمْ علَى أمْرِهِمْ.. أُتِيَ هِرَقْلُ برَجُلٍ أرْسَلَ به مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عن خَبَرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ: اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أمُخْتَتِنٌ هو أمْ لَا.. فَنَظَرُوا إلَيْهِ.. فَحَدَّثُوهُ أنَّه مُخْتَتِنٌ.. وسَأَلَهُ عَنِ العَرَبِ.. فَقَالَ: هُمْ يَخْتَتِنُونَ.. فَقَالَ هِرَقْلُ: هذا مُلْكُ هذِه الأُمَّةِ قدْ ظَهَرَ..

ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إلى صَاحِبٍ له برُومِيَةَ.. وكانَ نَظِيرَهُ في العِلْمِ.. وسَارَ هِرَقْلُ إلى حِمْصَ.. فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حتَّى أتَاهُ كِتَابٌ مِن صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ علَى خُرُوجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. وأنَّهُ نَبِيٌّ..

فأذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ في دَسْكَرَةٍ له بحِمْصَ.. ثُمَّ أمَرَ بأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ.. ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ: يا مَعْشَرَ الرُّومِ.. هلْ لَكُمْ في الفلاحِ والرُّشْدِ.. وأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ.. فَتُبَايِعُوا هذا النبيَّ؟ فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ إلى الأبْوَابِ.. فَوَجَدُوهَا قدْ غُلِّقَتْ.. فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ.. وأَيِسَ مِنَ الإيمَانِ.. فقَالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ.. وقَالَ: إنِّي قُلتُ مَقالتي آنِفًا أخْتَبِرُ بهَا شِدَّتَكُمْ علَى دِينِكُمْ.. فقَدْ رَأَيْتُ.. فَسَجَدُوا له ورَضُوا عنْه.. فَكانَ ذلكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ..

حادي عشر.. تعليق وتفسير الراوي :

1) في هذا الحَديثِ العَظيمِ يَحكي أبو سُفْيانَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه بَيْنَما كان في رِحْلةِ تِجارةٍ بِبِلادِ الشَّامِ مع جَماعةٍ مِن قُرَيشٍ.. وكان ذلك قبْلَ إسلامِه.. وكان أبو سفيانَ حِينَئذٍ يَخرُجُ على رأسِ القوافلِ والتجارةِ التي كانت تخرُجُ مِن قُرَيشٍ.. أرْسَلَ إليه هِرَقْلُ مَلِكُ الرُّومِ يَطلُبُ مُقابَلتَه.. في مُدَّةِ الهُدنةِ الَّتي تَمَّت بيْنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكُفَّارِ قُرَيْشٍ بعْدَ صُلْحِ الحُدَيْبيَةِ وكان ذلك سَنةَ سِتٍّ مِنَ الهِجرةِ.. والحُدَيْبيَةُ اسمٌ لبِئرٍ يقَعُ بالقُربِ مِن مكَّةَ على بُعدِ حوالَيْ 20 كم في طَريقِ جُدَّةِ القَديمِ.. وكان المسلِمونَ والمشرِكونَ قدِ اصْطلَحوا على وَضْعِ الحَربِ عَشْرَ سِنينَ..
2) فاجتَمَعَ أبو سُفْيانَ وأصْحابُه بِهِرَقْلَ في مَدينةِ بَيتِ المَقدِسِ.. وكانتْ تُسمَّى «إيلِيَاءَ».. فَدَعاهُم إِلى مُقابَلَتِه في مَجلِسِه.. وحَوْلَه عُلماءُ النَّصارَى.. وكِبارُ رِجالِ الدَّوْلةِ.. ثُمَّ دَعاهُم.. أي: أدْناهُم مِنه.. وقَرَّبَهم إليه.. وأَرسَلَ إلى «تَرْجُمانِه».. وهو ناقِلُ الكَلامِ مِن لُغةٍ إلى لُغةٍ أُخْرى.. فقال التَّرجُمانُ: أيُّكُم أقرَبُ نَسَبًا بهذا الرَّجُلِ الَّذي يَزعُمُ أنَّه نَبيٌّ؟ ويَقصِدُ به رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. ويَظهَرُ مِن سؤالِ هِرَقْلَ أنَّه أراد أن يَستوثِقَ مِن أخبارِه.. ويَزيدَ مِن مَعرفتِه به كما هي عادةُ الملوكِ.. فأجابَ أبو سُفْيانَ: أنا أقْرَبُهم نَسَبًا.. وهو الواقِعُ؛ لأنَّ بَني هاشِمٍ وبَني أُميَّةَ أبْناءُ عُمومةٍ.. يَنحَدِرونَ عن أصْلٍ واحِدٍ.. فأمَرَ هِرَقْلُ الرُّومَ بِتَقريبِ أبي سُفْيانَ مِنه.. وأدْناهُ مِن مَجلِسِه ليَسألَه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم َـ وقَرَّبَ أصْحابَه فَجَعَلَهم وَراءَ ظَهرِ أبي سُفْيانَ..

وقال لتَرْجُمانِه: قُلْ لَهُم: إنِّي سائِلٌ هذا عن مُحَمَّدٍ.. فإنْ كذَبَ علَيَّ فكَذِّبوه؛ والمعنى: لا تَستَحْيُوا منه فتَسكُتوا عن تكذيبِه إنْ كذَبَ.. وذلك ليَتَحَرَّى الصِّدْقَ في كَلامِه.. ولا يَشْهَدَ إلَّا بالحَقِّ. فأقسم أبو سُفْيانَ باللهِ: أنَّه لَوْلا الحَياءُ مِن أن يَرْوُوا عنه الكَذِبَ في بِلادِه فيُعابَ به عِندَ قَوْمِه لَكَذَبَ في الحَديثِ عنه.. ولَوَصَفَه بخِلافِ الواقِعِ.. وهذا ممَّا يَفعلُه الشركُ والكُفرُ بأهلِه.. وهو أنَّه يُبعِدُهم عن الحَقِّ والإنصافِ لِمَن خالَفَ دِينَهم ومُعتقدَهم.. وما يَحدُثُ مِن إنصافِ بعضِهم فإنَّما هو لِما عندَه مِن فِطرةٍ يَتحدَّثُ بها.. أو خَوفًا مِن أن يُعابَ عليه في قَومِه ويُنعَتَ بالكَذِبِ.. وهذا ممَّا كان بقِي في العِربِ مِن الشِّيَمِ الصالِحةِ.. كما هو حالُ أبي سُفْيانَ هنا..

3) فأوَّل ما سألَه: كيفَ نَسَبُ مُحمَّدٍ فيكُم؟ فأجابَه: بأنَّه ذو نَسَبٍ رَفيعٍ. ثُمَّ سألَه: هَلِ ادَّعى أحَدٌ مِن العَرَبِ النُّبُوَّةَ قبْلَ ظُهورِه؟ فأجابَه: لا.. لَم يَحدُثْ أنِ ادَّعى أحَدٌ النُّبُوَّةَ قَبْلَه. ثُمَّ سألَه: هلْ تَوَلَّى أحَد مِن آبائِه المُلكَ؟ فأجابَه: لا. ثُمَّ سألَه: هلِ السَّادةُ والقادةُ هُم مَن يَتَّبِعُه.. أمِ المَساكينُ والأحْداثُ والفُقَراءُ؟ فأجابَه: بلْ أكْثَرُ أتْباعِه الضُّعَفاءُ. فسألَه: أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ؟ فأجابَه: بلْ يَزيدونَ ويكثُرُ عدَدُهم. فسألَه: فهَلْ يَرتَدُّ أحدٌ مِنهُم «سَخْطةً» لدينِه؟ أي: بُغْضًا للإسلامِ وكَراهيةً له ونُفورًا منه؟ فأجابَه: لا..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. حوار أبي سفيان وهرقل في الأعمال الدرامية..

التعليقات مغلقة.