موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 744 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -10

98

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 744 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -10

حادي عشر.. تعليق الراوي :نكمل..


16) نكمل.. و{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}.. أي: نستوي فيها جَميعًا؛ لأنَّها تَتَّفِقُ عليها الكتبُ الثلاثةُ: القُرآنُ.. والتوراةُ.. والإنجيلُ. {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.. أي: فقد لَزِمَتْكُم الحُجَّةُ.. فاعْتَرِفوا بِأنَّا مُسلِمونَ دُونَكم.. وأنَّكم كافِرونَ باللهِ تعالَى.قال أبو سُفْيانَ: فَلمَّا قال هِرَقلُ ما قال.. وفَرَغَ مِن قِراءةِ الكِتابِ.. كَثُرَ عِنْدَه «الصَّخَبُ».. وهو اللَّغَطُ والخِصامُ.. وارتَفَعَتْ الأصْواتُ.. وأُخرِجْنا مِن مَجلِسِه..
17) قال أبو سُفْيانَ لأصْحابِه: لقدْ أَمِرَ أمْرُ ابنِ أبي كَبْشةَ.. أي: لقدْ عَظُمَ شأنُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.. الَّذي كُنَّا نَدْعوه اسْتِهزاءً وسُخْريةً عِندَما كان يُحَدِّثُنا بهذه الكُنْيةِ.. فنَقولُ: هذا ابنُ أبي كَبْشةَ يُكَلَّمُ مِن السَّماءِ! وأبو كَبْشةَ أبوه مِن الرَّضاعةِ.. واسْمُه الحارِثُ بنُ عَبدِ العُزَّى؛ «إنَّه يَخافه مَلِكُ بَني الأصْفَرِ».. حيثُ عَلَا قَدْرُه.. حَتَّى أصْبَحَ يَخافُه مَلِكُ الرُّومِ.. ويَعترِفُ له بالفَضلِ والنُّبوَّةِ..
18) ثمَّ أخبَرَ أبو سُفيانَ أنَّه أصبَحَ على يَقينٍ مِن أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سوف يَنتصِرُ ويَنتشِرُ دِينُه في المُستَقبَلِ القَريبِ.. حتَّى أدخَلَ اللهُ الإسلامَ في قَلبِه ووَفَّقَه إليه..

ثاني عشر.. ما كان من هرقل بعد اللقاء..

كانَ ابنُ النَّاطورِ.. وهو أميرُ بَيْتِ المَقدِسِ.. وصَديقُ هِرَقْلَ رَئيسًا للدِّيانةِ النَّصرانيَّةِ بالشَّامِ.. كان يُحَدِّثُ أنَّ هِرَقْلَ حينَ قَدِمَ إِيلِياءَ أصْبَحَ خَبيثَ النَّفْسِ.. أي: قَلِقًا مَهْمومًا.. فقال له بعضُ «بَطارِقتِه».. أي: قُوَّادِه وأهلِ مشورتِه.. قدِ استَنْكَرْنا هَيئَتَك.. فلاحَظْنا عَلَيك تُغيُّرَ وَجهِك.. مِمَّا يدُلُّ على مُعاناتِك لبعضِ الهُمومِ النَّفْسيَّةِ..

قال ابنُ النَّاطورِ: وكان هِرَقْلُ حَزَّاءً: يَنظُرُ إلى النُّجومِ.. فيَسْتَدِلُّ بها في زَعْمِه على ما يَقَعُ في المُستَقبَلِ أو في الحالِ.. «والحَزَّاءُ»: الكاهِنُ المُنَجِّمُ.. فقالَ لهم حينَ سألوه: إنِّي رأيْتُ اللَّيلةَ حينَ نَظَرتُ في النُّجومِ أنَّ مَلِكَ الخِتانِ قد ظَهَرَ.. أي: عرَفتُ مِن النُّجومِ أنَّ مَلِكَ الأُمَّةِ الَّتي تَختَتِنُ قد ظهَرَ.. فمَن يَختَتِنُ مِن هذه الأُمَّةِ؟
قالوا: ليس يَختَتِنُ إلَّا اليهودُ.. فلا يُهِمَّنَّك شأْنُهم؛ لأنَّهم لا دَولةَ لهم ولا صَولةَ.. واكتُبْ إلى مَدائِنِ مُلْكِك فيَقتُلوا مَن فيهم مِن اليَهودِ.. فإنْ كنتَ تَخْشى منهم فاسْتأْصِلْهم..

فبَيْنَما هم في حَيْرةٍ مِن أمْرِهم أُتيَ هِرَقْلُ برَجُلٍ أرْسَلَه مَلِكُ غَسَّانَ.. وهو عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ.. يُخبِرُ عن خَبَرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. فيَقولُ: خرَجَ بيْنَ أظْهُرِنا رجُلٌ يزعُمُ أنَّه نَبيٌّ.. اتَّبَعَه ناسٌ.. وخالَفَه ناسٌ.. فلَمَّا استَخْبَره هِرَقْلُ.. قال: اذْهَبوا فانْظُروا أمُخْتَتِنُ هو أمْ لا؟ أي: فلَمَّا أحْضَرَه هِرَقْلُ بيْنَ يَدَيْه.. وسألَه عن قِصَّةِ هذا الرجُلِ الَّذي يَزعُمُ أنَّه نَبيٌّ.. أمَرَهم بالكَشفِ عليه.. حَتَّى يَنظُروا أهو مُخْتَتِن أم لا؟ فأخْبَروه أنَّهم وَجَدوه مُخْتَتِنًا.. فسألَه عن العَرَبِ.. فقال: هُم يَختَتِنون.. فعَرَفَ أنَّ ما شاهَدَه هُم العَرَبُ..

فقال هِرَقْلُ: هذا مَلِكُ هذه الأُمَّةِ قد ظهَرَ.. أي: هذا الَّذي رَأيتُه في النُّجومِ مَعْناهُ أنَّ مَلِكَ الأمَّةِ الَّتي تَختَتِنُ.. وهُم العَرَبُ.. قد ظَهَرَ على هذه الأرضِ.. وأنَّ دَوْلتَهم ستَغلِبُ على هذه البِلادِ كُلِّها..


ثالث عشر.. هرقل يدعو الروم للإيمان بنبوته صلى الله عليه وسلم..

كتَبَ هِرَقْلُ إلى صاحِبٍ له بِروميَّةَ.. وهيَ: روما عاصِمةُ إيطاليا اليَومَ.. وكان نَظيرَه في العِلمِ.. وسارَ هِرَقْلُ إلى حِمْصَ.. فلَمْ يَكَدْ يَصِلُ إليها حتَّى أتاه كِتابٌ مِن صاحِبِه في رُوميَّةَ -وكانَ أُسْقُفَ روما- يوافِقُ رأيَ هِرَقْلَ على خُروجِ النبيِّ.. وأنَّه النبيُّ الَّذي بَشَّرَ به عيسى..

فأعْلَنَ هِرَقْلُ لعُظَماءِ دَولتِه عن عَقْدِ اجتِماعٍ في قَصرٍ عَظيمٍ بحِمْصَ؛ لكَيْ يُلقيَ فيهم خِطابًا مُهِمًّا.. ثُمَّ أمَرَ بأبوابِها فغُلِّقَتْ.. أي: دَخَلَ جَناحًا خاصًّا أغلَقَ أبْوابَه عليه.. ثُمَّ أطَلَّ عليهم مِن «الشُّرْفةِ».. وهيَ أعْلى البِناءِ..

فقال: يا مَعشَرَ الرُّومِ.. هلْ لكم في الفَلاحِ.. وهلْ تَرغَبونَ في الفَوزِ والظَّفَرِ.. والرُّشدِ وهو إصابةُ الحَقِّ عَقيدةً وقَولًا وعمَلًا.. وأن يَثبُتَ مُلكُكم.. فيَبْقى ويَدومَ لكم؟ فإنْ أردْتُم ذلك فعاهِدوا مُحمَّدًا على الإسلامِ..

«فَحاصُوا حَيْصةَ حُمُرِ الوَحْشِ».. أي: ثاروا ثَوْرةَ الحُمُرِ الوَحشيَّةِ.. وهَجَموا على الأبْوابِ يُريدونَ الوُصولَ إليها ليَفتِكوا به.. فوَجَدوها قد غُلِّقَتْ.. فلَمَّا رأى هِرَقْلُ نُفورَهم مِن الإسلامِ وثَوْرتَهم العَنيفةَ عليه وأَيِسَ مِن إيمانِهم ورأَى أنَّهم لن يُطيعوه.. وأنَّ مُلكَه سيَذهَبُ؛ تراجَعَ.. وقال: «رُدُّوهم عَلَيَّ».. أي: قال لجُندِه: رُدُّوهم عَنِّي.. أو رُدُّوهم إلى مَجلِسي ولا تَدَعوهم يَخرُجون.. وقال لهم: «إنِّي قُلتُ مَقالَتي «آنِفًا» -أي: سابِقًا- لأخْتَبِر صَلابَتكم في دِينِكم.. وشِدَّةَ تَمَسُّكِكم به.. وقوَّةَ دِفاعِكم عنه! فَسَجَدوا له على عادةِ الأعاجِمِ.. فكان ذلك آخِرَ شأْنِ هِرَقْلَ.. ونِهايةَ قصَّتِه ومَوقِفِه مِن كِتابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. أو فيما يتعلَّقُ بالإيمانِ.. وإلَّا فإنَّه بعْدَ ذلك وقعتْ له أمورٌ مِن تَجهيزِ الجيشِ إلى مُؤْتةَ وتَبوكَ.. ومُحاربتِه للمُسلِمينَ.. وبقائه على الكُفرِ..
.. أراكم غدا إن شاء الله..


الصورة.. رسموا في هرقل الأساطير.. ونسوا نصحه الخالد..

التعليقات مغلقة.