في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 641 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي”.. “مواقف في سيرته..” – 3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 641 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي”.. “مواقف في سيرته..” – 3
رابعا.. أبو دجانة والجن.. أو حرز أبي دجانة.. نكمل..
قال أبو دجانة عن القرطاس: فأدرجته وحملته إلى داري.. وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي..
فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة: أحرقتنا الكلمات فبحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك.. وقال غيره: ولا في أذاك ولا في جوارك ولا في موضع يكون هذا الكتاب..
قال أبو دجانة: فقلت لا وحق صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا رفعته حتى استأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم.. قال أبو دجانة: فلقد طالت علي ليلتي مما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم..
حتى أصبحت فصليت الصبح مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.. فأخبرته بما سمعت من الجن.. وما قلت لهم.. – فقال لي..”يا أبا دجانة: ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة “
( رواه البيهقي في كتابه (دلائل النبوة).. وكذلك أخرجه السيوطي وقال هكذا وجدته.. ولم يُحل على مصدرها.. وحري بها أن يكون لا أصل لها.. لما فيها من الركاكة.. قال ابن القيم رحمه الله:
” والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة.. تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ” انتهى من “المنار المنيف” .. ثم ذكر جملة من الأمور الكلية.. التي يعرف بها كون الحديث موضوعا .. ومنها : ” ركاكة ألفاظ الحديث.. وسماجتها.. بحيث يمجها السمع.. ويدفعها الطبع.. ويسمج معناها للفطن ” .انتهى من “المنار المنيف” .. لكن روى أحمد في المسند (12482).. وابن حبان (7159).. عَنْ أَنَسٍ.. أَنَّ رَجُلًا قَالَ: ” يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً.. وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا.. فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا.. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ) فَأَبَى.. فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي .. فَفَعَلَ.. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ.. إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ.. فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ) قَالَهَا مِرَارًا.. وصححه محققو المسند على شرط مسلم..
خامسا.. وهنا سؤال عن القرين..
يقول الراوي سائلا.. وهو ممن يداوون بالكتاب والسنة.. ( وقد فوجئت من قبل أحد الإخوة الثقات يخبرني بأن هذا الحديث موضوع.. ولأني وجدت لهذه الرسالة التأثير الكبير على الجن من خلال ممارستي للعلاج حيث رأيت أن المريض يشعر بدوار (دوخة) عندما ينظر فيه أو يحصل له خدر في يده التي تحمل الرسالة.. وقد حصل معي أنا ومريض صرع بمجرد أن أعطيته الرسالة ليحملها..
-لأجل هذا وذاك.. فكرت أن أضع الأمر في سؤالي عن صحة هذا الحديث.. وحكم العمل بهذه الرسالة في العلاج.. وفي بعض الحالات المرضية التي يستعصي علاجها عند الأطباء.. هل نقرأ عليهم آيات الرقية ولمرات عديدة رغم عدم ظهور أي تأثير لحظي عليهم.. بينما اكتشفنا طريقة مخاطبة القرين.. أي قرين الشخص المريض.. ومن خلالها يتم معرفة المرض.. وقد تم علاج حالات كثيرة بهذه الطريقة..
والطريقة هي: أن نطلب من المريض أن يردد: ( بسم الله أوله وآخره) .. مع الشهيق.. ثم بعد مدة نكلم القرين ونحاوره..؟ وسؤالي هو: إن معلوماتنا عن القرين قليلة جدا لعدم وجود الأثر الكافي الذي يتحدث عنه.. فمثلا: هل هو داخل الجسد أم خارجه.. وما هي مدة بقائه مع المريض (الإنسان).. وهل لكل إنسان قرين واحد أم إنه ممكن أن يتبدل في فترة من الفترات.. وهل يبقى ملازم مع الإنسان أم أنه يتركه في أحيان ويعود إليه؟ وفي مرات عديدة جدا يذكر أن عمره (القرين) أصغر من عمر المريض. فرجائي أن نجد ردا على هذه الأسئلة كتابة لينفع الله به المسلمين.. فأفيدونا وأفتونا..؟
ولدينا إجابة من أحد مشايخنا.. والأمر هنا للنقاش مع من وهبهم الله علما في هذا الموضوع..
يقول الشيخ: الحديث المذكور في السؤال قال عنه العلامة السيوطي في كتابه: (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) الجزء الثاني.. إن الحديث موضوع.. وإسناده مقطوع.. وأكثر رجاله أي رواته مجاهيل.. وليس في الصحابة من اسمه موسى المنسوبة إليه الرواية أصلا.. انتهى الرد.
وعليه فلا يجوز الاعتماد على هذا الحديث.. والرقية الشرعية تكون بسورة الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين والآيات القرآنية والأدعية النبوية الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولا تجوز الاستعانة بالجن الذي تسمونه القرين.. وسؤاله عن نوع مرض المريض؛ لأن الاستعانة بالجن هو شرك بالله -عزّ وجلّ-.. فالواجب عليكم التوبة إلى الله من ذلك وترك هذه الطريقة والاقتصار على الرقية الشرعية.. وفق الله الجميع لما فيه رضاه.. وصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلم..
.. نراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.