في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة 781 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..” الداهية من دهاة العرب” -4
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة 781 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..” الداهية من دهاة العرب” -4
سادسا.. في صفات وتأريخ زياد بن أبي سفيان.. نكمل..
قال: أخبرنا يزيد بن هارون.. أخبرنا داود بن أبي هند عن عامر قال: أُتي زياد في رجل ترك عمّة وخالةً.. فقال: أتدرون كيف قضى فيها عمر بن الخطّاب؟ والله إني لأعْلَمُ النـّاس بقضاء عمر فيها.. جعل الخالة بمنزلة الأخت والعمّة بمنزلة الأخ.. فأعطى العمّة الثّلْثَين والخالة الثّلْث)) ..
((ولي البصرة لمعاوية حين ادّعاه وضمّ إليه الكوفة.. فكان يشتو بالبصرة.. ويصيف بالكوفة.. ويولّي على الكوفة إذا خرج منها عمرو بن حُريث ويولّي على البصرة إذا خرج منها سَمُرَة بن جُنْدَب.. ولم يكن زياد من القراء ولا الفقهاء.. ولكنّه كان معروفًا)) الطبقات الكبير.
((ليست له صُحْبَةٌ ولا رواية. وكان رجلًا عاقلًا في دنياه.. داهيةً خطيبًا.. له قدرٌ وجلالة عند أهل الدَّنيا.. روى معتمر بن سليمان عن أبيه.. عن أبي عثمان النَّهديّ أنه أخبره.. قال: اشترى زيادٌ أباه عبيدًا بألف درهم فأعتقه فكُنّا نغبطه بذلك.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روى عن عمر ورُويت عنه أحاديث)) .. هكذا في الطبقات الكبير…
وقيل في دهائه ((كان عظيم السياسة ضابطًا لما يتولاه.. سئل بعضهم عنه وعن الحَجَاج: أيُّهما كان أقوم لما يتولاه؟ فقال: إن زيادًا ولي العراق عقب فتنة واختلاف أهواء.. فضبط العراق برجال العراق.. وجبى مال العراق إلى الشام.. وساس الناس فلم يختلف عليه رجلان. وإن الحجَّاج ولي العراق.. فعجز عن حفظه إلا برجال الشام وأمواله.. وكثرت الخوارج عليه والمخالفون له.. فحكم لزياد)) قول لأسد الغابة..
سابعا.. في ولاية زياد بن أبي سفيان..
((كان عمرُ بن الخطّاب قد استعمله على بعض صدقاتِ البَصَرَة.. أو بعض أعمالِ البصرة. وقيل: بل كان كاتبًا لأبي موسى.. فلما شهد على المغيرة مع أخيه أبي بكرة وأخيه نافع.. وشبل بن معبد وجدهم ثالثهم عمر دونه.. إذْ لم يقطع الشَّهادة زيادٌ.. وقطعوها.. وعزَله؛
فقال له زياد: يا أمير المؤمنين.. أخبِر النَّاسَ أنك لم تعزلني لخزْيَة..
وقال بعض أهل الأخبار: إنه قال له: ما عزلتُك لخزية.. ولكني كرِهْتُ أن أحملَ على النّاس فَضْلَ عقلك.. فالله أعلم إن كان ذلك كذلك..
ثامنا.. في وفاته رضي الله عنه..
ثم صار زياد مع علي.. فاستعمله على بعض أعماله.. فلم يزلْ معه إلى أن قُتِلَ عليّ وانخلع الحَسَنُ لمعاوية.. فاستلحقه معاوية وولّاه العراقَيْنِ جَمَعهما له. ولم يزل كذلك إلى أن تُوفِّي بالكوفة)) ..
((قال أبو عمر: روينا أَن زيادًا كتب إلى معاوية أَني قد أَخذت العراق بيميني وبقيت شمالي فارغة ــــ يعرض له بالحجاز.. فبلغ ذلك عبد الله بن عُمَر فقال: اللّهم اكفنا شمال زياد.. فعرضَت له قرحة في شماله فقتلته..
ولما بلغ ابن عُمر [[نعي]] زياد قال: اذهب إليك ابن سميّة فقد أَراح الله منك.
حدّثنا خلف بن قاسم.. حدّثنا الحسن بن رشيق.. حدّثنا أَبو بشر الدولابي.. حدّثنا إبراهيم بن أَبي داود.. حدّثنا خريم بن عثمان.. حدّثنا أَبو هلال.. عن قتادة.. قال: قال زياد لبنيه لما احتُضر: ليتَ أَباكم كان راعيًا في أَدناها وأَقصاها ولم يقع بالذي وقع به..
- وقال أَبو الحسن المدائنيّ: ولد زياد عام التاريخ. ومات بالكوفة يوم الثّلاثاء لأربع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين.. وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.)) ..
وقيل ((تُوفِّي بالكوفة.. وهو أميرُ المصرين في شهر رمضان لاثنتي عشرة ليلة بقيَتْ منه سنة ثلاث وخمسين.. وصلّى عليه عبدُ الله بن خالد بن أسيد.. كان قد أوصى إليه بذلك..
وقال الحسَنُ بن عثمان: تُوفي زياد بن أبي سفيان.. وَيُكْنَى أَبا المغيرة.. سنة ثلاثٍ وخمسين.. وهو ابنُ ثلاث وخمسين.. فهذا يدلُّ على أنه وُلد عام الهجرة وكانت ولايته خمس سنين.. ولي المصرين: البصرة والكوفة سنة ثمانٍ وأَربعين.. وتُوفِّي سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. وقيل ابن ستٍّ وخمسين.)) حسب روايات الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.