في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة 788 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..” ليتني قبلت الرخصة” -4
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة 788 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..” ليتني قبلت الرخصة” -4
ثامنا.. في مواقف له معه صلى الله عليه وسلم وبعض مما روى عنه.. نكمل..
وقد تقدم عن عبد اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: “يَا عَبْدَ اللّهِ.. أَلَمْ أُخْبَرْ أَنّكَ تَصُومُ النّهَارَ وَتَقُومُ اللّيْلَ؟” فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ. قَالَ: “فَلاَ تَفْعَلْ.. صُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا.. وَإِنّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا.. وَإِنّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا.. وَإِنّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا.. وَإِنّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ.. فَإِنّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا.. فَإِنّ ذَلِكَ صِيَامُ الدّهْرِ كُلِّهِ”. فَشَدّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيّ.. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ.. إِنِّي أَجِدُ قُوّةً. قَالَ: “فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم.. وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ”. قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم. قَالَ: “نِصْفَ الدّهْرِ”. فَكَانَ عَبْدُ اللّهِ رضي الله عنه يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم”..
وعن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللّهِ فِي التّوْرَاةِ؟ قَالَ: أَجَلْ.. وَاللّهِ إِنّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلأُميينَ.. أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي.. سَميْتُكَ المتَوَكلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّاب فِي الأَسْوَاقِ.. وَلاَ يَدْفَعُ بِالسيئَةِ السيئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ.. وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللّهُ حَتّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ.. وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا..
عن مسروقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَة رضي الله عنهَ إِلَى الْكُوفَةِ.. فَذَكَرَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ: “لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحشًا”. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: “إِنّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا”..
وعَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كُنّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ.. فَدَخَلَ فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ.. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: “كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ”..
وفي بعض ما روى مباشرة عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم..
عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي الله عنه.. عن النّبي قال: “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.. وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللّهُ عَنْهُ”..
وعن عبد اللّه بن عمرٍو رضي الله عنه أنّ رجلاً سأل النّبيّ: أَي الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: “تُطْعِمُ الطّعَامَ.. وَتَقْرَأُ السّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ”..
وعن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ النّبيّ قال: “أَرْبَعٌ مَنْ كُنّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا.. وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النفَاقِ حَتّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.. وَإِذَا حَدّثَ كَذَبَ.. وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ.. وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ”..
عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللّه يقول: “مَنْ قَالَ عليّ مَا لَمْ أَقُلْ.. فَلْيَتَبَوّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ”..
تاسعا.. شخصيته في مواقفه عبد الله بن عمرو في حياته:
في موقفه مع معاذ بن جبل.. عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ.. أَنّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيّ حَدّثَهُ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه يَتَحَدّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ.. وَيَسْكُتُ عَمّا سَمِعُوا.. فَبَلَغَ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنه مَا يَتَحَدّثُ بِهِ.. فَقَالَ: وَاللّهِ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ هَذَا.. وَأَوْشَكَ مُعَاذٌ رضي الله عنه أَنْ يَفْتِنَكُمْ فِي الْخَلاَءِ.. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَقِيَهُ.. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو.. إِنّ التّكْذِيبَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ نِفَاقٌ.. وَإِنّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ.. لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “اتقُوا الْمَلاَعِنَ الثّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ.. وَالظِّلِّ.. وَقَارِعَةِ الطّرِيقِ”..
في موقفه من قتل عمار بن ياسر.. عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما.. قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ.. مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لِعَمّارٍ رضي الله عنه: “وَيْحَكَ يَابْنَ سُمَيّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ”. قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلاَ تَسمعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لاَ تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ.. أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟! إِنّمَا قَتَلَهُ الّذِينَ جَاءُوا بِهِ..
موقفه مع أبيه عند وفاته.. جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا.. فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ.. مَا هَذَا الْجَزَعُ؟! وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: أَيْ بُنَيّ.. قَدْ كَانَ ذَلِكَ.. وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ.. إِنِّي وَاللّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلّفُنِي.. وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ.. وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ.. وَقَالَ: اللّهُم أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا.. وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا.. وَلاَ يَسَعُنَا إِلاّ مَغْفِرَتُكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ هجيرَاهُ دَأْبه وشأنه حَتَّى مَاتَ..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.