في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 799 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..”اللهم لا طير إلا طيرك” -15
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 799 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..”اللهم لا طير إلا طيرك” -15
ثالث عشر.. سيرة عبدالله بن عمرو ونصيبه من التراجم: (من موسوعة رواة الحديث) ..
حادي عشر.. إبن منظور.. في مختصر تاريخ دمشق.. نكمل..
قال أبو هريرة: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني إلا عبد الله بن عمرو؛ فإني كنت أعي بقلبي ويعي بقلبه.. ويكتب.. وعن مجاهد قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص.. فتناولت صحيفة تحت رأسه.. فتمنّع عليَّ.. فقلت: تمنعني شيئاً من كتبك؟ فقال: إن هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بيني وبينه أحد.. فإذا سلم لي كتاب الله.. وسلمت لي هذه الصحيفة والوهط لم أبال ما صنعت الدنيا..
عن سليمان بن الربيع العدوي قال: لقينا عمر.. فقلنا: إن عبد الله بن عمرو حدثنا بكذا وكذا.. فقال عمر: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول؛ قالها ثلاثاً.. ثم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه.. فخطبهم عمر.. فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله “..
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: ابن عباس أعلمنا بما مضى.. وأفقهنا فيما نزل مما لم يأت فيه شيء.. قال عكرمة: فأخبرت ابن عباس بقوله.. فقال: إن عنده لعلماً.. ولقد كان يسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحلال والحرام.
عن عروة بن الزبير أن عائشة قالت له: يا بن أخت.. إني قد أخبرت أن عبد الله بن عمرو حاج في عامه هذا.. فالقه.. فإنه قد حفظ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرةً.. والتقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو.. فقال كعب: أتطيُّر يا عبد الله؟ قال: نعم.. قال: فما تقول؟ قال: الله لا طير إلا طيرك.. ولا خير إلا خيرك.. ولا رب غيرك.. ولا حول ولا قوة إلا بك.. فقال: أنت أفقه العرب؛ إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت..
وقدم كعب مكة.. وبها عبد الله بن عمرو بن العاص.. فقال كعب: سلوه عن ثلاث.. فإن أخبركم بهن فهو عالم؛ سلوه عن شيء من الجنة وضعه الله للناس في الأرض.. وسلوه ما أول ماء وضع بالأرض.. وما أول شجرة غرست بالأرض.. فسئل عبد الله عنها.. فقال: الشيء الذي وضعه الله للناس في الأرض فهذا الركن الأسود.. وأول ماء وضع بالأرض فبرهوت ماء باليمن ترده هام الكفار.. وأما أول شجرةٍ غرسها الله في الأرض فالعوسجة التي اقتطع منها موسى عصاه.. فلما بلغ ذلك كعباً قال: صدق.. الرجل والله عالم..
عن مولى لعمرو بن العاص: أن عبد الله بن عمرو نظر إلى المقبرة.. فلما نظر إليها نزل.. فصلى ركعتين.. فقيل له: هذا شيءٍ لم تكن تصنعه.. فقال: ذكرت أهل القبور.. وما حيل بينهم وبينه فأحببت أن أتقرب إلى الله عز وجل بهما.. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لأن أعمل اليوم عملاً أقر عليه أحب إلي من ضعفه فيما مضى؛ لأنا حين أسلمنا وقعنا في عمل الآخرة.. فأما اليوم فقد خلبتنا الدنيا..
وقال: إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق.. ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله عز وجل فإن المنبت لا بلغ بعداً.. ولا أبقى ظهراً.. وأعمل عمل امرئ يظن ألا يموت إلا هرماً.. واحذر حذر امرئٍ يحسب أنه يموت غداً.
وقال: لأن أكون عاشر عشرةٍ مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرةٍ أغنياء.. فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا – يقول: يتصدق يميناً وشمالاً.
قال ابن أبي مليكة: بينما عبد الله بن عمرو بن العاص يصلي وراء المقام.. وهو يبكي.. وقد كسف – أو خسف القمر إذ مر به العلاء بن طارق.. فوقف يسمع.. فقال: ما توقفك يا بن أخي؟ تعجب من أني أبكي؟! والله إن هذا القمر يبكي من خشية الله.. أما والله لو تعلمون اليقين لبكى أحدكم حتى ينقطع صوته.. ولسجد حتى ينقطع صلبه.. وعن عبد الله بن يزيد قال: قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك كنت من أحسن قريشٍ عيناً.. فما الذي أرى بهما؟ قال: البكاء.. وقال عبد الله بن عمرو: ما أُعطي إنسان شيئاً خيراً من صحة وعفة وأمانة.. وفقه.. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يضرب فسطاطه في الحل.. ويجعل مصلاه في الحرم.. فقيل له: لِمَ تفعل ذلك؟ قال: لأن الأحداث في الحرم أشد منها في الحل..
قال عمرو بن العاص لابنه: يا بني.. ما الشرف؟ قال: كف الأذى.. وبذل الندى.. قال: فما المروءة؟ قال: عرفان الحق.. وتعاهد الصنعة.. قال: فما المجد؟ قال: احتمال المغارم.. وابتناء المكارم.. وسأله: ما الغي؟ قال: طاعة المفسد.. وعصيان المرشد.. قال: فما البله؟ قال: عمى القلب.. وسرعة النسيان..
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص لأخواله – حي من عنزة يقال لهم بنو فلان – يا بني أمي إنه ليس الواصل الذي يصل من وصله.. ويقطع من قطعه.. وليس الحليم الذي يحلم عمن يحلم عنه.. ويجهل على من يجهل.. قالوا: فمن ذاك؟ قال: ذاك المنصف.. إنما الحليم الذي يحلم عمن يحلم عنه.. ويحلم عمن يجهل عليه..
هم أخوال أبيه عمرو بن العاص.. وهذا الكلام محفوظ من كلام عمرو بن العاص.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.