في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 730 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-1
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 730 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-1
أولا.. مقدمة.. وفي الخلاف في نسبه..
ذكر الحق سبحانه وتعالى موقعة حنين بإسمها.. ووصف تفاصيلها في اقتضاب معجز.. ووصف معاناة رسول الله صلى الله عليه وسلم من معتقد البعض الذين قالوا: (لن نغلب اليوم من قلة) ..
” لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27) “..
ثم كان النصر لله ولرسوله وللمؤمنين الذين ثبتوا معه.. وكان منهم بطل حلقتنا الذي استشهد مع ثلاثة آخرين فيها.. وهو المشهور بكنيته.. والذي اشتهرت أمه العظيمة بانتمائه لها.. وانتمائها له.. فهو “إبن أم أيمن…”
هو أيمن ابن أم أيْمَنُ.. إبن عُبَيْدِ بن زيد.. مِنْ بَنِي الحارث بن الخزرج:
نسَّبه ابْنُ سَعْدٍ.. وابْنُ مَنْدَه.. وقال أَبُو عُمَرَ: أيمن بن عُبيد الحبشي.. وقال ابن حجر العسقلاني: “وقد فرق ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ بين أيمن الحبشي.. وبين أيمن بن أم أيمن. وهو الصّواب”..
وقال البَلَاذُرِيّ: أيْمن ابن أمّ أيمن مولاةِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.. وأم أيمن هي أم الظّباء بنت ثعلبة بن عمرو.. وهي أم أسامة بن زيد بن حارثة.. وأيمن هذا هو أخو أسامة بن زيد لأمّه..
وكانت أم أيمن قد تزوّجت في الجاهلية بمكة؛ عبيد بن عمرو.. وكان عبيد قدم مكّة.. وأقام بها.. ثم نقل أم أيمن إلى يَثرب المدينة المنورة؛ فولدت له أيمن.. ثم مات عنها فرجعت إلى مكّة.. فتزوّجها زَيْد بن حارثةُ..
وفي نسبها رضي الله عنها رواية أنها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمر ابن النعمان الحبشية.. و قد كانت رضي الله عنها جارية لعبد الله بن عبد المطلب وورثها ابنه محمد صلى الله عليه و سلم و كانت له بمثابة الأم بعد موت أمه..
وقد عاصرت النبي صلى الله عليه و سلم طفلاً و صبياً ثم زوجاً للسيدة خديجة رضي الله عنها.. و قد اعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها.. وقد تقدم أنه تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي .. فولدت له: أيمن المهاجر الشهيد يوم حنين.. وبه كانت تكنى كما تقدم.. وتعتبر أم أيمن من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم فقد قال صلى الله عليه و سلم عنها : “هذه بقية من أهلي”.. و قد أسلمت أم أيمن رضي الله عنها في أول العهد بالإسلام مع من أسلم من بيت النبي صلى الله عليه و سلم فكانت من السابقين الأولين ويذكر أنها كانت رضي الله عنها من الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم..
ولأيمن ابن يقال له: الحجاج بن أيمن.. له خبر مع عبد اللّه بن عمر.. سنتابع..
يقول “صحابة رسولنا”: كان أيمن فيمن ثبت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. يوم حُنَين من أهل بيته.. وأصحابه.. وقال ابن إسحاق: استشهد أيمن يوم حنين.. وهو الذي عني العباس بن عبد المطلب بقوله:
نَصَرْنَا رَسُولَ الله فِي الدِّين سَبْعَةٌ وَقَدْ فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْهُ فَأقْشَعُوا
وَثَامِنُنَـا لَاقَى الحِمَامَ بِنَفْسِهِ بِمَا مَسَّهُ فِي الدِّينَ لَا يَتَوَجَّعُ
ثانيا.. في رواية في من ثبت من أهل حنين..
السبعة الذين نصروا رسول الله هم: العباس بن عبد المطلب.. وعلي بن أبي طالب.. والفضل بن عباس.. وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.. وأسامة بن زيد؛ هؤلاء من أهل بيته..
وأما غيرهم: فأبو بكر.. وعمر ــ رضي الله عنهم أجمعين..
روى إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيُّ أن عبد الله بن الحارث حدثه أن أيمن في صباه كان هو وفتية معه راحوا يتبارون بسراويلهم يشبهونها بالسياط واجتلدوا.. فجعل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: “لاَ مِنَ اللهِ اسْتَحْيُوا وَلاَ مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا” فغضبت منهم وقالت أم أيمن للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله.. استَغفِر لهم؛ فأبى.. وما استغفر لهم..
وقال ابن إسحاق: كان أيمن على مَطْهَرَة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ويعاطيه حاجته..
وروى عنه مجاهد.. وعطاء: أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم لم يقطع إلا في ثمن المِجَنّ.. وكان ثمن المجن يومئذ دينارًا.. وهذا حديث مرسل؛ فإن مجاهدًا وعطاء لم يدركا أيمن..
يقول موقع (أرابيك راديو) : ومن الذين صدقوا بتضحياتهم وثباتهم هو الشهيد ايمن ابن ام ايمن من مفاخر ين وامه سبق ان تحدثت عنها في حلقة مضت ولدها ايمن كان شاباً محباً لرسول الله لاينفك عنه وكان ايمن قد اشترك مع النبي في عدة مواجهات وخرج منها مرفوع الرأس ابيض الرأس الى ان استشهد يوم حنين دفاعاً عن النبي لانه كان من ضمن التسعة الذين احاطوا برسول الله ليشكلوا حوله درعاً بشرياً.. وموقف ايمن يعيدنا الى اجواء حنين وما تحقق فيها من اشارات القرآن الكريم الى عدم الاعتداد بالعدد وان العدة هي الاساس.. كثيراً ما نقع في هذا الخطأ ونغتر بالكثرة او نجعل منها مقياس للتفوق..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.