في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 737 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد”-4
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 737 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد”-4
خامسا.. في زعامة البيت الأموي.. نكمل..
3- في العام الثامن للهجرة.. أثناء فتح مكة.. تحوّل أبو سفيان للإسلام.. بعد وساطة من جانب العباس بن عبد المطلب.. ثم اشترك مع المسلمين بعدها في غزوتي حنين والطائف.. وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ولاه على نجران.. وإنه بقي والياً عليها حتى توفي الرسول في العام الحادي عشر للهجرة..
سادسا.. في قصة إسلام أبي سفيان بن حرب..
1- يُذكر في قصة إسلام أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- أنّه لمّا خالفت قريش صلح الحديبية وقتلت خلقاً كثيراً من بني خزاعة الذين تحالفوا مع المسلمين.. فجمع صلى الله عليه وسلم المسلمين وحلفائهم واتجهوا إلى فتح مكة.. بعد أن نقضت قريش عقدها الذي أخذته في الحديبية.. وكان المسير إلى مكة.. وبوم الفتح..
2- وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد نزل بجيشه يوم الفتح.. فذهب العباس حتى يجد أحداً ليستأمن الرسول قبل أن يدخل مكة بالقوة فيُغير على قريش فلا يُبقي منهم أحداً..
3- فلَقِي العبّاس أبو سفيان وهو سيد قريش في طريقه فأخذه معه ليستأمن رسول الله..
4- فلمّا كان عند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دخل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عنده وأراد ضرب عنقه..
5- إلّا أنّ ابن العباس كان قد آجره.. فجلس أبو سفيان مع العباس إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فعرض عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم الإسلام..
فقال له: “ويحك يا أبا سفيان.. ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلّا الله”..
فأجابه أبو سفيان بأنّه لو كانت لهم آلهةٌ أخرى كاللات والعزى لدافعت عنهم..
ثمّ انتقل معه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لأمرٍ أصعب عندهم من قضية الإيمان.. ذلك أنّ قريشا كانت تؤمن بالله إلّا أنّها كانت تشرك معه آلهة أخرى وهي قضية الاعتراف بنبوّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.. ولم يكن أبو سفيان معترفاً بنبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولا مقتنعاً بالإسلام إلى آخر لحظةٍ..
حتى قال له العبّاس أسلم يا أبا سفيان قبل أن تُضرب عنقك.. فلمّا أصرّ عليه العبّاس أدرك أبو سفيان خطورة الموقف من خوفه على نفسه وعلى قريش من الهلاك فأسلم..
6- وفي ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بعد إسلامه.. حيث كان أبو سفيان -رضي الله عنه- معروفاً بحبّ الفخر كثيراً.. فلمّا أسلم سأل العبّاس -رضي الله عنه- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يجعل له شيئاً حتى يجبر انكساره ويرفع منزلته بين قومه بعدما رأى من نفسيته بعد إسلامه.. فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمنٌ”.. وأعطى الأمان لسائر أهل مكة شرط استسلامهم..
7- يروي العباس بن عبد المطلب.. ( فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب : فقلت : واصباح قريش .. والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه .. إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر.. قال : فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء .. فخرجت عليها .. قال: حتى جئت الأراك .. فقلت لعلي أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة .. فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة . قال : فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان .. وأبو سفيان يقول ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا..
قال : يقول بديل هذه والله خزاعة حمشتها الحرب.. قال: يقول أبو سفيان خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها.. قال : فعرفت صوته . فقلت : يا أبا حنظلة .. فعرف صوتي .. فقال: أبو الفضل ؟
قال : قلت : نعم ؛ قال : مالك ؟ فداك أبي وأمي .. قال قلت : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله.. قال فما الحيلة ؟ فداك أبي وأمي ؟ قال : قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك .. فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك ؛ قال : فركب خلفي ورجع صاحباه قال فجئت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليها .. قالوا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته . حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فقال : من هذا ؟ وقام إلي ؛ فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة..
قال.. أبو سفيان عدو الله.. الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد.. ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم . وركضت البغلة .. فسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.