في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 256 عبد الله بن أم مكتوم ” أن جاءه الأعمى” -1
في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 256 عبد الله بن أم مكتوم ” أن جاءه الأعمى” -1
مجدي سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- عبد الله بن شريح ابن أم مكتوم.. ويقال: الأكثر في اسمه عمرو.. وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم..
- ومَنْ قال: عمرو بن زائدة.. لم يَذْكر قَيْسًا.. كان اسمه الحصين.. فسمَّاه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عَبْدَ الله.. حكاه ابن حبان في الإصابة في تمييز الصحابة.. وأكثر أهل الحديث يقول: إن اسم ابن أم مكتوم عمرو ابن أم مكتوم.. هو ابنُ خالِ السيدة خديجة أم المؤمنين.. وكان ضرير البَصَر.. وإسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة( بمهملة ونون ساكنة وبعد الكاف مثلثة) بن عائذ بن مخزوم.. وحسب الإصابة في تمييز الصحابة.. أمّه عاتكة وهي أمّ مكتوم بنت عبد الله بن عَنْكَثَةَ بن عامر بن مخزوم بن يقظة..
- وَرَوَى هشام بن عُروة.. عن أبيه.. عن ابن أمّ مكتوم: أنّه كان مؤذّنًا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وهو أعمى.. وقال الحجّاج: حدّثني شيخ من أهل المدينة.. عن بعض مُؤَذِّني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. قال: كان بلال يؤذّن.. ويُقيم ابن أمّ مكتوم.. وربّما أذّن ابن أمّ مكتوم.. وأقام بلال.. وكان ابن ام مكتوم قبل كل ذلك جميل الصوت حلو النبرات..
ثانيا.. في إسلامه وهجرته..
- هو ممن سبقوا إلى الإسلام.. فقد أسلم ابن أمّ مكتوم بمكّة قديمًا.. وتحمل المشاق في سبيل إعلان دينه والإيمان بربه وكان من المهاجرين الأولين.. يقال قدم المدينة قبل أنْ يُهاجِرَ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم.. وقيل: بل بعده بعد موَقْعَةِ بدر بوقت يسير.. روي عن البراء بن عازب.. قال: كان أوّل من قدم علينا من المهاجرين مُصْعب بن عُمير أخو بني عبد الدار بن قُصيّ فقلنا له ما فعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقال: هو مكانه وأصحابه على أثَري. ثمّ أتانا عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى فقالوا له: ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه؟ فقال هم أوْلاءِ على أثَري.. وكان يجلس في المسجد يعظ المسلمين ويعلمهم أمور دينهم ودنياهم.. كما كان في فترة بقائه في المدينة اثناء الغزوات يجمع الأطفال ويعلمهم القرآن الكريم..
ثالثا.. عبد الله بن مكتوم والحديث النبوي..
- روى أبو ظلال: كنتُ عند أنس بن مالك فقال: متى ذهبَتْ عَيْنُك؟ قال: ذهَبتْ وأنا صغير فقال أنس: إنّ جبرائيل أتَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وعنده ابن أمّ مكتوم فقال: “متى ذهب بَصَرُك؟” قال: وأنا غلام.. فقال: “قال الله تبارك وتعالى: إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلاّ الجنّة”..
- َرَوَى سالم بن عبد الله بن عمر: أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. قال: “إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى يُنادِي ابن أمّ مكتوم”.. وكان ابن أمّ مكتوم رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ..
- وَرُوِيَ عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال: يا رسول الله.. إنّ منزلي شاسع.. وأنا مكفوف البصر.. وأنا أسمع الأذان.. قال: “فإن سمعتَ الأذانَ فأجِبْ ولو زَحْفًا” أو قال: “ولو حَبْوًا”..
- وحدّث أنس بن مالك: أنّ عبد الله ابن أمّ مكتوم يوم القادسيّة كانت معه راية له سَوْداء وعليه دِرْعٌ له..
- روى عبد الله بن مَعْقِل: نزل عبد الله ابن أمّ مكتوم على يهوديّة بالمدينة عمّة رجلٍ من الأنصار.. فكانت تُرْفِقُه وتؤذيه في الله ورسوله.. فتناولها.. فضربها.. فقتلها.. فرُفعَ إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ فقال بن أم مكتوم: أما والله يا رسول الله إن كانت لَتُرْفِقُني ولكنّها آذَتْني في الله ورسوله فضربتُها فقتلتها.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “أبعدها الله تعالى فقد أبْطَلَتْ دَمَها”..
- رُوِيَ عن زيد بن ثابت قال: كنتُ إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فَغَشِيته السّكينَةُ فوقَعَتْ فَخِذُه على فخذي فما وجدتُ شيئًا أثقل من فخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ثمّ سُرِّيَ عنه.. فقال لي: “اكتُبْ يا زيد فكتبتُ في كَتِفٍ: }لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ{..
فقام عمرو ابن أمّ مكتوم.. وكان أعمى.. لما سمعَ فضيلةَ المجاهدين فقال: يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم.. فكيف بمَن لا يستطيع الجهاد؟ فما انقضى كلامُه حتى غشيَتْ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم السكينةُ فوقعتْ فخذه على فخذي فوجدتُ من ثِقَلِها ما وجدتُ المَرّة الأولى.. ثمّ سُرِّيَ عنه فقال: “اقْرَأ يا زيد”..فقَرَأتُ “لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”.. فقال: “اكتُبْ: “غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ “.. قال زيد: أنزلها الله وَحْدَها فكأنّي أنظر إلى مُلْحَقِها عند صَدْع الكَتِفِ.. أي العظم الذي كان زيد يكتب عليه.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.