في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 433 .. ” عمر بن سالم الخزاعي..”..”يا للحديبية” – 2
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 433 .. ” عمر بن سالم الخزاعي..”..”يا للحديبية” – 2
رابعا.. ما كان بين خزاعة وبني الدنل.. نكمل
- شغل الله بالإسلام وباتباع نبيه خزاعة وبني الدنل بن بكر.. بل وسائر الجزيرة العربية..
- فلما كان صلح الحديبية.. دخلت خزاعة في حلف الرسول صلى الله عليه وسلم.. ودخلت بنو الدئل بن بكر في حلف قريش.. فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الدئل بن بكر.. وأرادوا أن يصيبوا من خزاعة ثأر أولئك النفر..
- فخرج نوفل بن معاوية بن عروة الديلي في جماعة من بني الدئل بن بكر في شهر شعبان سنة 8هـ..
فأغاروا على خزاعة ليلاً.. وهم على ماء يقال له “الوتير” جنوب غربي مكة.. فأصابوا منهم رجالاً.. وتحاوزوا واقتتلوا.. وتدخلت ورفدت قريشٌ بني الدئل بالسلاح.. وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفياً.. حتى حازوا خزاعة إلى الحرم.. - فلما انتهوا إليه.. قالت بنو الدئل بن بكر: «يا نوفل.. إنا قد دخلنا الحرم.. إلهك إلهك».. فقال: «لا إله اليوم.. يا بني بكر.. أصيبوا ثأركم.. فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم.. أفلا تصيبون ثأركم فيه؟»..
- ولما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي.. وإلى دار مولى لهم يقال له رافع..
- ونتيجةً لذلك الغدر والنقض في العهد.. خرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين من خزاعة.. حتى قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.. وأخبروه بما كان من بني الدئل بن بكر.. وبمن أصيب منهم.. وبمناصرة قريش لبني الدئل بن بكر عليهم..
- ووقف عمرو بن سالم على الرسول وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس.. وأنشده ما تقدم من أبيات..
- فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «نُصرت يا عمرو بن سالم».. وأخرج سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ في “الصحابة” بسنده عن عَمْرو بن سالم.. قال: قلت: يا رسول الله.. إنَّ أنس بن زُنيم قد هجاك؛ فأَهدر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم دَمه.. ولما عرض السحاب من السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب».. وبنو كعب هم خزاعة..
- ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة أيضا.. حتى قدموا على الرسولِ صلى الله عليه وسل بالمدينةَ.. فأخبروه بمن أصيب منهم.. وبمظاهرة قريش لبني الدئل بن بكر عليهم.. ثم رجعوا إلى مكة..
- وجاء في رواية: إن الرسول صلى الله عليه وسل.. بعد أن سمع وتأكد من الخبر.. أرسل إلى قريش فقال لهم:
«أما بعد.. فإنكم إن تبرؤوا من حلف بني بكر.. أتُدوا خزاعة.. وإلا أوذنكم بحرب».. ( ومعنى أتُدوا خزاعة: أي تدفعوا دية قتلاهم)..
فقال قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف صهر معاوية بن أبي سفيان: «إن بني بكر قوم مشائيم.. فلا ندى.. ما قتلوا لنا سبد.. ولا لبد (السبد: الشعر.. واللبد: الصوف.. يعني إن فعلنا ذلك لم يبق لنا شيء).. ولا نبرأ من حلفهم.. فلم يبق على ديننا أحد غيرهم.. ولكن نؤذنه بحرب».. - ولم يكن من بني بكر بن عبد مناة محالفاً لقريش على دينهم إلا بنو الدئل بن بكر.. أما بنو ليث بن بكر وبنو ضمرة بن بكر فكانوا من المسلمين وفي جيش الفتح مع الرسول صلى الله عليه وسلم..
خامسا.. أحداث ما قبل فتح مكة..
- تقول د. هند بنت مصطفى شريفي.. أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتجهز للغزو.. وأمر أهله بتجهيزه.. ولم يعلمهم بالجهة التي يقصدها.. حرصا منه صلى الله عليه وسلم على كتمان الأمر.. حتى تنقطع الأخبار عن قريش.. فلا تأخذ أهبتها للقتال.. وتعجز عن مقاومة الجيش الإسلامي.. فتستسلم له دون إراقة دماء أو حدوث قتال..
- قال ابن اسحق رحمه الله: (وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز.. وأمر أهله أن يجهزوه.. فدخل أبو بكر رضي الله عنه على ابنته عائشة – رضي الله عنها – وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال: أي بنية.. أأمركم رسول الله أن تجهزوه؟ قالت: نعم.. فتجهز. قال: فأين تُرَينه يريد؟ قالت: والله ما أدري..
- ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة.. وأمرهم بالجد والتهيؤ.. وقال:(( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش.. حتى نبغتها في بلادها..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.