في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 439 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”- 5
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 439 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”- 5
سابعا.. خالد يتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم..
- روي أنّ أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردّة.. فقال: إني سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: “نِعْمَ عَبْدُ اللهِ وَأَخو العَشِيرةِ خَالِدُ بْنُ الوَليدِ.. سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ سلَّه الله علَى الكُفَّارِ.”..
واستعمل عُمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد.. فقال خالد: بُعث عليكم أمينُ هذه الأمة.. سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقوله.. - فقال أبو عبيدة: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: “خَالِد سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ.. نِعْمَ فَتَى العَشِيَرةِ.”
- وأصاب خَالِدَ بنَ الوليد أَرَقٌ فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “ألا أُعلّمك كلماتٍ إذا قُلْتَهُنَّ نِمْتَ!” قال: “قل: اللهم رب السموات السبع.. وما أَظَلّت.. ورب الأرض وما أَقَلّت.. ورب الشياطين وما أَضَلّت.. كُنْ جَارِي من شَرِّ خَلْقِك كلهم جميعًا.. أن يَفْرُطَ عَلَيّ أحدٌ منهم أو أَنْ يَطْغَى.. عَزَّ جَارُكَ ولا إله غَيْرُكَ”.. وروي أن خالد بن الوليد اشتكى إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال: يا رسول الله.. إني ألقى تفزاعًا من الليل فقال:” ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل ــ قال: قال: يا محمد إن عفريتًا من الجن يكيدك ــ فقل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزُهّن بَرٌّ ولا فاجرٌ من شر ماينزل من السماء وَمَا يَعْرُجُ فيها.. ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض وَمَا يَخْرُج منها.. ومن شر فتن الليل والنهار.. ومن كل طارقٍ إِلاّ طارِقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمن”..
- قال الراوي: أخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَةَ.. عن إسحاق بن عبد الله.. عن كعب بن مالك.. قال: حدّثني نَفَرٌ من قومي حضروا يوم مُؤْتَة.. وقال: وأخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدّثني داود بن سنان.. عن ثعلبة بن أبي مالك. قال محمد بن عمر: وحدثني خالد بن إلياس.. عن صالح بن أبي حسان.. عن عُبَيد بن حُنَيْن.. عن أبي سعيد الخُدْرِيّ.. قال: وأخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدّثني نافع بن ثابت.. عن يحيى بن عَبّاد.. عن أبيه.. عن رجل من بني مُرّة كان في الجيش بِمُؤْتَةَ.. قالوا جميعًا:
لما أخذَ خالدُ بن الوليدِ اللواءَ يومئذٍ انكشفَ الناسُ منهزمين.. قال أبو سعيدِ الخُدْرِيّ في حديثه فلما سمع أهل المدينة بجيش مُؤْتَةَ قادمين تلقّوهم بالجُرْفِ.. فجعلَ الناسُ يَحثُون في وجوههم التراب ويقولون: يا فُرّار.. أَفَررتم في سبيل الله؟
فيقول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. “ليسوا بفُرّار.. ولكنهم كُرَّار إن شاء الله!” - قال محمد بن عمر: وأمرَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. خالدَ بن الوليد يوم فتح مكة أن يدخل من اللِّيط فدخل فوجد جمعًا من قريش وأحابيشها.. فيهم صَفوان بن أُمية.. وعِكْرمةُ بن أبي جهل.. وسُهيل بن عَمْرو.. فمنعُوه الدخول وشهرُوا السلاح ورموا بالنبل.. وقالوا: لا تدخلها عَنوةً أبدًا!
فصاحَ خالدُ في أصحابه وقاتلهم.. فقتل منهم أربعةً وعشرين رجلًا.. عشرونَ منهم من قريش.. وأربعةٌ من هُذَيل.. وانهزموا أقبح انهزام حتى قُتلوا بالحَزْوَرَة وهم مُوَلَّون في كل وجهٍ. ولما ظهر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. على ثنيةِ أَذاخِر نظرَ إلى البارِقةِ.. فقال: “ما هذه البارقة.. ألم أَنْه عن القتال؟
” قيل: يا رسول الله.. خالدُ بن الوليد قُوتل فقَاتل.. ولو لم يُقاتَل ما قَاتل! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ” قضاء الله خير”..
ثامنا.. خالد يخطي.. والكل يخطيء..
- بعثهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أيضًا إلى الغُميْصَاء.. وهي ماء من مياه جذيمة من بني عامر.. فقَتل منهم ناسًا لم يكن قَتْلُه لهم صوابًا.. فوَدَاهم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. أي دفع دياتهم..
وقال: ”اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلْيْكَ مِمَا صَنَعَ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ.. (مادة للتحقيق) - قال الراوي: أخبرنا يحيى بن حَمّاد.. قال: حدثنا أبو عَوَانَةَ.. عَن عاصم بن كُلَيْب.. قال:
سمعتُ شَيْخَيْنِ في المسجد ممّن سمع خالد بن الوليد.. قال أحدهما لصاحبه.. أتذكر ما لقينا يوم الكُمَّةِ بِسُبَاطة الحيرَة؟ قال: نعم ما لقينا يومًا أشد منه.. وقعت كُمَّهُ خالد بن الوليد فقال: التمسوها وغضب.. فوجدناها.. فوضعها على رأسه ثم اعتذر إلينا فقال: لا تلوموني.. فإن نبيّ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. حين حَلَقَ رأسه.. انْتَهَبْنا شَعْرَهُ فوقعت ناصيتُه بيدي فجعلتها ناصيةً لي في هذه الخِرْقَة.. فإنما شَقَّ عَلَيَّ حين وَقَعَتْ.. (مادة للتحقيق) ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.