في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 649 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “حروب الردة” -6
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 649 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “حروب الردة” -6
ثاني عشر.. في الإعداد لحرب المرتدين.. نكمل..
فقد وُزعت هذه الجيوش على الجزيرة توزيعًا دقيقًا.. بحيث تستطيع تمشيط كل رقعة منها تمشيطًا كاملًا.. فلا تبقى قبيلة.. أو منطقة.. إلا وفيها من جيوش المسلمين.. واختار الصديق رضي الله عنه لقيادة كل جيش رجلًا من عمالقة الحرب في الإسلام.. ووجهه إلى وجهة معينة.. وذكر له تفصيلًا أنه لو تم له النصر فإلى أين سيتجه بعد ذلك؛ فالجيوش تتجمع أحيانًا.. وتتفرق أحيانًا أخرى.. وذلك لسد كل الثغرات.. وكانت قيادة الجيوش الإسلامية تضم مجموعة من أشرس من خاضوا الحروب الإسلامية.. وكانت خطورة حروب الردة كبيرة من أكثر من وجه؛ أولًا لأنها كانت بعد قليل من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وثانيًا لأنها كانت في أكثر من اتِّجاه في وقت متزامن.. وثالثًا لأنها كانت حربًا أهليَّة تدور رحاها بين أفراد في داخل الدولة نفسها.. ورابعًا لأن الأعداء الخارجيين كانوا يتربَّصون بالأمَّة.. ومن المتوقَّع أن ينقضوا عليها إذا وجدوا فيها اضطرابًا..
يقول الدكتور راغب السرجاني في تأريخه.. أنه أخرج الصديق رضي الله عنه أحد عشر جيشًا في وقت..
الجيش الأول
بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى قتال المتنبئ طليحة بن خويلد الأسدي في نجد.. فإذا فرغ منه توجَّه إلى البطاح حيث مالك بن نويرة في بني تميم.
الجيش الثاني
بقيادة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه إلى قتال مسيلمة الكذَّاب في بني حنيفة..
الجيش الثالث
بقيادة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه إلى اليمامة -أيضًا- لدعم جيش عكرمة..
الجيش الرابع
بقيادة طُرَيْفَة بن حاجز السُّلَمِيِّ رضي الله عنه إلى مرتدي بني سليم وهوازن..
الجيش الخامس
بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه يتوجه شمالاً إلى قبائل قضاعة ووديعة والحارث..
الجيش السادس
بقيادة خالد بن سعيد رضي الله عنه إلى مشارف الشام..
الجيش السابع
بقيادة العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه إلى البحرين ..
الجيش الثامن
بقيادة حذيفة بن محصن رضي الله عنه إلى دبا بعمان..
الجيش التاسع
بقيادة عرفجة بن هرثمة رضي الله عنه إلى أهل مهرة..
الجيش العاشر
بقيادة المهاجر بن أبي أمية رضي الله عنه إلى صنعاء حيث الأسود العنسي ثم إلى حضرموت
الجيش الحادي عشر
بقيادة سويد بن مقرن رضي الله عنه إلى تهامة باليمن
ثالث عشر.. حروب الردة حروب سياسية وليست عقائدية..
تقول دائرة المعارف “ويكيبيديا” في ذلك.. أن حُرُوْبُ الرِّدَّةِ هي سلسلةٌ من الحملات العسكريَّة المتتالية لحفظ الدولة والتي شنَّها المُسلمون على القبائل العربيَّة التي ارتدَّت عن الإسلام بعد وفاة الرسول مُحمَّد.. خِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 11هـ و12هـ.. المُوافقة لسنتيّ 632م و633م.[1] وقد ارتدَّ العرب في كُلِّ قبيلةٍ.. باستثناء أهالي مكَّة والمدينة المُنوَّرة والطائف والقبائل التي جاورتها.. وقد وُصفت هذه الحركات من الناحية السياسيَّة بأنَّها حركاتٌ انفصاليَّة عن دولة المدينة المُنوَّرة التي أسَّسها الرسول مُحمَّد وعن قُريش التي تسلَّمت زعامة هذه الدولة بِمُبايعة أبي بكرٍ الصدِّيق بِخلافة المُسلمين. وهي عودةٌ حقيقيَّةٌ إلى النظام القبلي الذي كان سائدًا في الجاهليَّة.. وقد اتسمت من ناحية بالاكتفاء من الإسلام بالصلاة.. والتخلُّص من الزكاة التي اعتبرتها هذه القبائل إتاوة يجب إلغاؤها. في حين اتسمت من ناحيةٍ ثانية بالارتداد كُليًّا عن الإسلام كنظامٍ سياسيّ.. وليس إلى الوثنيَّة التي ولَّت إلى غير رجعة.. والالتفاف حول عددٍ من مُدعي النُبوَّة بدافعٍ من العصبيَّة القبليَّة ومُنافسة قُريش حول زعامة العرب..
وهذا يعني أنَّ الرِّدَّة كانت حركةً سياسيَّةً تعتمدُ على العصبيَّات القبليَّة.. ما يُمثلُ عودةً إلى نظام القبيلة وإلى استرجاع مُلكٍ أو سُلطانٍ فقده البعض.. وقد اتخذت هذه الحركة قناعًا زائفًا من الدين لِتستقل عن سُلطة المدينة المُنوَّرة.. فكان لا بُدَّ من الصِّدام المُسلَّح العنيف بينها وبين الإسلام.. وعلى هذا الأساس كانت حُرُوبُ الرِّدَّة دعوةً صريحةً للجهاد في سبيل الله.. وقد حمل أبو بكر لواء الجهاد ضدَّ القبائل الانفصاليَّة ومُدعي النُبوَّة.. فجهَّز الألوية العسكريَّة وسلَّم قيادتها إلى عددٍ من القادة المُسلمين أمثال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل.. وسيَّرهم إلى معاقل تلك القبائل حيثُ قاتلوهم بضراوةٍ شديدةٍ وقضوا على حركاتهم.. فعاد أغلب زُعمائهم ومشايخهم إلى الدُخول في الإسلام.. وقُتل بعضهم الآخر في أرض المعركة. وبانتهاء حُرُوبِ الرِّدَّة.. توحَّدت كامل شبه الجزيرة العربيَّة تحت راية الإسلام.. وأصبح بإمكان المُسلمين أن يُركزوا على التوسُّع خارجًا في الشَّام والعراق على حساب الروم البيزنطيين والفُرس الساسانيين
رابع عشر.. في الهجوم الثاني للمسلمين..
في الوقت الذي انهزم فيه جيش عكرمة.. وجيش شرحبيل.. كان خالد بن الوليد قد انتصر انتصاراته العظيمة في أسد.. وفي تميم.. وانتهت مهمته.. وعاد إلى المدينة؛ ليحقق معه أبو بكر الصديق في حادث قتل مالك بن نويرة.. ثم يقبل منه أبو بكر الصديق.. ويدعو له بالخير.. ثم يُأَمّره على جيش آخر.. ليذهب هذا الجيش مع جيش شرحبيل بن حسنة بقيادة خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب في بني حنيفة…
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.