موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 653 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “حروب الردة” -10

101

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 653 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “حروب الردة” -10

ثامن عشر.. في نتائج حروب الردة.. نكمل..

أنَّ القوَّة الإِسلاميَّة لا ترتبط بالعدد ولا العدَّة.. ولكن بقوَّة الإِيمان والرُّوح المعنويَّة.. وأنَّ الأصل دعوة النَّاس إِلى الإِسلام.. وليس مقاتلتهم.. فالدَّعوة أوَّلاً.. وأنَّ الحرص على النَّاس هو المقدَّم على كلِّ شيءٍ..

2 ـ ضرورة وجود قاعدةٍ صلبةٍ للمجتمع

فقد أظهرت أحداث الردَّة معادن أصيلةً في بنية قاعدة هذه الدَّولة.. وكشفت عن عناصر صلبةٍ.. فلم يكونوا أفراداً متناثرين.. ولكنَّهم كانوا يشكِّلون القاعدة لهذا المجتمع.. ولهذه الدَّولة..
ولم تكن قاعدةً رخوةً.. أو هشَّةً.. أو ساذجةً.. وإِنَّما كانت قاعدةً صلبةً واعيةً.. تدرك حقيقة نفسها.. وحقيقة عدوِّها.. وتعي أبعاد المخاطر من حولها.. وتخطِّط بانتباهٍ.. ويقظةٍ كاملةٍ في مواجهة كلِّ الصِّعاب..
وهي مع هذا وذاك موصولةٌ بالقوي العزيز.. ولهذا انتصرت على كلِّ خصومها.. وأزالت كلَّ العوائق من طريقها.. فقد حافظت هذه القاعدة على الإِسلام.. ودولته.. وساهمت في جمع الحشود لكسر شوكة أهل الردَّة.. وعملت على لمِّ شمْل النَّاس من حولها.. وتمَّ بفضل الله.. ثمَّ جهود هذه القاعدة الصُّلبة حفظ كيان الأمَّة.. وبقائها.. وتنميتها..

3 ـ تجهيز الجزيرة العربية كقاعدة للفتوح الإِسلاميَّة..

بمجرَّد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تناثرت التجمُّعات.. وتمرَّدت كثيرٌ من القبائل على الخليفة..

وقام الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ مع الصَّحابة.. بعملٍ شاقٍّ عظيمٍ فاستطاعوا أن يُخضعوا القبائل للدَّولة..

وأشرف الصِّدِّيق بنفسه على تنفيذ الخطط التَّربويَّة.. والتَّعليميَّة.. والحربيَّة.. والإِداريَّة.. ونجح نجاحاً باهراً..

والتحمت القبائل العربيَّة بعدها مع الدَّولة الإِسلاميَّة وأصبحت جزيرة العرب بسكَّانها قاعدة الفتوح الإِسلاميَّة بعد ذلك.. وصارت هي النَّبع الَّذي يتدفَّق منه الإِسلام؛ ليصل إِلى أصقاع الأرض فاتحاً.. ومعلِّماً.. ومربِّياً.

ونعي إأنَّ جزيرة العرب هي قاعدة الفتوح.. فكيف يتسنَّى الفتح إِذا لم تكن له قاعدة.. أو كانت هذه القاعدة مضطربةً غير مستقرَّة.. أمَّا بعدها فقد أصبح ممكناً تعبئة كلِّ الطاقات.. وحشدها للأعمال الحربيَّة الَّتي تلت..

4 ـ الإِعداد القيادي لحركة الفتوح الإِسلاميَّة..

فمن خلال أحداث الردَّة الَّتي ميَّزت الصُّفوف.. وامتحنت الطَّاقات.. والقدرات.. وكشفت عن الطَّبقة التي كانت تغطي معادن الأمَّة.. ظهرت المعادن الخسيسة على حقيقتها.. وأعطيت القيادة للمعادن النَّفيسة الصُّلبة المصقولة لتمسك بزمام الأمور في حركة الفتوح..

المصادر التَّاريخيَّة تمدُّنا بمعلوماتٍ جمَّة عن قياداتٍ لم تكن من المهاجرين.. ولا من الأنصار.. ولا من الصَّحابة.. ولكنَّهم تربَّوا من خلال كتاب الله مباشرةً.. ثمَّ صقلتهم أحداث الردَّة.. وميَّزتهم عن غيرهم.. ليصلوا إِلى صدارة الجيوش الفاتحة.. وشهد لهم الجميع بالحنكة.. والأداء المتفاني.. والإِيمان الصَّادق.

هذا.. وقد كانت القيادة المركزيَّة في المدينة وميادين القتال تديرها قياداتٌ غايةً في التَّفاهم.. والتَّعاون.. والتَّحابِّ على الرَّغم من بعد المسافات.. إِلا أنَّ التَّوازن الرَّائع بين دور كلٍّ من القيادة المركزية.. وقيادات ميادين القتال كان واضحاً.. وبارزاً..

5 ـ تنمية الفقه الواقعي للردَّة والإجتهاد ..

وردت العديد من النُّصوص القرآنية.. والأحاديث النَّبويَّة الَّتي تحدَّثت على الردَّة كحالة تعتري بعض البشر.. وكلُّ ما ورد من النُّصوص ظلَّت في إِطارها العامِّ النَّظري الثابت.. ولم تكن قد مورست بشكلٍ عامٍّ في الواقع..

ولما وقعت الردَّة.. وعاشها المسلمون عمليّاً.. واستنبطوا لها أحكاماً على ضوء تلك النُّصوص.. كانت تلك الاستنباطات معالم هاديةً لفقه تلك النُّصوص..

ويتَّضح هذا من نقاشٍ بين الصَّحابة حول موقفهم من هؤلاء القوم.. فكانوا يعودون إِلى النُّصوص يدرسون.. ويتحاورون حولها.. وسرعان ما يتَّفقون على صورةٍ واحدةٍ سواءٌ في تقييمهم.. وتوصيفهم الوصف المنطبق عليهم.. أم في طريقة معاملتهم..

فهذه الوقفات العمليَّة أمام الحدث والنَّصِّ قد أنتجت أبواباً في فقه كتب التَّشريع الإِسلاميِّ.. وهذه قد ضمَّت تفصيلاتٍ تشريعيَّةً دقيقةً عن أحكام الردَّة..

ثمَّ صار عمل الصَّحابة سننا وسابقةً فقهيَّةً تؤخذ في الاعتبار عند استنباط اجتهادٍ.. أو تطبيق حكمٍ فيما بعد..

6 ـ الحكم القاطع في قضايا الخيانة العظمى..

*{وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السيئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ} .. وإِنَّ أيَّة محاولةٍ للتمرُّد على دين الإِسلام سواءٌ أقام بها فردٌ.. أم جماعةٌ.. أم دولةٌ.. إِنَّما هي محاولةٌ يائسةٌ مآلها إلى الإِخفاق الذَّريع.. والخيبة الشَّنيعة؛ لأنَّ التمرُّد إِنَّما هو تمرُّدٌ على أمر الله المتمثِّل بكتابه؛ والَّذي تكفَّل بحفظه.. وحفظ جماعة تلتفُّ حوله.. وتقيمه في نفوسها.. وواقعها مدى الدَّهر..
.. أراكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.