في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 659 “طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي”..”الشهادة تجب ما مضى” -3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 659 “طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي”..”الشهادة تجب ما مضى” -3
رابعا.. قالوا في صدق توبته واستمرار جهاده.. نكمل..
يقول “الكامل في التاريخ.. في ذكر خبر طليحة الأسدي.. وكان طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة قد تنبأ في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجه إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ضرار بن الأزور عاملا على بني أسد .. وأمرهم بالقيام على من ارتد .. فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه .. فضربه بسيف .. فلم يصنع فيه شيئا .. فاظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه .. فكثر جمعه . ومات النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم على ذلك .. فكان طليحة يقول : إن جبرائيل يأتيني .. وسجع للناس الأكاذيب .. وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول : إن الله لا يصنع بتعفر وجوهكم وتقبح أدباركم – شيئا .. اذكروا الله أعفة قياما . إلى غير ذلك .. وتبعه كثير من العرب عصبية .. فلهذا كان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطيئ..
ومن “عريق”.. قال خالد بن الوليد لبعض أصحاب طليحة ممن أسلم وحسن إسلامه : أخبرونا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي . فقال : إنه كان يقول : «والحمام واليمام.. والصرد الصوام.. قد صمن قبلكم بأعوام.. ليبلغن ملكنا العراق والشام.» إلى غير ذلك من الأقوال المضحكة العجيبة .!!
تقول “صحابة رسولنا”.. كان طليحة يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب.. لكن لما رآه عمر بن الخطاب قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتل الرجلين الصالحين عُكَّاشة بن مِحْصَن وثابت بن أَقْرَم ـ وكانا طليعتين لخالد بن الوليد فلقيهما طليحة وسلمة ابنا خويلد فقتلاهما.. وبقية الرواية أنه قال طليحة: يا أمير المؤمنين.. رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يُهِنِّي بأيديهما.. وما كل البيوت بنيت على المحبة.. ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن.)) حسب الطبقات الكبير..
وتقول “المعرفة” تحت عنوان (التوبة) أنه عاد طليحة بعد ذلك وأسلم وحسن إسلامه.. ثم اتجه إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق واستحيا أن يواجهه مدة حياته.. وقد رجع فشهد القتال مع خالد بن الوليد.. وكتب الصديق إلى خالد ان استشره في الحرب ولا تؤمره.. وهذا من فقه الصديق رضي الله عنه وأرضاه.. لأن الذي جعل طليحة يدعي النبوة حبه للرياسة والزعامة.. ولذا سأل خالد أحد أتباع طليحة ممن أسلموا وتابوا معه: اخبرنا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي؟ فقال انه كان يقول: “الحمام واليمام والصرد الصوام.. قد صمن قبلكم بأعوام.. ليبلغن ملكنا العراق والشام”.
ولما جاء وسلم على عمر قال له: “اغرب عن وجهي فإنك قاتل الرجلين الصالحين.. عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم” فقال: “يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهني بأيديهما” فأعجب عمر كلامه.. وأوصى الأمراء أن يشاور ولا يولى من الأمر شيئاً.
شهد معركة اليرموك وكذلك كانت وصية عمر إلى سعد بن أبي وقاص في القادسية.. فلما كان يوم أرماث قام طليحة في بني أسد يدفعهم إلى القتال وإلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين يقول: “ابتدئوا الشدة.. وأقدموا عليهم إقدام الليوث الحربة.. فإنما سميتم أسداً لتفعلوا فعلة الأسد”.
ثم بارز الفرس وقادتهم وعلى رأسهم “الجالينوس” فقتل منهم وأصاب. وفي يوم عماس كان مقداماً لا يهاب الموت.. وهاجم الفرس وحده من خلفهم ثم كبر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس.. فظنوا أن جيش الإسلام جاءهم من ورائهم.
.. تكمل.. وفي القادسية خرج هو وعمرو بن معد يكرب و(قيس بن المكشوح) للاستطلاع فأبى ان يرجع حتى يتم المهمة.. واتهمه البعض بالغدر وعايروه بقتله عكاشة وصاحبه.. لكنه أصر أن يكمل المهمة وحده دون عون منهم.. فخاض في الماء يريد الوصول إلى معسكر رستم قائد الفرس.. الذي يضم أكثر من ثمانين ألف مقاتل. وكذلك وهو يركب فرساً من خيلهم وكان يحب الخيل وأخذ يعدو به.. وخرج الفرس في أثره يريدون القبض عليه أو التخلص منه.. فقتل منهم اثنين من خيرة قادتهم وفرسانهم.. ثم أسر الثالث وسار به حتى وصل معسكر المسلمين.. فدخل على سعد فقال له سعد: “ويحك ما وراءك؟”
قال طليحة: “أسرته فاستخبره فاستدعى سعد المترجم” فقال الأسير: “أتؤمنني على دمي إن صدقتك؟” قال سعد: “نعم”. قال: “أخبركم عن صاحبكم قبل أن أخبركم عمن قبلي” ثم راح يحدثهم عن بطولة وشجاعة طليحة النادرة.. واختراقه معسكراً فيه ما فيه من الجنود والقادة.. وشهد له بأنه يعدل ألف فارس.. ثم أسلم هذا الأسير.. وحسن إسلامه.. واستفاد منه المسلمون استفادة عظيمة نظراً لخبرته بمعسكر الفرس.
خامسا.. في موته رضي الله عنه..
قاتل طليحة في معركة نهاوند قتال الأبطال حتى نال الشهادة عام 21 هـ.. ((يقال: إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين. قلت: ووقع في “الأُمِّ” للشّافعي في باب قَتْل المرتد قُبيل باب الجنائز أنَّ عمر قتل طُلحية وعُيَينة بن بَدْر.. وراجعت في ذلك القاضي جلال الدين البلقيني فاستغربه جدًّا.. ولعله قبل بالباء الموحّدة.. أي قبل منهما الإسلام. فالله أعلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.. ..
.. نراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. “نهاوند”.. سميت بفتح الفتوح..
التعليقات مغلقة.