في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 670 ” عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي”.. ” فتح العراق وبطل القادسية ” –3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 670 ” عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي”.. ” فتح العراق وبطل القادسية ” –3
خامسا.. في معاركه الأبرز في ترجمته.. نكمل..
4) دوره في فتح “المدائن”..
وقد بقي بعض من أطلال إيوان كسرى في العراق.. وكان قد اتخذه المُسلمون مُصلّى عند فتح المدينة واستولوا على ما كان فيه من الكُنوز وأرسلوا خُمسها إلى المدينة ليتمَّ اقتسامها وفق الشرع الإسلامي.
والرواية أنه بعد معركة القادسية بشهرين.. وصل أمر عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص بالمسير إلى المدائن.. فقَدَّم سعد بن أبي وقاص زهرة بن الحوية.. ثم اتبعه بعبد الله بن المعتم.. فلما وصلت مقدمة المسلمين «برس» وعليهم عبد الله بن المعتم وزهرة بن حوية وشرحبيل ابن السمط لقيهم جمع من الفرس فهزمهم المسلمون.. وفي ذلك يقول ابن الأثير
:« لَمَّا فَرَغَ سَعْدٌ مِنْ أَمْرِ الْقَادِسِيَّةِ أَقَامَ بِهَا بَعْدَ الْفَتْحِ شَهْرَيْنِ.. وَكَاتَبَ عُمَرَ فِيمَا يَفْعَلُ.. فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الْمَدَائِنِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ.. وَسَارَ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ لِأَيَّامٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ.. وَكُلُّ النَّاسِ مُؤَدٍّ مُذْ نَقَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَا كَانَ فِي عَسْكَرِ الْفُرْسِ. فَلَمَّا وَصَلَتْ مُقَدَّمَةُ الْمُسْلِمِينَ بُرْسَ وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَمِّ وَزُهْرَةُ بْنُ حَوِيَّةَ وَشُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ لَقِيَهُمْ بِهَا بَصْبُهْرَا فِي جَمْعٍ مِنَ الْفُرْسِ.. فَهَزَمَهُ الْمُسْلِمُونَ».
وسار المسلمون من نصر إلى نصر.. حتى تم لهم دخول المدائن عاصمة كسرى.. وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص منذ غادر القادسية حتى فتح المدائن في صفر سنة 16 هـ..
5) دور عبد الله في فتح تكريت..
بلغ المسلمون بوابة “أدد” ضمن سور نينوى بالموصل.. وكانت البداية في سنة 16 هـ.. لما افتتح سعد بن أبي وقاص المدائن.. بلغه أن أهل الموصل اجتمعوا بتكريت على رجل من الروم يقال له: الأنطاق.. فكتب سعد لعمر بن الخطاب في قضية أهل الموصل الذين قد اجتمعوا بتكريت على الأنطاق.. فأمره عمر أن يعين جيشًا لحربهم.. وأن يؤمر عليه عبد الله بن المعتم..
قال ابن الأثير:«سَيَّره سعد بن أبي وقاص من العراق إِلى تكْرِيت.. ومعه عَرْفَجَة بن هَرْثَمَة.. ورِبْعِي بن الأَفْكَل.. وفيها جمع من الروم والعرب.. ففتح تِكْرِيت وأَرسل عبد اللّه بن المعتمِّ رِبْعيّ بن الأَفْكَل إِلى نِينَوى والمَوْصِل.. ففتحهما. وجعل عبدُ اللّه على المَوْصل رِبْعِي بن الأَفْكَل.. وعلى الخراج عَرْفَجَة بن هَرْثَمَة».
ثم ارسل عبد الله بن معتم سرية كبيرة إلى الحصنين وهما نينوى (الحصن الشرقي) – والموصل (الحصن الغربي) قبل أن تصلها أخبار هزيمة الأنطاق.. ففوجئوا بالسرية وخضعوا على أن يؤدوا الجزية..
6) في فتح الموصل..
وفي جمادى الأول سنة 16 هـ صالح المسلمون أهل الموصل على الجزية.. فولى عبد الله بن المعتم شؤون الحرب في الموصل لربعي بن الأفكل.. كما عهد إلى عرفجة بن هرثمة أمور جباية الخراج في الشؤون المالية.. قال ابن إسحاق: «وجعل عبد الله على الموصل ربعي ابن الأفكل.. وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة».
وكانت شؤون الموصل العامة لعبد الله بن المعتم..
قال ابن الأثير: « وحج بالناس في هذه السنة –سنة ست عشرة – عمر بن الخطاب.. واستخلف على المدينة زيد بن ثابت.. وكان عماله على البلاد الذين كانوا في السنة قبلها.. وكان على حرب الموصل ربعي بن الأفكل.. وعلى خراجها عرفجة بن هرثمة ..وكان ذلك كله إلى عبد الله بن المعتم وعلى الجزيرة عياض بن غنم».
7) المسلمون في الكوفة وفي البصرة..
لكن بقي عبد الله على رأس جيشه في تكريت.. حتى استدعاه سعد بن أبي وقاص للحضور مع قواته إلى الكوفة.. وساهم في تمصير الكوفة..
كما وجه عمر بن الخطاب عرفجة بن هرثمة إلى البصرة مددًا لعتبة بن غزوان.. وكان تمصير الكوفة والبصرة في محرم سنة 17 هـ.. وأنَابَ عبد الله بن المعتم على تكريت والموصل إلى «مسلم بن عبد الله»..
قال الطبري: « وَكَتَبَ سَعْدٌ بن أبي وقاص إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَمِّ: أَنْ خَلِّفْ عَلَى الْمَوْصِلِ مُسْلِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي كَانَ أُسِرَ أَيَّامَ الْقَادِسِيَّةِ.. فِيمَنِ اسْتَجَابَ لَكُمْ مِنَ الأَسَاوِرَةِ.. وَمَنْ كَانَ مَعَكُمْ مِنْهُمْ.. فَفَعَلَ وَجَاءَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى سَعْدٍ فِي جُنْدِهِ.. فَارْتَحَلَ سَعْدٌ بِالنَّاسِ مِنَ الْمَدَائِنِ حَتَّى عَسْكَرَ بِالْكُوفَةِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ».
وفي سنة 18 هـ.. وقيل: 20 هـ .. نقض أهل تكريت والموصل العهد الذي اعطوه لعبد الله بن المعتم وصحبه في منتصف سنة 16 هـ.. وذلك بعد ان انسحبت معظم قواته إلى الكوفة والبصرة سنة 17 هـ كما اشرنا سابقًا..
وكانت الجبهة الشرقية من العراق مشغولة في حرب الهرمزان.. فكاتب عمر بن الخطاب عياض بن غنم والي الجزيرة المجاورة للموصل من ناحية الشام بتوجيه قوة إلي الموصل..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. حفظ الله الموصل وأهلها.. الموصل في الثلاثينات
التعليقات مغلقة.