في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 459 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي “سيف الله”25
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 459 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-25
مازلنا مع جهاد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق.. نكمل..
في جهاد خالد بن الوليد في الشام.. معركة أجنادين.. نكمل..
رابعا.. ما كان قبل معركةأجنادين:
بلغ خالد بن الوليد أخبار وردان وما عزم عليه.. فأمر جيشه بالاستعداد للانطلاق إلى أجنادين بجميع المسلمين الموجودين في جيشه وجيش أبي عبيدة.. وسار خالد بن الوليد في مقدمة الجيش بينما كان أبو عبيدة يسير في آخر الجيش مع فرقة حماية المؤخرة من أكفأ وأشجع الفرسان المسلمين.. وكانت حامية دمشق من الروم يراقبون التحركات فلما شاهدوا تحركهم جنوبا ظنوا أنهم ينسحبون.. وخرج الجيش الموجود فيها يتبع جيش المسلمين.. حتى إذا وصل الروم إلى مكان كان أبو عبيدة وجيشه قد تأخر فيه عن بقية الجيش الإسلامي.. فحاصره الروم ومنعوه من متابعة الطريق..
عند ذلك قام أبو عبيدة والمسلمون معه بالاستعداد للقتال حيث لم يجدوا بدا منه في هذه الحالة.. وصمدوا في وجه الروم الذين ضغطوا عليهم ضغطا شديدا محاولين قتلهم أو أسر عدد كبير منهم على الأقل.. لكن المسلمين ثبتوا وقاتلوا الروم قتالا شديدا .. وصدوا ما قام به الروم من هجمات..
ولما لاحظ جند مؤخرة الجيش الإسلامي تخلف أبو عبيدة ومن معه من المسلمين.. أبلغوا خالد بن الوليد بالأمر.. فأسرع بالمسلمين عائدا شمالا.. حتى وصل إلى المكان المحاصر فيه أبو عبيدة ومن معه من المسلمين.. فهجم خالد بن الوليد هجوما سريعا فحصروا بذلك الروم بينهم وبين أبي عبيدة.. ولم تجر معركة كبيرة تذكر لأن الروم أخذوا بالهرب لما شاهدوا مقدم خالد وطاردهم المسلمون حتى فروا جميعا.. وعاودوا أدراجهم وتوجهوا جميعا نحو أجنادين..
وفي أثناء سير خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح إلى أجنادين انضم إليهم في الطريق.. جيش يزيد بن أبي سفيان..
أرسل خالد بن الوليد رسولا سريعا إلى شرحبيل بن حسنة يخبره بما بلغه من أخبار وردان ويأمره بأخذ الحيطة.. فوصل الرسول إليه قبل أن يدركه وردان بيوم واحد.. فأعطاه الرسول كتاب خالد.. فلما قرأه أمر جنده بالاستعداد للسير إلى أجنادين فورا.. وخرج بجيشه من طريق تلامس البادية.. ثم جنوبا حتى أوصلهم إلى أجنادين..
ثم وصل بعد ذلك عمرو بن العاص وجيشه والتقى بالجيوش الإسلامية الأربعة التي سبقته حيث عسكر المسلمون هناك وراحوا يستعدون للمعركة الحاسمة..
رابعا.. وفي تنظيم الجيوش:
عن جيش الروم.. فقد أخذ وردان ينظم صفوفه بعد أن بلغ أفراد جيشه مائة ألف مقاتل من الروم ومن العرب الموالين لهم..
وعن جيش المسلمين.. نظم خالد بن الوليد جيشه بطريقته المعتادة وجعل النساء في المؤخرة يمدونهم بما يحتاجون إليه من مؤن وماء.. وعين خالد بن الوليد بعد ذلك أمراء جيشه الموحد فكان أبو عبيدة بن الجراح على المشاة في القلب.. معاذ بن جبل على الميمنة.. سعيد بن عامر بن جذيم القرشي على الميسرة.. سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل على الخيل.
خامسا.. بدأ المعركة وأحداثها:
- لم يستطع وردان الوقوف دون قتال.. وقد رأى نفسه يقود جيشا يبلغ ثلاثة أضعاف جيش عدوه من المسلمين.. فأمر ميسرته بمهاجمة ميمنة المسلمين.. وصمد معاذ بن جبل ورجاله في وجه الهجوم واقتصر دورهم على رده دون أن يلتحموا معهم في قتال..
- ثم شنت ميمنة جيش الروم هجوما على ميسرة جيش المسلمين إلا أن سعيد بن عامر وفرقته تصرفوا مثلما تصرف من قبلهم معاذ بن جبل..
- عند ذلك أمر وردان الرماة برمي الأسهم في وجوه المسلمين.. لكن ظل خالد بن الوليد رابط الجأش بانتظار اقتناص الفرصة الملائمة.. فلما اشتد رمي النبل.. أخذت الخيول تتململ تحت الفرسان.. فتنادى قادة المسلمين طالبين من خالد أن يأمرهم بالهجوم.. حتى لا يظن الروم بالمسلمين ضعفا ووهنا ويعاودون الهجوم عليهم مرة أخرى.. ورأى خالد بن الوليد حماس المسلمين صاح بهم: (احملوا رحمكم الله على اسم الله) ..
- فانقض المسلمون على عدوهم وهاجموهم هجوما كاسحا وقاتلوا قتالا شديدا أذهل الروم ومن معهم من العرب.. فلم تتح لهم سرعة الضربات وشدة الهجوم الوقوف بوجه الفرسان الذين استبسلوا في القتال بشراسة وشدة.
- وما أسرع ما أخذ الروم يفرون في كل اتجاه.. والعرب الموالين لهم يتبعونهم.. وراح كل واحد منهم يلجأ إلى حصن أو حامية يعرفها.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.