موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 689 “عمرو بن معديكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–2

127

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 689 “عمرو بن معديكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–2

رابعا.. ذكر بن معديكرب بين الجاهلية والإسلام.. نكمل..

مثلت طبيعة القبلية.. وما كان يجري بين القبائل المتجاورة.. جزءا كبيرا من حياتهم.. وكانت إغارة البعض على البعض تترك آثارا مؤلمة.. ما شكل نقطة تحول في حياة معديكرب..

فقد بلغ قبيلة خثعم من نظيرتها زُبيد بأنها تعتزم الإغارة عليها..
فأقدَمَ مَعد يكرب على جَمع بني زبيد.. فدخل عمرو على أخته.. فقال: أشبعيني أنِّي غداً لكتيبة.. فجاء معْد فأخبرته ابنته.. فقال: هذا المائق (الأحمق) يقول ذلك؟!.. قالت: نعم.. قال: فسَليه ما يُشبعهُ.. فسألتهُ..
فقال: فرقٌ من ذرة وعنز رباعية.. وكان الفرق يومئذ ثلاثة أصوع.. فصَنعَ له ذلك.. وذبح العنز وهيأ له الطعام.. فَجَلَسَ عليه فسلتهُ جميعاً..

وفي الصَّباح.. برزت خثعم فلقوهم.. فكان القتال.. وجاء عمرو فَرَمى بنفسه.. ثمَّ رفع رأسه فإذا لواء أبيه قائم.. فوَضَعَ رأسه فإذا لواء أبيه قد زَال.. فقامَ كأنه سرحةٌ (شَجرة ضَخمة) محُترقة.. فتلقَّى أباه وقد انهزموا.. فقال.. أنزل عنها.. فاليوم ظلم (حقاً ويقينا) ..
فقال له (أبوه): إليكَ يا مائق!..
فقال له بنو زبيد: خَلِّه أيها الرجُل وما يريد.. فإن قُتِلَ كُفيتَ مؤنته.. وأن ظَهَرَ فهو لَك..
فألقى إليه سلاحه فَرَكِب.. ثم رَمى خثعم بنفسه حتى خَرَج من بين أظهرهم..
ثمَّ كَرَّ عليهم غَير مرَّة.. وحملت عليهم بنو زيد.. فانقلبت الموازين لصالح قبيلته التي انتصرت.. وأطلقت عليه آنذاك لقب “فارس زبيد”..

ويظهر ما تقدم من طبيعته الحربية.. وذاه ذكر جهاده والمعارك التي شارك فيها.. فكان عمرو بن معد يكرب فارساً شجاعاً شاعراً.. وكان عصيَّ النفس.. أبيَّها.. فيه قسوة الجاهلية.. وأخبار شجاعته كثيرة.. يُعَدُّ بألف فارسٍ.. له في الجاهلية الغارات العظيمة والوقائع العجيبة.. ويروى أنه كان مكتوبا على سيفه:
ذَكَرٌ على ذكرٍ يصول بصارمِ..ذكرٌ يمانٍ في يمين يمــــاني..

ولعمروٍ بن معديكرب واقعاتٌ عجيبة في الجاهلية.. حيث قال: حضرتُ في الجاهلية بذي المجَازِ -وهو سوقُ عرفات- فرأيتُ حُبَّى الكِنْديّةِ.. فأعجبني جمالُها.. فعرضتُ نفسي عليها ..
وقلتُ: هل لكِ في كُفءٍ كريم.. ضَروبٍ لهامِ الرجالِ غَشُوم.. مُواتٍ لكِ.. طيِّبِ الخِيم.. من سعدِ العَشيرةِ في الصَّميَّمَ؟
قالت: من أيّ سعدِ العَشيرةِ؟
قلتُ: من أُرومةِ مَحْتِدِها وغُرَّتِها المُنيرةِ.. إن كُنتِ بالنَّسب بَصيرة..
فقالت: إن لي بَعْلاً يَصدقُ اللقاءَ.. ويُخيفُ الأعداءَ.. ويُجزِلُ العطاءَ..
قال فقلتُ: لو علمتُ أنَّ لكِ بعلًا لما سُمْتُكِ نَفسَك.. ولا عَرضتُ نفسي عليكِ.. فكيف أَنْتَ إن قتلتُه؟
قالت: لا أَصِيفُ عنك.. ولا أَعدِلُ بك.. ولا أُقَصِّرُ دونك.. وإياكَ أن يَغُرَّك قولي.. فتُعرِّضَ نفسك للقَتلِ؛ فإنِّي أراك مُفْرَداً من الناصرِ.. وبعلي في عِزٍّ من المالِ والأهلِ..
ثم قامت ومَشَت.. فتبعتُها من حيثُ لا تَشعرُ.. فلما قَدِمَت على زَوْجها سألها عمَّا رأتْ في طريقها..
فقالت: رأيْتُ رجُلًا مَخيلًا للبَأسِ.. يتعرَّضُ للقتالِ.. ويَخطبُ حَلائل الرِّجال.. فعَرضَ عليَّ نفسَه.. فوصفتُك له..
فقال: ذاك عمرو بن معديكرب.. وَلَدتني أُمُّه إن لم آتِكِ به مَقْروناً مَجنوباً إلى جملٍ صعب المراس.. غير ذَلول.. فلما سمع عمرو بن معد يكرب الزبيدي كلامَه دخل عليه بغتةً.. فقتله.. وبنى بها..
قال لها: إني لم أنكح امرأةٍ قطّ إلَّا حَمَلت.. ولا أُراكِ إلَّا قد حَملتِ.. فإن رُزِقتِ غلامًا.. فسمّيه الخُزَز.. وإن رزِقتِ جاريةً فسمِّيها عِكْرِشة.. وجعل ذلك بينهما أَمارةً.. ثم فارقها مُدّةً.. ووَلدت غلاماً.. فسمَّتْه الخُزَز..
فخرج عمرو في بعضِ أيّامه يتعرّض للقتالِ.. فالتقى فارساً مُدَجَّجاً في سلاحه.. فالتقيا فصَرع عَمْرًا.. وجَثَم على صدرهِ ليَذبحه.. فقال له: ما اسمك؟ فقال: أنا عمرو..
فقام عنه وقال: اللَّه أكبر.. أنا ابنُك الخُزَز.. فقال له عمرو: لا تُساكِنِّي بعد اليوم في أرضٍ..
فخرج إلى اليمنِ فسادَهم.. وشكَوْا إليه غاراتِ أَبيه فيهم.. وقَتْلَه إيَّاهم.. وأمروه بقتله.. فخرج يُريد قَتلَ أَبيه.. فالتقيا.. فقيل أنه قتله عمرو..

خامسا.. في إسلام معديكرب رضي الله عنه..

وفد عمرو بن معد يكرب على المدينة المنورة سنة 9هـ.. في عشرة من بني زبيد.. فأسلموا جميعاً.. وسمع عمرو من النبي -صلى الله عليه وسلم-.. وروى عنه.. وعادوا..

ولما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتد عمرو في اليمن وذاع ذلك عنه..

ثم رجع بعد ذلك إلى الإسلام.. فبعثه أبو بكر -رضي الله عنه- إلى الشام.. فشهد اليرموك.. وذهبت فيها إحدى عينيه.. نكمل غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.