في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 690 “عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب” –3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 690 “عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب” –3
خامسا.. في إسلام معديكرب رضي الله عنه..
ثم في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه.. أرسله الفاروق إلى سعد بن أبي وقاص في العراق في معركة القادسية.. وكتب إليه: قد أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معدي كرب الزبيدي.. وطليحة بن خويلد.. فشاورهما في الحرب ولا تولهما شيئاً.. فأبلى عمرو يومئذ بلاء حسناً.. ولعمر أسبابه بالقطع..
قال عمرو بن معديكرب الزبيدي: وكانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسية وخيل الفرس لا تنفر..
فأمرت رجلاً فترَّسَ عني.. ثم دنوت من الفيل وضربت خَطْمَهُ فقطعته.. فنَفَرَ ونَفَرَتِ الفيلة.. فحطَّمت العسكر.. وألح المسلمون عليهم حتى انهزموا..
سادسا.. في مواقف وأشعار لعمرو بن معديكرب.. منقول..
من نوادر عمرو بن معد يكرب أنه كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسأل عمرو بن معدي كرب عن أشياء..
فسأله عن الحرب.. فقال: مرة المذاق إذا كشفت عن ساق.. من صبر فيها عرف.. ومن ضعف فيها تلف. ثم أنشد يقول:
الحــربُ أوَّل مـا تكـــون فَتيَّـــة.. .. تَسعــى بزينتـها لكـلِّ جَهـــولِ
حتـى إذا حَمِيتْ وشبَّ ضِـرامُها .. عــادتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ خَليلِ
شمطاء جَـزَّتْ رأسَها وتنكَّـرتْ.. .. .. شمطـاء لا للشَّــمِّ والتَّقــبيلِ
وسأله عن السلاح.. فقال: ما تقول في الرمح؟ فقال أبو ثور الزبيدي: أخوك وربما خانك.. قال: فالنبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب.. قال: فالدرع؟ قال: مشغلة للفارس متعبة للراجل.. وإنه لحصن حصين.. قال: فالترس؟ قال: هو المجن عليه تدور الدوائر.. قال: فالسيف؟ قال: عندها فارتقتك أمك عن الثكل.. فقال له عمر: بل أمك.. قال: بل أمي والحمى أضرعتني لك.. وهذا مثل معناه: أن الإسلام أدلني ولو كنت في الجاهلية لم تجسر أن ترد علي.
وقال له يوماً: حدثني عن أجبن من لقيت.. وأحيل من لقيت.. فقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي: نعم يا أمير المؤمنين.. خرجت مرة أريد الغارة.. فبينما أنا أسير إذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز.. وإذا رجل جالس.. وإذا هو كأعظم ما يكون من الرجال خلقة.. وهو مجتب بسيف..
فقلت له: خذ حذرك فإني قاتلك.. فقال: من أنت؟
فقلت: أنا عمرو بن مَعْدِيْ كَرِبٍ الزبيدي.. فشهق شهقة فمات.. فهذا أجبن من رأيت يا أمير المؤمنين..
وخرجت يوماً آخر حتى انتهيت إلى حي.. فإذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز.. وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته.. فقلت له: خذ حذرك فإني قاتلك.. قال: من أنت؟ قلت: أنا عمرو بن معدي كرب..
.. فقال: يا أبا ثور ما أنصفتني.. أنت على ظهر فرسك.. وأنا في بئر.. فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى أركب فرسي وآخذ حذري.. فأعطيته عهداً ألا أقتله حتى يركب فرسه ويأخذ حذره.. فخرج من الموضع الذي كان فيه.. ثم اجتبى بسيفه وجلس.. فقلت: ما هذا؟ قال: ما أنا براكب فرسي ولا بمقاتلك.. فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت..
وسأله الفاروق يوماً قائلاً: إِنَّ أهل اليمن لا يُنكرون إنَّك فارسهم وأنجدُ رِجالهم المعدودين في الجاهلية.. فكَيف عِلمك بِهم؟.. فقال عمرو: “أنا أعلم النَّاسَ بالنَّاسِ قد أَغرْتُ عليِهم وأغاروا عليّ.. وغزوتُهم وغزوني وهم (أهل اليمن) أربابُ العَرَب.. شربوا الصفو ورعوا العَفو”. ثم أنشد يقول..
وكـلُّ أخٍ مُفـارِقُـهِ أَخــوه..لعَمْــرُ أبيـك إلَّا الفَرقَـدان..
وقال عمرو بن معد يكرب : الفَزَعات ثلاث: فمَن كانت فَزْعَته في رجليه فذلك الذي لا تُقِلّه رجلاه.. ومَن كانت فَزعته في رأسه فذلكَ الذي يفرُّ عن أبويه.. ومن كانت فَزعته في قَلبه؛ فذلكَ الذي يُقاتل..
ومن شعر عمرو بن معد يكرب.. فله شعر جيد من أشهره قصيدته التي يقول فيها:
إِذا لـم تستطـــع شيئــاً فَدَعـــهُ .. وَجــاوِزهُ إِلى مــا تستـطيــعُ
وَصِلـهُ بالـزِّمـــاعِ فـكـــلُّ أَمـــــرٍ .. سَـمَـــا لَكَ أَو سَمَوتَ له وَلُوعُ
وقال الصحابي عمرو بن معد يكرب في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
إِننــــي بالنبـيِّ مُــوقنــــةٌ نَفــــ.. ـسـي وإِن لـم أَرَ النبيَّ عِيانا
سَــــيِّدُ العــالمــينَ طُــرّاً وأَدنا.. هـــم إِلى اللَه حينَ بانَ مكانا
جاءنا بالنــاموسِ من لَدُنِ اللَـ.. ـهِ وكــانَ الأَمينَ فيه المُعانا
حِكمــةً بعـدَ حِكمــةٍ وَضيــاءً .. فاهـتدينــا بنُورها من عَـمَانا
وَرَأَينــا السَّـــبيلَ حــينَ رأَينــاه.. جَـديــداً بكُـرهِـنا وَرِضـانا
.. وفي غد إن شاء الله لقيانا..
التعليقات مغلقة.