في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 691 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–4
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 691 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–4
سادسا.. في مواقف وأشعار لعمرو بن معديكرب.. منقول.. نكمل..
“لقد أسمعت لو ناديت حيـا” .. ابتعد عن هؤلاء وأعرف قصة البيت الشعري الذي اشتهر به الشاعر عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي.. وتستخدم الأبيات الشعرية
“لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي..
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد “
حتى صار التعبير “لا حياة لمن تنادي” تعبيرا خالدا في اللغة العربية للدلالة على أن الشخص الذي يُوجه له النداء لا يُعير الموضوع أي اهتمام أو لم يصدر منه أي ردة فعل.. كما أنه عادة يُستعمل هذا التعبير عند عامة العرب للتعبير عن السخط الحاصل تجاه شخصية ذات مسؤولية أو تجاه السلطات الحاكمة.
وارتبطت الأبيات الشعرية منذ القدم بالمجتمع العربي قوم الفصاحة والبلاغة وفينا أنزل القرآن بلهجة عربية خالصة.. وقد كان للشعر مكانة كبيرة على مر الزمن.. وكان الشعراء دومًا مقربين من بلاط الأمراء والملوك.. وكثيرًا ما كانت أشعارهم تعبر عن تجارب ذاتية.. أو معاصرة..
وهذا البيت اشتهر به الشاعر عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي.. الذي يقال أنه عاش في الفترة بين عامي 525.. 642م .. والذي يتوافق مع بعض أبيات له تقال أيضًا فيمن لا فائدة فيه ولا رجاء.. ومهما حاولت نصحه لم يستجب..
والأبيات منها التالي:
ألا غدرت بنو أعلى قديما *** وأنعم إنها ودق المزاد
ومن يشرب بماء العبل يغدر *** على ما كان من حمى وراد
وكنتم أعبدا أولاد غيل *** بني آمرن على الفساد… وتلتها الأبيات المذكورة..
في أبيات من الحكمة قالها الشاعر عمرو بن معديكرب الزبيدي وشعره في التحمُّل والصبر في الحرب.. قال:
أعــاذِلُ عُدَّتــي بَـــزّي ورُمحـــــي .. وكــلّ مُقَلِّـــصٍ سَلِــــسِ القِيادِ
أعــاذلُ إنَّمـــا أفنـــى شبابــــي. . إجــابتيَ الصَّرِيــــخ إلى المُنــادِي
مع الأبطالِ حتـى سَــلَّ جِسْــمي.. وأقرَحَ عاتِقــي حَمْـلُ النَّجـــادِ
ويَبْقَــى بَعدَ حِـلْـمِ القـومِ حِلمــي.. ويَفْنَـى قبــلَ زادِ القـــومِ زادِيّ
ومنْ عجـبٍ عَجبْتُ لــهُ حدِيــــثٌ.. بديـعٌ ليسَ من بــدعِ السّــدادِ
تَمَنَّــى أن يُلاقَينـــي أُبـــيٌّ.. ودِدْتُ وأينمــــــا مِنّــــي وِدادي
تَمَنَّــانـي وســابِغَتـــي قميـصــي .. كــــأنَّ قتيرَهـــا حَـــدقُ الجرادِ
وســـيفٌ لابن ذي كنعـــان عندي .. تُخُيّــرَ نصلُــــهُ من عَهــد عادِ
فلـوْ لاقيتَنـــي للَقيــــتَ ليثـــاً.. هصــــوراً ذا ظُبــاً وشبــــاً حِدادِ
ولاسْتَيقَنـتَ أنَّ المــوتَ حَــــقٌ .. وصــرَّحَ شَحْــمْ قلبِكَ عن ســــوادِ
أريـدُ حياتَــــهُ ويُريـــدُ قـتْلـــي .. عـذِيــرَك من خَلِيلــكَ من مُــــرادِ
وقال مازحا في سلطان جمال المرأة شعرا منه..
والغانيـاتُ يقتلنَ الرجــال إذا .. ضَـرَّجـن بالزَّعفران الرَّيْط والنُّقُبـا
إنَّ الغــواني قـد أهلكننـي تَعَبَـاً .. وخـلتهـن ضعيفات القوى كذِبا
ولعمرو مقطوعات في الرجز منها:
أنـا أبو ثــور ووقَّــاف الزلــقْ
لست بمــأمون ولا فيَّ خَـرَقْ
وأسدُ القومِ إذا احمَــرَّ الحَدَقْ
إذا الرِّجــالُ عضهم ناب الفَرقْ
وجدتَني بِالسَّـيفِ هتَّـاكَ الحَلَقْ
سابعا.. نصيب عمرو بن معديكرب من التراجم..
يحقق “صحابة رسولنا”.. في أصوله اليمانية وبعض التفصيل في نسبه.. من أمهات مراجع السيرة..
((عَمْرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عُصْم بن زُبَيْد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه.. وهو زُبَيْد الأكبر بن صعب بن سَعْد العشيرة)) الإصابة في تمييز الصحابة..
((عمرو بن مَعْدِيكَرِب بن عبد الله بن عمرو بن عُصْم بن عمرو بن زُبيد الصغير.. وهو مُنبّه بن ربيعة بن سَلَمة بن مَازِن بن رَبيعة بن مُنَبَّه. وهو ِجماع زُبيد)) الطبقات الكبير.
((عَمْرو بنُ مَعْدِ يكَرِب بن عَبْد اللّه بن عَمْرو بن حُصم بن عمرو بن زُبَيد الأَصغر.. وهو مُنَبِّه.. بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن مُنَبِّه بن زُبَيد الأَكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مَذْحِج الزُّبَيدي المذْحِجِي.. أَبو ثَور.. كذا نسبه أَبو عمر.. وقال هشام الكلبي “عُصْم” بدل “حصم”)) أسد الغابة..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.