في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/692 “عمرو بن معديكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–5
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/692 “عمرو بن معديكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب”–5
سابعا.. في نصيب عمرو بن معديكرب من التراجم.. نكمل..
((يقال في نسبه: عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن عاصم بن عمرو بن زُبيد الأصغر.. وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن زُبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
يقال في إسلامه.. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم عمرو بن معديكرب في عشرة من زبيد من قومه على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: يا قيس.. إنك سيد قومك اليوم.. وقد ذُكِرَ لنا أن رجلًا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول إنه نبي.. فانْطَلِق بنا إليه حتى نعلم علمه.. فإن كان نبيًا كما يقول.. فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتبعناه.. وإن كان غير ذلك علمنا علمه: فإنه إن يسبق إليه رجل من قومك سَادَنَا وَتَرأَّسَ علينا وكنا له أذْنَابًا..
فأبَى عليه قيس وسفّه رأيه.. فركب عَمرو بن معديكرب حتى قدم المدينة.. فقال حين دخلها وهو آخذ بزمام راحلته: من سيد أهل هذه البحيرة من بني عمرو بن عامر؟ فقيل له: سعد بن عُبادة.. فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه.. فقيل لسعد: هذا عمرو بن معديكرب.. فخرج إليه سعد فرحَّب به وأمر برَحْله فحط وأكرمه وحَبَاه..
ثم رَاحَ به إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فأسلم وأقام أيامًا.. وأجازه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..كما يجيز الوفد.. وانصرف راجعًا إلى بلاده.. وأقام عمرو مع زبيد قومه وعليهم فَرْوَة بن مُسَيك سامعًا مطيعًا إذا أراد أن يغزو أطاعه..
وكان فروة يصيب كل من خالفه.. فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو بن معديكرب أوعدَ عمرًا وتحطم عليه: خَالَفني وترك رأيي.. وقال عمرو بن معديكرب في ذلك شعرًا.. قال محمد بن عمر سمعتها من مشيختنا:
أمرتكَ.. يوم ذى صَنْعا ء أمرًا باديًا رَشَدُهُ..
أَمَرْتُكَ.. باتِّقَاء اللـــه والمعروف تأتقدُهُ..
خرجتَ من المني مثل الحُمَيِّر عَارُه وتِدُهْ..
والمراد أنه جعل عمرو بن معديكرب يقول: قد خبرتك يا قيس بن مكشوح.. إنك يا قيس ستكون ذَنَبًا تابعًا لفروة بن مسيك.. وجعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كل الطلب حتى فرّ من بلاده..
فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ثبت فروة بن مسيك على الإسلام.. يغير على من خالفه بمن أطاعه.. وارتدّ عمرو بن معديكرب بعد وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال حين ارتد وهي ثبت:
وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرّ مُلْكٍ حِمَارًا سافَ مَنْخِرُهُ بعَذْرِ..
وكنتَ إذا رأيتَ أبا عُمَيْر ترى الحُوَلاَء من خُبْثٍ وَغَدْرِ..
وجعل فروة بن مسيك يطلب مَن ارتد عن الإسلام ويقاتله.. وسيأتي ذلك في ترجمته إن شاء الله..
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ابن أبي سبرة عن عبد الملك بن نوفل أن عمرو بن معديكرب قال: كانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسية وخيل الفُرس لا تنفر.. فأمرت رجلًا فَتَرَّسَ عني.. ثم دنوتُ من الفيل وضربتُ خَطمه فقطعته: فَنَفَرَ ونفرت الفيلَة فحطمت العسكر.. وألح المسلمون عليهم حتى انهزموا.)) وهذا هو نص رواية الطبقات الكبير..
((سيَّره أَبو بكر إِلى الشام.. فشهد اليرموك.)) حسب أسد الغابة..
((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أسامة بن زيد الليثي عن أبان بن صالح قال: قال عمرو بن معديكرب يوم القادسية: ألزموا خراطيم الفيلة السيوف: فإنه ليس لها مقتل إلا خرطومها..
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: حدّثنا نيار بن مكرم الأسلمي قال: (شهدتُ القادسية فرأينا يومًا اشتد فيه القتال بيننا وبين الفُرس.. ورأيتُ رجلًا يفعل بالعدو يومئذ الأفاعيل.. قلت: مَن هذا جزاه الله خيرًا؟ قيل: عمرو بن معديكرب) ..
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني منصور بن أبي الأسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيْس بن أبي حازم قال: (شهدتُ القادسية فسمعت عمرو بن معديكرب وهو يمشي بين الصَّفَّين وهو يقول: يا معشر المسلمين.. كونوا أُسُودًا.. أَسَدٌ أَغْنَى شَاتَه.. إنما الفارسي تيس بعد أن يضع نيزكه.. وأسوارهم لا تقع له نشابة.. فقلنا له: احذر أبا ثَور فرماه الأسوار فما أخطأ قوسه.. وشد عليه عمرو فأخذه وسقطا إلى الأرض جميعًا فتكشف عنهما وإن عمرًا لعلى صدره يذبحه وأنا أنظر.. وأخذ سَلَبه سوارين وَيَلْمَق ديباج) ..
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ابن أبي سبرة عن عيسى الحناط قال: (أتى عمرو بن معديكرب يوم القادسية بفرس فهزه.. فقال: هذا ضعيف.. ثم أتى بآخر فأخذ مَعرفته فهزه فقال: هذا ضعيف.. ثم أتى بآخر فأخذ معرفته فهزه فقال: هذا ضعيف.. ثم أتى بآخر فأخذ معرفته فهزه فركضه.. فقال: لأصحابه إني حامل فعابر الجسر.. فإن أسرعتم أدركتموني وقد عقر بي القوم ووجدتموني قائمًا بينهم.. وإن أبطأتم عني وجدتموني قتيلًا بينهم قد قُتلت وجُردت.. فحمل عمرو فوجدناه قائمًا قد عقر به على ما وصف..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. ساحة موقعة اليرموك.. حيث تغير وجه التاريخ..
التعليقات مغلقة.