في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/693 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–6
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/693 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–6
سابعا.. في نصيب عمرو بن معديكرب من التراجم.. نكمل..
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن ربيعة بن عثمان قال: لما ولى عمر النعمان بن مقرن على الناس يوم نَهَاوَند كتبَ إليه: إِنّ في جندك عمرو بن معديكرب وطُلَيحة بن خُوَيلد الأسدي.. فأحضرهما وشاوِرْهما في الحرب..
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني بكير بن مسمار عن زياد مولى سعد قال: سمعتُ سعدًا يقول:
(… وبلغه أن عمرو بن معديكرب وَقَع في الخمر وأنه قد دُلِّه.. فقال: لقد كان له موطن صالح.. لقد كان يوم القادسية عظيم الغناء شديد النكاية للعدو) ..
فقيل له: قيْس بن مكشوح.. فقال: كان هذا أبذل لنفسه من قيس وإن قيسًا لشجاع)) الطبقات الكبير..
((قال ابن عائذ في المغازي: سمعْت أبا مسهر يحدِّث عن محمد بن شعيب؛ عن حبيب.. قال: قال مالك بن عبد الله الخَثْعَمي: ما رأيْتُ أشرفَ من رجل برزَ يَوْمَ اليرموك.. فخرج إليه عِلْج فقتله.. ثم انهزموا وتبعهم..
ثم انصرف إلى خِباءِ عظيم.. فنزل ودعا بالجفان.. ودعا مَنْ حَوْله.. فقلت: مَنْ هذا؟ قيل: عمرو بن معد يكرب..
وقال الهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: أصيبت عَيْنُه يوم اليَرْمُوك..
وأخرج أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.. وابْنُ عَائِذٍ.. وابْنُ السَّكَنِ.. وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ.. والطَّبَرَانِيُّ.. وغيرهم.. بسندٍ صحيح.. عن قيس بن أبي حازم.. قال: شهدتُ القادسية فكان سَعْدٌ على الناس.. فجعل عَمْرو بن معد يكرب يمرُّ على الصفوف.. ويقول: يا معشر المهاجرين.. كونوا أُسُودًا أشدّاء.. فإنّ الفارس إذا ألقى رُمْحَه يئس..
فرماه أُسْوَارٌ من الأساورة بنُشّابة.. فأصاب سِيَة قَوْسِهِ.. فحمل عليه عَمْرو فطعنه فدَقّ صلبه.. ونزل إليه فأخذ سلبه.. وأخرجها أي ذات الرواية ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ وجهٍ آخر أطول مِنْ هذا.. وفي آخرها: إذ جاءته نَشّابة فأصابت قَرَبوس سَرْجِه.. فحمل على صاحبها.. فأخذه كما تؤخذ الجارية.. فوضعه بين الصفين.. ثم احتزّ رَأْسَه.. وقال: اصنعوا هكذا..
وروى الوَاقِدِيُّ مِنْ طريق عيسى الخياط.. قال: حمل عمرو بن معد يكرب يوم القادسية وَحْدَه فضرب فيهم.. ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه.. فنحَّوْهم عنه..
ورأيت في ديوانه.. رِواية أبي عمرو الشيباني.. من نسخةٍ فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدةً يقول فيها:
وَالقَادِسِيَّةُ حِينَ زَاحَمَ رُسْتُمٌ… كُنَّا الكُمَاةَ نَهِرُّ كالأشْطَانِ…
وَمَضَى رَبِيعٌ بِالجُنُودِ مُشَرِّقًا يَنْوِي الجِهَادَ وَطَاعَةَ الرَّحْمَنِ
حسب رواية ]الكامل في التاريخ[..
ثامنا.. مواقف لمعد يكرب مع الخلفاء الراشدين في المراجع..
وأخرج الطَّبَرَانِيُّ عن محمد بن سلام الجمحي.. قال: كتب [[عمر بن الخطاب]] إلى سعد بن أبي وقاص:
( إني أمددتكَ بألفي رجل: عمرو بن معدِ يكرب.. وطليحة بن خُويلد) .. وذكر ابْنُ سَعْدٍ عن الوَاقِدِيِّ.. عن رَبِيعَةَ.. عن عثمان: لما ولي النعمان بن مقرّن.. كتب إليه لما توجه إلى نهاوند: إن في جندك عمرو بن معد يكرب.. وطليحة بن خويلد.. فأحضرهما وشاوِرْهما في الحرب.. وقد تقدم..
وأخرج مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بن أبي شيبة في تاريخه.. مِنْ طريق مغيرة بن مِقْسَم.. قال: كتب عمر إلى سعد وإلى النعمان بن مُقَرّن فذكر نحوه.. وزاد وجرير بن عبد الله البجَلي.. وعلباء بن الهيثم.. وقد أخرج ابْنُ أبِي شَيْبَةَ بسندٍ صحيح.. عن عبد الملك نحو الأول؛ وزادوا: لا تعطهما من الأمر شيئًا.. فإن كل صانع أعلم بصناعته..
وقال ابْنُ عَائِذٍ: حدثنا عبد الرحمن بن مَغْرَاء.. حدثنا جابر بن يحيى القارئ.. قال: لما افتتح سعد العراق ودرّ له الخراج أوفد عَمْرو بن معد يكرب إلى عُمَر يذكرُ له شجاعته.. وحُسْنَ مؤازرته.)) حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
((قال أبو عمر: أقام بالمدينة برهة.. ثم شهد عامة الفتوح بالعراق.. وشهد مع أبي عبيد بن مسعود)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
((قال أبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى: شهد عَمْرو بن معد يكرب القادسيةَ.. وهو ابْنُ مائةٍ وست سنة. وقيل مائة وعشرة.)) الإصابة في تمييز الصحابة..
(( أنبأنا خلف بن قاسم.. حدّثنا الحسن بن رشيق.. حدّثنا محمد بن رمضان بن شاكر.. حدّثنا محمد بن عبد الله بن الحكم.. حدّثنا الشّافعي.. قال: وَجَّهَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب.. وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما إلى اليمن.. وقال: “إذا اجتمعْتُما فعلي أمير.. وإِن افترقتما فكلُّ واحد منكما أمير”.. فاجتمعا.. وبلغ عمرو بن معديكرب مكانهما.. فأَقبل في جماعةٍ من قومه.. فلما دنا منهما قال: دعوني حتى آتي هؤلاء القوم.. فإني لم أُسَمَّ لأحد قط إلا هابني.. فلما دنا منهما نادى: أبا أبو ثور.. أنا عمرو بن معديكرب. .
ابتدراه عليّ وخالد.. وكلاهما يقول لصاحبه: خَلّني وإياه ويفديه بأبيه وأمّه.. فقال عمرو إِذْ سمع قولهما: العرب تفزع منّي.. وأراني لهؤلاء جزرًا.. فانصرف عنهما..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.