في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/694 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–7
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/694 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–7
تاسعا.. فيما يستحسن من نماذج شعره رضي الله عنه..
كان لعمرو بن معديكرب شعرًا حسنًا.. ومما يستعذب من شعره قوله:
أنا أَبو ثَورٍ وَوَقَّافُ الزَّلَق
لستُ بمأفونٍ ولا فِيَّ خَرَق
وَأَسدُ القومِ إِذا احمرَّ الحَدَق
إِذا الرجالُ عَضَّهم نابُ الفَرَق
وَجدتَني بالسيفِ هَتَّاكَ الحَلَق.. .. وقوله..
لقد علمت أَقيالُ مَذحِجَ أَنني *** أَنا الفارسُ الحامي إِذا القومُ ضَجَّروا
صَبَرتُ لأَهل القادسيةِ مُعلماً *** ومثلي إِذا لم يَصبرِ الناسُ يَصبِرُ
وطاعنتُهم بالرمح حتى تَبدَّدوا *** وضاربتُهم بالسيف حتى تكسَّروا
بذلك أوصاني أبي وأبو أبي *** بذلك أَوصَوني فلستُ أُقَصِّرُ
حَمِدتُ إِلهي إذ هداني لدينه *** فللّهِ أَسعى ما حَييتُ وأَشكرُ.. .. وكذلك قوله..
صَبَرت على اللذَّاتِ لمّا تَوَلَّتِ *** وألزمتُ نفسي الصبرَ حتى استمرَّتِ
وكانت على الأيام نفسي عزيزةً *** فلما رأت صبري على الذُلِّ ذَلِّتِ
فقلتُ لها يا نفس عِيشي كريمةً *** لقد كانتِ الدنيا لنا ثُمَّ وَلَّتِ
وما النفسُ إلا حيثُ يجعلها الفتى *** فإن أُطمعت تاقت وإلا تَسَلَّتِ
فكم غَمرةٍ دافعتُها بعد غَمرةِ *** تَجَرَّعتُها بالصبرِ حتى تَوَلَّتِ .. ..
وكذلك قوله..
إِذَا لَمْ تَسْتَطعْ شَيْئًا فَدَعْهُ وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ..
ويظهر لدى معديكرب حمالا وأسلوبا أقرب ما يكون إلى الشعر الحديث.. كما يجمع بين أغراض الشعر..
واستحسنوا نظمه.. يقول..
هاجَ لك الشوقُ من رَيحانَةَ الطَّرَبا *** إذ فارقَتكَ وأَمست دارُها غُرُبا
مازلتُ أَحبِسُ يومَ البَينِ راحلتي *** حتى استمرُّوا وأَذرَت دمعَها سَرَبا
حتى تَرَفَّعَ بالحُزَّانِ يَركُضُها *** مثلَ المهاةِ مَرَتهُ الريحُ فاضطربا
والغانياتُ يُقَتِّلنَ الرجالَ إذا *** ضَرَّجنَ بالزعفرانِ الرَّيطَ والنُقُبا
من كلّ آنسةٍ لم يَغذُها عَدَمٌ *** ولا تشدُّ لشيءٍ صوتَها صَخَبا
إِنّ الغوانيَ قد أهلكنَني وأرى *** حِبالَهُنَّ ضعيفاتِ القُوى كُذُبا وشعره هذا من مذهبات القصائد أوله: منقول عن [الوافر] ..
أَمِنْ رَيْحَانَةِ الدَّاعِي السَّميعُ *** يُؤَرِّقُنِي وَأَصْحَابِي هُجُوعُ .. ..
وقوله أيضا..
يمشي بها غُلبُ الرقاب كأنّهم *** بُزلٌ كُسِينَ من الكُحَيل جِلالا..
رائع بحق هذا الشاعر.. فارس وخكيم ووطني يصل إلى حد التعصب ليمنيته أحيانا..
ومما يستجاد أيضًا من شعره قوله: [الوافر]..
أَعَاذِلُ عُدَّتِي بُدْنِي وَرُمْحِي وَكُلُّ مُقَلِّصٍ سَلِسِ القِيَادَ
أَعَاذِلُ إِنَّمَا أَفْتَى شَبَابِي إِجَابَتِيَ الصَّرِيخَ إِلَى المُنَادِيِ
مَعَ الأَبْطَالِ حَتَّى سُلَّ جِسْمِي وَأَقْرَحَ عَاتِقِي حَمْلُ النّجَادِ
وَيَبْقَـىَ بَعْدَ حِلْمِ القَوْمِ حِلْمِي وَيَفْنَى قَبْلَ زَادِ القَوْمِ زَادِيَ.. وفيها يقول: [الوافر]
تَمَنَّى أَنْ يُلَاقِيِنيِ قُبَيْسٌ وَدِدْتُ فَأَيْنَمَا مِنِّي وِدَادِي
فَمَنْ ذَا عَاذِرِي مِنْ ذِي سَفَاهٍ يَرُودُ بِنَفْسِ شَرَّ المُراَدِ
أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَيُرِيدُ قَتْلِي عَذِيرَكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادِ في أبيات له كثيرة من هذه.. وتروى هذه الأبيات لابن دريد بن الصّمة أيضًا.. وهي لعمرو بن معديكرب أكثر وأشهر. والله أعلم.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال ابْنُ مَنْدَه: عداده في أهل الحجاز. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهلية.. وله في الإسلام بالقادسية بلاءٌ حسن..
قال ابْنُ أَسْحَاقَ.. عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قدم عمرو بن معد يكرب على رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم في وفد زُبيد فأسلم.. وقد تقدم..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. كان بن معديكرب مغرقا في يمنيته.. سابقا لعصرة
التعليقات مغلقة.