في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 703 ” باذان بن ساسان بن بلاش”..”من رسم تاريخ اليمن” –1
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 703 ” باذان بن ساسان بن بلاش”..”من رسم تاريخ اليمن” –1
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
هو باذان بن ساسان بن بلاش.. ابن الملك جاماساف.. بن الملك فيروز بن يزدجر الملك.. بن بهرام جور ملك فارس.. وهو آخر حاكم فارسي في اليمن.. في عهد كسرى الثاني.. وكان قد عُيِّن حاكماً على عدن وصنعاء وضواحيها وقسم من جنوب شبه الجزيرة العربيّة بأمر من كسرى أنوشروان.. وكانت قيادة الأبناء أو أبناء الأحرار في عُهدته أيضًا..
إعتنق باذان الإسلام في السنة السادسة للهجرة 627 المواق ميلاديا لسنة 627م .. ثم قد عيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليًا على تلك المنطقة.. وفيها أمضى بقية عمره.. يعدّه المؤرّخين من جُملة الصحابة..
من أبناءه داذويه (والٍ مسلم تولى حكم اليمن بعده).. ومهران (أحد قادة الفرس في معركة البويب)..
ثانيا.. في تأريخ لما قبل إسلام باذان..
دانت السيطرة على اليمن للفرس.. ويذكر أنه كانت قد خرجت بلاد اليمن من قبضة الأحباش الخاضعين لحكم الروم.. بعد أن استولت عليها جيوش وَهْرِز بعد معركة.. بأمر من كِسْرى أنوشروان.. وكان ذلك في عام 570م وهو تقريبًا عام الفيل.. وبعد أنْ تغلّب أنوشروان على خزر الشمال…. أعدّ جيشًا – ( كان في الظاهر لتقديم العون لأحد أمراء ذي جدن.. وأحد أعيان وأشراف حِميَر اليمنيين بناءً على طلبه .. وربما كان الذي يدعى سيف بن ذي يزن .. – لكنه كان في الواقع يهدف إلى إيجاد قاعدة آمنة في مواجهة الروم عدّو الفرس الأول..
وكان هذا الجيش مؤلفًا من حوالي ثمانمائة جندي.. من أسرى الدَّيْلم والمناطق المجاورة.. بقيادة خُرزاد بن نرسي.. أحد أمراء الديلم الذي كان بمرتبة وَهْرِز (قائد لألف فارس)..
تحرّك الجيش في أسطول بحري من ثماني سفن من طريق دجلة باتجاه اليمن.. فغرقت اثنتان منها وبقيت ستّ.. وقد وصلت إلى ميناء مثوب على ساحل حَضْرَموت.. وطُرد الأحباش من اليمن.. فانتهى بذلك حكمهم لليمن الذي دام اثنين وسبعين عامًا.. كانوا فيها تحت وصاية قيصر الروم هرقل..
وتختلف هذه المعركة عن معارك الشمال بالشام التي ذكرتها سورة الروم.. وذكر الشعراوي في تفسيرها:
} بعث كسرى جيشا إلى الروم واستعمل عليهم رجلا يسمى شهريران.. فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم.. فقتلهم وخرب مدائنهم وقطع زيتونهم.. وكان قيصر بعث رجلا يدعي يحنس فالتقى مع شهريران بأذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض العرب.. فغلب فارس الروم.. وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من أهل المجوس على أهل الكتاب من الروم.. وفرح كفار مكة وشمتوا.. فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون.. وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم.. وإنكم إن قتلتمونا لنظهرن عليكم.. فأنزل الله تعالى: ” الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) “{ ..
في أواخر حكمه.. غضب كسرى أنوشروان على خُرّه خسرو حاكم اليمن.. حفيد قهرِز.. وعزله من منصبه.
وقد حلّ مكانه باذان.. الذي لم يكن –على ما يظهر– من نسل قهرِز. وفي السنة الأولى من البعثة النبوية..
وبحاسة الحاكم الناجح.. وبمجرّد أنْ سمع باذان خبر دعوة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم السرّيّة في مكّة.. كتب إلى كسرى: أنه ظهر في مرتفعات تِهامة صاحب دعوة.. يدعو الناس سرًا إلى دينه ورسالته.. حسبما جاء في (حمزة الإصفهاني.. ص114).. ويتابع حمزة الإصفهاني (ص.ن.) أنه أرسل باذان رسالته هذه في السنة التاسعة عشرة لحكومة كسرى پرويز (حك: 590–628هـ) وعلى قول نولدكه (ص441) في السنة العشرين.
ثالثا.. في الدعوة إلى الإسلام و رد فعل كسرى..
وبالإضافة إلى رسالة باذان إلى كسرى.. حدث في السنة السادسة للهجرة.. ( وبغية نشر الدعوة الإسلامية في البلدان البعيدة والدول المتمدنة في ذلك الوقت ) .. بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برسالةٍ إلى بلاط كسرى وطلب إليه فيها اعتناق الإسلام (أسْلِمْ تسلّمْ).. عندها طلب كسرى إلى باذان أنْ يرسل اثنين من قادته النبهاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.. ويطلبا إليه باسمه الانصراف عن دعوته.. وهو رد فعل لمن كان يعتفد أنه يحكم العالم..
تقول رواية دائرة المعارف الإسلامية.. أنه في السنة السادسة للهجرة قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث عددًا من أصحابه الكرام إلى ملوك الأعاجم ليدعوهم إلى الإسلام.. واختار لهذه المهمة ستّة من الصحابة.. وكان من بينهم سيدُنا عبدُ الله بنُ حُذَافة السَّهْمِيّ الذي حمل رسالة النبيّ المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى كِسْرَى ملك الفرس الذي كان يحكم بلادًا كثيرة واسعة.. .. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. مكة المكرمة بعيون فارسية..
التعليقات مغلقة.