في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 705 “باذان بن ساسان بن بلاش”..”إرتداد جنوب الجزيرة واليمن”–3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 705 “باذان بن ساسان بن بلاش”..”إرتداد جنوب الجزيرة واليمن”–3
الراوي.. أسلم باذان حين عاد فوجد الأخبار في انتظاره.. تصدق ما قاله له صلى الله عليه وسلم.. لم يكن هناك يومها أقمارا صناعية ولا هواتف.. قادت الفطرة السليمة الرجل إلى الإيمان.. وكان لباذان شأن جديد..
خامسا.. باذان بن ساسان والقضاء على الرِّدَّة في اليمن (منقول)..
تقول دائرة المعارف (ويكيبيديا).. أنه أصبح باذان والي الفرس على اليمن.. وقد أسلم بعد أن تحققت لديه نبوءة النبي محمد بوفاة كسرى..
وقد ثبّته النبي في منصبه حتى وفاة باذان عام 10 هـ.. فقسّم النبي ولايته.. فجعل ابنه شهر بن باذان واليا على صنعاء وبعض أصحابه على باقي مناطق اليمن..
وفي آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. خرج عبهلة بن كعب بن غوث العنسي المذحجي المعروف بذي الخمار الأسود العنسي على عمّال النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن.. فجمع سبعمائة مقاتل وهاجم بها نجران فانتزعها.. ثم سار إلى صنعاء فقاتله شهر بن باذان.. فهزمه الأسود وقُتل شهر..
فاضطربت الأمور في اليمن.. ودانت للأسود من حضرموت إلى الطائف إلى البحرين والأحساء إلى عدن.. فعظُم ملكه واستغلظ أمره.. فارتد بعض أهل اليمن.. وآثر أكثر المسلمين مُداراته وإتقاء شر أمره..
أسند الأسود أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث بن مكشوح المرادي.. واستعان في إدارة ملكه بفيروز الديلمي وداذويه.. وتزوج من آزاد أرملة شهر بن باذان والتي هي ابنة عم لفيروز.. وكانت قد بقيت على إسلامها غير أنها كتمت ذلك..
وحين بلغ الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. أرسل وبر بن يحنس الدليمي الخزاعي – وقد تقدمت ترجمته – إلى مسلمي اليمن يأمرهم بقتال الأسود العنسي.. من جهة.. وتولى معاذ بن جبل رضي الله عنهما الدعوة لذلك.. وكان حينئذ باليمن حيث أرسله ليُعلم أهلها الإسلام.. من جهة أخرى.. فاجتمع له عدد من مسلمي اليمن.. ونجحوا في الاتصال بقيس بن عبد يغوث قائد جند العنسي الذي وقع الخلاف بينه وبين العنسي إضافة إلى ذلك.. وكذا اتصلوا بفيروز وداذويه.. وكانا أيضًا على خلاف مع الأسود.. واتفقوا جميعا على قتل الأسود..
ثم أرسلوا إلى آزاد زوجة العنسي يطلبوا معونتها.. فوافقتهم.. وأعلمتهم بمحل يكون فيه المرتد بلا حراسة.. ويسّرت لهم سلاح وسُرُج.. واتفقوا على موعد..
وتمكن فيه فيروز من قتل الأسود بمعاونة صاحبيه.. واحتزوا رأسه.. ثم جمعوا الناس وألقوا الرأس بينهم.. فانهزم أصحاب عبهلة ونجح عدد من الفرسان من أتباع العنسي في الفرار.. وظلوا يترددون بين نجران وصنعاء لا يأوون إلى أحد..
وبذلك.. عادت اليمن إلى إسلامها.. وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر.. وكان مقتل الأسود العنسي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام.. وقد وصل الخبر إلى المدينة في آخر ربيع الأول.. في خلافة أبي بكر الصديق في بدايتها.. وقد تقدم كذلك في تأسيس مسجد صنعاء على يد الوالي بن يحنس..
سادساً.. ما كان في أمر مرتدي الجنوب الحجازي..
أما عن المنطقة الواقعة بين مكة واليمن.. فبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثم اضطراب الأمور.. كتب عتاب بن أسيد عامل أبي بكر الصديق على مكة إلى أبي بكر الذي كان بين الإقامة في المدينة أو منشغلا بباقي حروب الردة – أرسل له بخبر من ارتد.. وبعث عتاب أخاه خالدًا إلى أهل تهامة لقتال من ارتد منهم.. فهزم خالد كنانة في موقعة الأبارق..
وبعث عثمان بن أبي العاص.. عامل الطائف بعثمان بن أبي ربيعة.. لقتال شنوءة فهزمهم..
وقاتل الطاهر بن أبي هالة عامل أبي بكر على بنو عكّ والأشعريين بمن بقي على إسلامه المرتدين من عك والأشاعرة وهزمهم..
أما بُجيلة.. فقد أمر أبو بكر الصديق الصحابي جرير بن عبد الله البجلي أن يقاتل من ارتد من قومه.. ثم يسير لقتال خثعم.. ففعل وتمكّن من ذلك..
فيما بقي أهل نجران على عهدهم.. وبعثوا وفدًا منهم لتجديد العهد مع أبي بكر..
وفي اليمن.. فبالرغم من وفاة الأسود العنسي.. إلا أن أمورها اضطربت من جديد.. وطمع قيس بن مكشوح المرادي في مُلك اليمن.. فارتد عن الإسلام.. وكاتب أصحاب الأسود فأجابوه.. ثم أعد قيس مكيدة لفيروز وداذويه.. .. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. صنعاء – اليمن – ذكريات
التعليقات مغلقة.