موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 715 ” الحارث بن عمير الأزدي “..” في طلب الثأر لرسول رسول الله”-4

415

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 715 ” الحارث بن عمير الأزدي “..” في طلب الثأر لرسول رسول الله”-4

أود أن أنقل هنا بكل الإعزاز جزءا من مقال دكتور راغب السرجني.. من “قصة الإسلام”.. في موقفه صلى الله عليه وسلم من “غزوة مؤتة”.. وحكمته البالغة في التعامل مع الأمر.. كرامة.. ورفعة.. ثم واقعية..

أولا.. موقف الرسول صلى الله عليه وسلم..

إزاء هذه الأوضاع المتردية السابقة كان لا بد للدولة الإسلامية من وقفة جادة للدفاع عن هيبتها والثأر لكرامتها.. كان لا بد من وقفة لتأمين حركة الدعاة المسلمين لهذه المناطق الشمالية للجزيرة.. وأيضًا تأمين خط سير التجار المسلمين من وإلى الشام.. فالموضوع إذن جِدُّ خطير.. ولو حدث وسيطرت هذه القبائل العربية أو الدولة الرومانية على مداخل ومخارج الجزيرة العربية الشمالية.. فإنهم -بلا شك- سيضيِّقون الخناق تمامًا على المدينة المنورة.. وخاصة إذا كانت قريش تقع في الجنوب..

ثانيا.. كان هناك إذن في الشمال مشكلتان كبيرتان:

الأولى: مشكلة الدولة الرومانية والقبائل العربية المتحالفة معها.. والتي كانت تدين معظمها بالنصرانية مثل لخم وغسان وغيرها.
والمشكلة الثانية: هي قبيلة قضاعة التي اعتدت على خمسة عشر صحابيًّا وقتلتهم.. وهي أيضًا من القبائل الكبرى غير أنها كانت منفصلة عن القبائل العربية المتحالفة مع الدولة الرومانية.

ثالثا.. موقفه في الدفاع عن الكرامة والإباء..

ولأنه كان لا بد من وقفة جادة أمام هاتين المشكلتين.. فقد آثر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بواحدة ثم الأخرى.. فبدأ صلى الله عليه وسلم بمشكلة القبائل العربية المُتَنَصّرة في الشمال.
ولأن هذه المناطق كانت خطيرة جدًّا.. ولأن أعداد القبائل فيها كثيرة.. ولأن مساندة الدولة الرومانية لهم كانت متوقعة لكونهم حلفاء لها.. فقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تكوين جيش قوي يستطيع أن يقوم بالمهمة على الوجه الأمثل.. فقام بعدة خطوات مهمة

رابعا.. خطوات الرسول لمواجهة قبائل الشمال..

أولاها: عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعداد وتجهيز أكبر جيش إسلامي يخرج من المدينة.. حتى بلغ عدد الجيش ثلاثة آلاف مقاتل.. وهو أكبر عدد يخرج للحرب في تاريخ الإسلام إلى اللحظة تلك..
ثانيًها: وَلَّى صلى الله عليه وسلم على رأس هذا الجيش الكبير زيد بن حارثة رضي الله عنه.. وكان زيد قد قضى فترة تدريبية طويلة ومهمَّة في السنة السادسة من الهجرة النبوية.. حيث قاد خمس سرايا متتالية.. وفي الوقت ذاته كان قد أتى إلى هذه المنطقة -شمال الجزيرة العربية- قبل ذلك في سرية حِسْمَى.. فكان أعلم بها من غيره من الصحابة..
ثالثًها: لم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه السرية أميرًا واحدًا.. وإنما عيَّن ثلاثة من الأمراء.. إن قتل أحدهم تولى الآخر من بعده.. فقال صلى الله عليه وسلم: “إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.. وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ”.. وكان واضحًا من هذه التولية المتتالية للأمراء أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوقع حربًا ضروسًا في هذه المنطقة.. الأمر الذي يقتل فيه الأمراء الثلاثة.. وهي المرة الأولى والأخيرة في حياته صلى الله عليه وسلم التي يولِّي فيها ثلاثة من الأمراء على سرية واحدة.. ولعل ذلك كان بوحيٍ من الله سبحانه..
رابعها: في خروج حذر لخالد بن الوليد مع الجيش.. وكان حديث الإسلام.. فقد أخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجيش البطل الإسلامي الفذَّ خالد بن الوليد رضي الله عنه.. الذي لم يكن قد مر على إسلامه بعدُ إلا ثلاثة أشهر فقط.. ولعل حداثة إسلامه هي التي منعت الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يوليه على الجيش؛ فهو لا يعرف الجنود المسلمين ولا يعرف طاقاتهم.. كما أنه لم يُختبر بعد مع الصف المؤمن.. وهذه هي أول مهمة يختبر فيها منذ أن أسلم.. ومهمة قيادة ثلاثة آلاف مسلم لا شك أنها شاقة وعسيرة.. وتحتاج إلى رجل له تاريخ مأمون مع المسلمين

خامسا.. في حتمية تنفيذ المهمة الحرجة..

وقد تجهز هذا الجيش الإسلامي على هذه الصورة السابقة.. واستعد للخروج..

ورغم صعوبة المهمة المتمثلة في طول الطريق.. الذي يبلغ طوله أكثر من ألف كيلو متر من المدينة المنورة.. ثم هو صحراء قاحلة وكان في وقت شديد الحر.. حيث كان زمن الخروج هو جمادى الآخرة الموافق شهر أغسطس لسنة تسع وعشرين وستمائة من الميلاد؛ رغم كل هذه الصعوبات إلا أن معنويات الجيش الإسلامي كانت مرتفعة جدًّا.. وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج بنفسه لتوديع الجيش.. وقد ظل معهم حتى بلغ ثَنِيَّة الوداع..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. التوجه إلى مؤتة في عين فنان معاصر..

التعليقات مغلقة.