في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 722 ” سراقة بن عمرو”..” ذو النور في أرمينية”-1
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 722 ” سراقة بن عمرو”..” ذو النور في أرمينية”-1
أولاً: اسمه.. نسبه ولقبه.. مقدمة..
عجيب أمره.. ذو النور سراقة بن عمرو.. وكأن شأنه شأن القعقاع بن عمرو.. هذه نظرة في التراجم..
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ونقل عنه ابن حجر في الاصابة.. أنه ذكر في الصّحابة ولم ينسب وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.. ولكن أحد المؤلفين زعم انه من الانصار من غير ذكر تفاصيل عن قبيلته.. إذ ذكر ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسله الى الباب وامره بفتح المنطقة والتوغل فيها.. غير أن كونه من المراجع المعاصرة وانفراده في هذا.. فضلاً عن عدم ذكره في كتب الاقدمين يضعف من رأيه كونه من الانصار.. وقد لقب بــ ذا النور في أغلب المصادر.. من غير ذكر سبب هذا اللقب.. ولا يُشك ان من يحمل هذا اللقب خليق بان يكون من المقربين..
((سُرَاقة بن عمرو: لقبه ذو النّور. قَالَ أَبُو عُمَر: ذكروه في الصّحابة ولم ينسبوه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.. ((أَخرجه أَبو عمر.. وهو غير الذي قبله [[يعني: سُرَاقَة بْن عُمَر الأَنْصَارِيّ]]؛ فإِن ذلك قتل يوم مؤتة في حياة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وهذا توفي في خلافة عمر بن الخطاب.)) حسب أسد الغابة..
((قَالَ أَبُو عُمَر: ذكروه في الصّحابة ولم ينسبوه.)) .. ولم يحدث هذا مع غيره مطلقا..
((كان أحدَ الأمراء بالفتوح.. وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمِّرون إلا الصحابة..
وهنا ذَكَرَ سَيْفٌ بن عمر في “الفتوح” أن عمر رَدّ سُراقة بن عمرو إلى الباب.. وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهِلي)) ..
((قال: وسُراقة هو الذي صالح سكان أرمينية.. ومات هناك.. فاستخلف عبدالرحمن بن ربيعة.. فأَقرّه عمر على عمله)) الإصابة في تمييز الصحابة..
ثانياً: نشأته وصفاته الخلقية
في نشأة وصفات سراقة بن عمرو الخُلقية.. فأغلب مفاصل حياته هي من الندرة وقلة المصادر.. لكن يمكننا أن نستخرج – من بعض المواقف المختلفة التي تعرض لها في حياته وكيفية تعامله معها – بعض صفاته:
أولاها دماثة خلقه.. وكمال منزلته.. وهو الذي جعله يحضى بلقب “ذا النور” الذي طغى أحياناً على أسمه ونسبه.. ولاشك في قربه من النبي صلى الله عليه وسلم وأستحباب النبي لأخلاقه..
تؤكد المواقف التي مر بها في المناطق التي حكمها أو التي وجه لحكمها.. قدراً عاليا من الشجاعة تليق بصحابياً جليل.. في باب الابواب (دربند) أوالمناطق القربيبة منها.. حيث توصف هذه المناطق (القوقازية) بطبيعة جغرافية صعبة تتخللها الوديان والمرتفعات والغابات وبقايا يأجوج ومأجوج من الأمم الشرسة.. وهو ما يتطلب شجاعة فائقة للتعامل مع هذه المناطق وساكنيها..
الذكاء والحنكة في ما نستشفه من حواره مع حاكم باب الابواب (شهربراز) عند التفاوض على أتفاق الصلح الشهير هناك.. ووضع الجزية عنهم لقاء مشاركتهم في الحروب الغزوات.. والأستفادة من جهودهم وخبرتهم في ارض القوقاز التي سكنوها..
كما أتصف بتواضعه.. إذ نقل الطبري في تاريخ الرسل ما كتبه في أتفاق الصلح ذاكراً عنه.. ((بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى سراقة بن عمرو عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شهريراز وسكان أرمينية والارمن من الامان))( ).. فهو لم يذكر أنه أمير البلاد أو الحاكم على منطقة باب الابواب بل أكتفى بقوله ” عامل أمير المؤمنين ” وهو ما يثبت تواضعه وزهده في الدنيا..
تعلقه بوطنه.. إذ ذكر شعراً خرج عن لسانه أظهر عمق تعلقه بالمدينة.. هذا الإحساس الذي يهون عليه أنه كان يجاهد في سبيل الله وأن أجره واقع عليه.. وقال في هذا شعرا ننقل جانبا منه:
ومن يك سائلًا عني فإني… بأرض لا يواتيها القرار
بباب الترك ذي الأبواب دار… لها في كل ناحية مغار
نذود جموعهم عما حوينا… ونقتلهم إذا باح السرار..
ثالثاً: في أقوال الصحابة والتابعين فيه..
عبر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن أعجابه بسراقة عند فتح المدينة المعروفة بإسم باب الابواب..
وقد كان يرى أنه لا يفتح نظرا لقلة عددهم وضعف مؤنتهم ولكثرة عدوهم..
يقول الراوي ابن الأثير:((… وكتب سراقة بالفتح والذي وجه فيه هؤلاء النفر.. كتب إلى عمر بن الخطاب.. فأتى عمر أمر لم يكن يرى أنه سيتم له.. على ما خرج عليه في سريح بغير مؤونة وكان فرجاً عظيما.. به جند عظيم.. إنما ينتظر أهل فارس صنيعهم ثم يصنعون الحرب أو يبعثونها ))..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.