في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 476 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-41
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 476 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-41
جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب.. خالد في الشام..
على الهامش.. الطريق إلى اليرموك.. معركة فحل..
لاحظ أن القائد هنا هو أبو عبيدة بن الجراح.. بعد أن أمره عمر بن الخطاب على القيادة.. سنفصل لاحقا..
في معركة فحل.. يقول موقع “سطور”.. في أسباب المعركة..
أنه بعد أن هُزم الروم ضد المسلمين في معركة أجنادين.. قام الروم بحشد مزيدٍ من القوات العسكرية لإعادة هيبتهم التي أضاعوها بين سيوف المسلمين في معركة أجنادين.. فجمعوا جمعًا غفيرًا من الجند في إحدى الحصون المنيعة التي تتبع للروم.. وهو حصن روماني يقع على ارتفاع مئة وخمسين مترًا فوق سطح البحر ويطل على غور الأردن.. ويقع هذا الحصن جنوب نهر اليرموك ويبعد عنه 50 كيلو مترًا..
وعندما وصلت أخبار حشود الروم إلى المسلمين استشعر المسلمون خطر هذه التجمعات.. لأنَّ الجيش الإسلامي كان يواصل عمليات الفتح في الشمال.. فإذا زَحَفَت جموع الرومان إلى الشرق ستقطع طريق الإمداد بين الجيش الإسلامي في الشمال وبين الجزيرة العربية.. فكان لا بدَّ من الانسحاب جنوبًا لتدارك الموقف.. وهذا ما قام به أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- حيث تراجع بالجيش من أواسط سوريا نحو الجنوب..
والتقى بجموع الروم في منطقة فحل أو ما تُسمَّى بمنطقة بيلَّا في الخامس والعشرين من يناير عام 635 ميلادية..
وما حدث أنه سار قائد جيش المسلمين في الشام أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى مدينة فحل.. وترك في الشام يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.. وقام أبو عبيدة بتوزيع قادات جيش المسلمين.. فجعل خالد بن الوليد -رضي الله عنه في مقدمة الجيش.. وجعل شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- على المشاة.. وجعل على خيل المسلمين ضرار بن الأزور.. في هذه الأثناء كان أهل مدينة فحل قد خرجوا قاصدين بيسان.. فنزل شرحبيل بن حسنة بالمشاة من جيش المسلمين.. وصار على مقربة من جيش الروم وقد فصلت بين الجيشين تلك بعض المياه والأوحال..
فكتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يصف له الأمر..
لكن بينما كان المسلمون ينتظرون ردَّ عمر.. هجم جيش الروم على المسلمين بقيادة سقلار.. ولكن المسلمين كانوا حذرين بما يكفي لصد هجوم الروم.. فكان شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- لا يتوانى عن تعبئة الجيش في الليل ولا في النهار.. من باب أخ الحيطة والحذر.. وانعكس هذا على ما حدث في المعركة.. فجاهزية المسلمين حالت دون هزيمتهم أمام هجوم الروم المباغت عليهم..
إشتبك الطرفان اشتباكًا عنيفًا واقتتلوا أشد قتال حتى أنه استمرَّ نهارًا حتَّى حل الليل مرة أخرى..
وبعد قتال عنيف.. حار الروم في أمرهم بعد أن أصيب قائدهم سقلار..
وكانت النتيجة أنهم هُزموا هزيمة نكراء.. وفرّوا إلى الوحل.. فلحق بهم جيش المسلمين وأمطروهم بالنبال والرماح فمات منهم خلق كثير..
وتم فتح مدينة فحل بعد أن كتب الله النصر للمسلمين في معركة فحل..
وفي نتائج معركة فحل..
كتب الله تعالى للمسلمين النصر في معركة فحل التي كانت في السنة الثالثة عشر للهجرة بين المسلمين والروم.. وقد أدى انتصار المسلمين في هذه المعركة إلى فتح بيسان.. معقل آخر للرومان..
كما أدت إلى خسارة كبيرة للروم في الأرواح والعتاد.. ولكنَّها لم توقف نهائيا قدرات الروم على الهجوم على المسلمين من جديد.. وبقي الروم يهددون الوجود الإسلامي في بلاد الشام..
واستمر هذا التهديد حتَّى حدثت معركة اليرموك.. وهي المعركة الفاصلة بين المسلمين والروم والتي حدثت بعد قرابة عام ونصف والتي انتهت بانتصار المسلمين وتثبيت فتح بلاد الشام تمامًا..
*ونلاحظ أن الشام دانت للحكم الإسلامي بعد معارك عديدة وجهاد مستمر للمسلمين في بلاد الشام.. حتى استقرَّ حكم بلاد الشام للمسلمين.. وأنه استقبلهم المسيحيون في الشام بالترحاب العميق.. وحكم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الشام بالعدل الذي عُرف عنه.. فازدهرت البلاد وانتشر القضاء واختفى الظلم والقهر.. وساد العدل أرجاء الشام كما ساد أرجاء الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر الفاروق -رضي الله عنه..
قسمَّ عمر بلاد الشام التي كانت ولاية إسلامية إلى أربعة أقسام.. وجعل على كلِّ قسم جندًا له.. جُند في دمشق وجند في حمص وجند في فلسطين والأردن أيضًا.. ولم يتعرض المسلمون للنصارى بأي سوء.. بل تركوهم يمارسون عباداتهم ومناسكهم فسادت حالة التعايش السلمي في بلاد الشام بين النصارى والمسلمين.. كما حافظ المسلمون على ما كان من نُظم إدارية رومانية.. فلم يقوموا بإلغاء اللغة الرومانية أو اليونانية في الحال بل تعرَّبت البلاد مع مرور الوقت.. ويُرجع المؤرخون حالة التعايش السلمي التي كانت في بلاد الشام بين الأديان إلى السلام الكبير الذي كان في قلوب الطرفين في الشام.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.