في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 731 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 731 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-3
رابعا.. في نصيب أيمن بن عبيد من التراجم..
1) في سيرة ابن هشام.. قال ابن إسحاق : ( وهذه تسمية من استشهد يوم حنين من المسلمين: من قريش ثم من بني هاشم أيمن بن عبيد ومن بني أسد بن عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد جمح به فرس يقال له الجناح فقتل.. ومن الأنصار سراقة بن الحارث بن عدي من بني العجلان ومن الأشعريين أبو عامر الأشعري) ؟؟
2) الراوي إبن الأثير.. أقول : وأما الثبات مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد عدوا في بعض الروايات ثلاثة وفي بعضها أربعة وفي بعضها تسعة عاشرهم أيمن بن عبيد – وهو ابن أم أيمن – وفي بعضها ثمانين وفي بعضها : دون المائة..
3) والمعتمد من بينها ما روي عن العباس أنهم كانوا تسعة عاشرهم أيمن.. وله في ذلك شعر تقدم نقله.. وذلك أنه كان ممن ثبت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طول الوقعة وشاهد ما كان من الأمر.. وهو الذي كان ينادي المنهزمين ويستلحقهم بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .. وقد باهى بما قاله من الشعر..
4) ومن الممكن أن يثبت جمع بعد انهزام الناس هنيئة ثم يلحقوا بالمنهزمين.. أو يرجع جمع قبل رجوع غيرهم فيلحقوا بالراية فيعدوا ممن ثبت وقاتل.. فالحرب العوان لا يجري على ما يجري عليه السلم من النظم..
ومن هنا يعلم ما في قول بعضهم : إن الأرجح رواية الثمانين.. كما عن عبد الله بن مسعود.. وإليها يرجع ما رواه ابن عمر أنهم كانوا دون المائة فإن الحجة لمن حفظ على من لم يحفظ.. (انتهى ملخصا) ..
وذلك أن كون الحجة لمن حفظ على من لم يحفظ حق لكن الحفظ في حال الحرب على ما فيه من التحول السريع في الأوضاع الحاضرة غير الحفظ في غيره.. فلا يعتمد إلا على ما شهدت القرائن لصحته وأيد الاعتبار وثاقة حفظه.. وقد كان العباس مأمورا بما من شأنه حفظ هذا الشأن وما يرتبط به..
خامسا.. في سيرته تاريخ لغزوة حنين..
1) وفي سببها أنه خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصحابة إلى وادي حُنين الذي يقع قُرب الطائف.. ويبعُد عن مكة مسيرة ثلاثَ ليالٍ.. وذلك في يوم السبت السادس من شهر شوّال في السنة الثامنة من الهجرة..
من أجل القضاء على ما تبقّى من القبائل الوثنيّة والشركيّة.. وهما قبيلتي هوازن وثقيف القريبة من مكة المُكرمة..
2) فلمّا سمعت هذه القبائل بفتح مكة.. عزمت على قتال المُسلمين ومُباغتتهم قبل أن يُهاجموهم.. فسارع النبي -عليه الصلاة والسلام- في وضع الخُطّة المُناسبة للمعركة بعد معرفة أعدادهم وعُدّتهم..
3) وقام مالك بن عوف بجمع هوازن وثقيف.. والتحقت بهم قبائل نصر.. وجُشم.. وسعد بن بكر.. وعددٌ قليلٌ من بني هلال..
4) وفي مجريات غزوة حنين..
أنه بداية الغزوة.. علِم النبي -عليه الصلاة والسلام- باجتماع القبائل تحت راية مالك بن عوف في وادي أوطاس الذي يقع قُرب حُنين بين مكة والمدينة.. فخرج إليهم في اثني عشر ألفاً من الصحابة الكرام..
وحَمَل راية المُهاجرين عليّ بن أبي طالب.. وسعد بن أبي وقاص.. وعُمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-..
وحمل راية الأنصار الحبّاب بن المُنذر -رضي الله عنه-..
وولّى النبيّ على مكة عتاب بن أُسيد -رضي الله عنه-.. وجعل معه مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ ليُعلِّم من تبقّى من الناس السُّنن والفقه والقُرآن..
ووصل المُسلمون لوادي حُنين وعسكروا فيه.. فبعث المُشركون رجالاً؛ لاستطلاع أخبار المُسلمين.. فرجعوا بحالةٍ من الخوف والرُعب.. ونصحوهم بالرُجوع.. فالثابت أن المسلمين يومها كانت لهم الكثرة بنص القرآن..
وتجمّع الصحابة المُهاجرين بالرايات السّود والبيض.. والأنصار بالرايات الخضراء والحمراء حول النبي -عليه الصلاة والسلام-.. فأعجبتهم كثرتُهُم.. فقالوا: “لن نُغلب اليوم من قلّة”..
ولبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لباس الحرب.. وركب بغلته البيضاء.. وسار بهم نحو وادي حُنين.. وحثّهم على القتال.. وبشّرهم بالنصر والفتح.. وأرسل عبد الله بن أبي حدرد لاستطلاع أخبار المُشركين.. فذهب ورجع وأخبرهم بما سمع وشاهد..
وبدأ القتال بهجومٍ من قبيلة هوازن على المُسلمين قُبيل مطلع الشمس.. فانكشف بعض المُسلمين للمُشركين.. فولّوا الأدبار.. فنادى النبي -عليه الصلاة والسلام- يشجّع المسلمين على القِتال.. ثمّ تقدم بحربته.. فانهزم المُشركون..
ثمّ نادى العباس على الصحابة بالتجمّع حول النبي -عليه الصلاة والسلام- للهجوم على المُشركين.. فاشتدّت المعركة.. والنبي -عليه الصلاة والسلام- يتكلّم ويُبشّر الصحابة.. ورمى الحصى في وجوه المُشركين وهو يقول: (شَاهَتِ الوُجُوهُ) .. (شَاهَتِ الوُجُوهُ) ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.