موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 732 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-4

116

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 732 ” أيمن بن عبيد بن زيد القرشي”..” شهيد يوم حنين”-4

4) وفي مجريات غزوة حنين.. نكمل..

يجب أن نتذاكر هنا أنه لما وصَل المسلمون إلى الوادي – وكان الوقت فجرًا – فاجأهم هجوم هوازن الذين كَمَنوا في هذا الوادي.. فراعهم ذلك واندحروا وتفرَّقوا راجعين لا يلوُون على شيء.. وانحاز النَّبي ذات اليمين وقال: ((أين أنتم أيها الناس؟ هلموا إليَّ.. أنا رسول الله.. أنا محمد بن عبدالله)).. وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم نفرٌ من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.. ثمَّ سمع الناس نداءَ رسول الله فعطفوا ورجعوا وثبتوا معه.. ودارت رحى مَعركة عنيفة في هذا الوادي..

وكان من أحداث غزوة حُنين بعد هُجوم هوازن على المُسلمين انشغال بعضهم بجمع الغنائم.. فهاجمهم المُشركون بالسّهام.. ففرّ أهل مكة.. ومن كان قريبُ عهدٍ بالإسلام.. وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- ثابتاً على بغلته.. ويقول: (أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ.. أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ)..[٦] وأُشيع خبر مقتله.. ففرّ بعض المسلمين وثبت بعضهم.. ولما علموا بحياة النبي -عليه الصلاة والسلام- عادوا إليه.. وانقلبت المعركة لصالح المُسلمين..

ولاحظ أنه بعد انتهاء المعركة وُزّعت الغنائم على المؤلّفة قلوبهم من حديثي الإسلام.. ولم يأخذ الأنصار منها شيئاً؛ لتمكُّن الإيمان في قلوبهم.. وأنزل الله -تعالى- قوله: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ) ..

وأنه فرح بهزيمة المسلمين في بادئ الأمر أناسٌ من قريش كانوا ما يزالون على الشِّرك.. لكن الله خيَّب ظنَّهم فيما بعد؛ حيث التفَّ المسلمون حولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالدوا الأعداءَ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن حَمي الوَطيس)).. وما هي إلَّا ساعة حتى قُتِل مَن قُتِل من هوازن ودارت الدائرة عليهم.. وهرب مالك بن عوف ونفر من أصحابه إلى رؤوس الجبال.. ووقع في الأَسْر جمعٌ غفير..

وجمع السَّبي والغنائم في الجِعِرَّانة قرب مكة.. ثمَّ أرسلت هوازن وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد أسلَموا فقالوا: يا رسول الله.. إنَّا أصل وعشيرة.. وقد أصابنا من البلاء ما لم يخفَ عليك.. فامنُنْ علينا منَّ الله عليك.. ثم ردَّ عليهم السَّبيَ.. وكذلك فعل المسلمون.. وأسلَمَ مالِك بن عوف.. وردَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَه ومالَه ومائةً من الإبل..

5) في نهاية غزوة حنين..

ثَبَت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مئة مُقاتلٍ.. وبدأ الصحابة بالمُناداة على بعضهم ليجتمعوا.. وقالت أُمّ سليم بنت ملحان للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن لا يعفو عن الهاربين.. وبدأ الصحابة بقتل المشركين.. ومنعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من قتل الذريّة.. وقذف الله -تعالى- الخوف في قُلوب المُشركين.. وقُتل منهم قُرابة مئة رَجُل.. وهربت قبيلة ثقيف.. وبعد أن هرب المُشركون تَبِعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الطائف.. وكانت امتداداً لغزوة حُنين..

أستُشهد من المسلمين أربعة.. وقُتل من هوازن اثنان وسبعون.. والشهداء هم: العباس بن عبدالمطلب.. وأبو سفيان بن الحارث.. وعلي بن أبي طالب.. وأسامة بن زيد.. وعمر بن الخطاب.. وأبو بكر الصديق.. وأيمن بن عبيد.. وحارثة بن النعمان.. وربيعة بن الحارث.. والفضل بن عباس..

كانت غزوة حُنين في الواقع هي المعركة التي استنفدت قوة المشركين وفرّقت جمعهم.. وكانت الخاتمة في مواجهة الوثنيّة العربيّة..

كما أنّها تربيةٌ من الله -تعالى- للصحابة الكرام ببيان مصدر نصرهم.. وإبعادهم عن الانخداع بالكَثرة.. وأنّ العبرة بالمعارك تكون بالخواتيم.. لقوله -تعالى-: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)؛ فالنهاية هي العذاب للكافرين.. والنصر للمؤمنين..

بالإضافة إلى أنها نتاج انتصارات المسلمين المُتتالية على القبائل الأخرى.. وبلغ عدد القتلى في صُفوف المُشركين أكثر من سبعين قتيلاً.. بالرغم من النصر الذي حازه المشركون في البداية.. سادسا.. العبر والدروس المستفادة من غزوة حنين..

تعليم الصحابة درساً في العقيدة والأخذ بالأسباب.. وأن النصر بيد الله -تعالى- وحده.. وليس بالكثرة أو القِلّة.. حيث اغترّ المُسلمون بكثرتهم فلم تُغنِ عنهم شيئاً.. لقوله -تعالى-: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ* ثُمَّ يَتوبُ اللَّـهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّـهُ غَفورٌ رَحيمٌ) ..
.. ألقاكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.