موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 743 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -9

646

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 743 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”من رأس الشرك إلى الجهاد” -9

حادي عشر.. تعليق وتفسير الراوي :نكمل..

4) فسألَه: هلْ كنتُم تَتَّهِمونَه بالكَذِبِ قبْلَ أن يَدَّعيَ النُّبُوَّةَ؟ فأجابَه: لا. فسألَه: هلْ يَغدِرُ فيَنُقضَ العَهدَ؟. فأجابَه: لا.. ولَكِنْ نَحنُ في «مُدَّةٍ».. أي: في هُدْنةٍ مُؤَقَّتةٍ بِعَشْرِ سَنواتٍ.. وهيَ صُلحُ الحُدَيبيَةِ.. لا نَدري ما هو فاعِلٌ فيها مِن الوَفاءِ أو الغَدرِ؛ أراد بذلك أن يُلقيَ في نفْسِ هِرَقْلَ أنَّه ربَّما يقعُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غدرٌ لهذا العهدِ؛ ولهذا قال: «وَلَم أجِد كَلِمةً أنْتَقِصُه فيها غَيْرَ هذه» وقصَدَ بجوابِه ذلك أن يَعيبَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ..
5) فسألَه هِرقلُ: فهَلْ قاتَلْتُموه؟ فأجابَه: نَعَم. فسألَه: فكَيْفَ كان قِتالُكُم إيَّاه؟ قال: الحَربُ بَيْنَنا وبَيْنَه «سِجالٌ».. أي: نُوَبٌ؛ نَوْبةٌ لنا.. ونَوْبةٌ له.. فمَرَّةً يَنتصِرُ علينا.. ومَرَّةً نَنتصِرُ عليه..
6) فسألَه: فماذا يَأمُرُكم؟ فأجابَه: يَقولُ: اعبُدُوا اللهَ وَحْدَه ولا تُشرِكوا به شَيئًا.. واتْرُكوا ما يَقولُ آباؤُكم.. ويأمُرُنا بالصَّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ.. وهو: الكَفُّ عن المَحارِمِ.. وكُلِّ ما يُنافي المُروءةَ.. ويأمُرُنا بالصِّلةِ.. والإحْسانِ إلى الأقارِبِ خاصَّةً.. وإلى النَّاسِ عامَّةً.. فيَدخُلُ فيه جميعُ أنواعِ البِرِّ..
7) وبعْدَ أنْ سألَ هِرقلُ أبا سُفيانَ جعَل يُبيِّنُ أسبابَ ومَرجعَ كلِّ سؤالٍ ممَّا يتبيَّنُ به حقيقةُ هذا النبيِّ..

فأخبَرَه هِرَقْلُ أنَّه سألَه عن نَسَبِ مُحَمَّدٍ.. فذَكر أنَّه فيهم ذو نَسَبٍ.. فكذلكَ الرُّسُلُ يَختارُهم اللهُ مِن أشْرَفِ القَومِ نسبًا وحَسَبًا؛ لأنَّ مَن شَرُف نَسبُه كان أبعدَ مِن انتحالِ الباطِلِ.. وكان انقيادُ الناسِ إليه أقربَ..
8) وأنَّه سألَه: هلْ قال أحَدٌ مِنكم هذا القَولَ قَبْلَه؟ فنفَى ذلك.. فَقُلتُ: لو كان أحدٌ قال هذا القَولَ قَبْلَه لَظَنَنْتُ أنَّه اقْتَدى بِغَيرِه مِن أدْعياءِ النُّبُوَّةِ.
9) وأنَّه سألَه: هلْ كان مِن آبائِه مِن مَلِكٍ؟ فذَكَرتَ أنْ لا.. فقُلتُ: لو كان مِن آبائِه مِن مَلِكٍ قُلتُ: رَجُلٌ يُحاوِلُ أن يَستَعيدَ مُلكَ أبيه لنَفْسِه.. ولَكِنَّه ليس مِن أبناءِ المُلوكِ حَتَّى يُظَنَّ به ذلك.
10) وأنَّه سألَه: هلْ كنتُم تَتَّهِمونَه بالكَذِبِ قبْلَ أن يَقولَ ما قال؟ فنفى ذلك.. فقدْ أعْرِفُ أنَّه لم يَكُنْ لِيَترُكَ الكَذِبَ على النَّاسِ ويَكذِبَ على الله؛ لأنَّ الكَذِبَ على الله أشْنَعُ وأعظَمُ جُرمًا.
11) وأنَّه سألَه: هلْ أشْرافُ النَّاسِ اتَّبَعوه أمْ ضُعفاؤُهم؟ فَذَكَر أنَّ ضُعَفاءَهم اتَّبَعوه.. وهُم أتْباعُ الرُّسُلِ كما يُعلَمُ مِن سِيَرِهم؛ وذلِك لكونِ الأشرافِ يَأنفونَ مِن تقديمِ مِثلِهم عليهم.. والضُّعفاءِ لا يأنفونَ فيُسرِعونَ إلى الانقيادِ واتِّباعِ الحقِّ.. وهذا على الغالِبِ.. وإلَّا فقدْ سبَق إلى اتِّباعِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكابرُ أشرافِ دِينِه كأبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ وعُمرَ بنِ الخطَّابِ وحَمزةَ وغيرِهم.
12) وأنَّه سألَه: أيَزيدونَ أمْ يَنقُصونَ؟ فَذَكَر أنَّهم يَزيدونَ.. وكذلكَ أمرُ الإيمانِ حَتَّى يَتِمَّ.. وزِيادتُهم دليلٌ على صِحَّةِ النبوَّةِ؛ لأنَّهم يرونَ الحقَّ كلَّ يومٍ يَتجدَّدُ.. فيدخُلُ فيه كلَّ يومٍ طائفةٌ.
13) وأنَّه سألَه: أيَرْتَدُّ أحدٌ مِنهم سَخْطةً لدِينِه بعْدَ أن يَدخُلَ فيه؟ فنفى ذلك.. فأخبَرَه هِرَقْلُ أنَّ هذا حالُ الإيمانِ حينَ تُخالِطُ «بَشاشَتُه القُلوبَ».. أي: حينَ تُمازِجُ حَلاوتُه قُلوبَ مَن دانَ به؛ فلا يَتركُه أبدًا.
14) وأنَّه سألَه: هلْ يَغدِرُ؟ فنفَى ذلك.. وكذلكَ الرُّسلُ لا يَغدِرون؛ لأنَّ الغَدرَ نَقيصةٌ يَتنزَّهُ عنها فُضلاءُ النَّاسِ.. فَضلًا عن الأنبياءِ.
15) وأنَّه سألَه: بماذا يأمُرُكم؟ فذَكَرتَ أنَّه يأمُرُكم أن تَعبُدوا اللهَ وَحْدَه.. ولا تُشرِكوا به شَيئًا.. ويَنْهاكُم عن عِبادةِ الأوْثانِ.. جمْع وثَنٍ.. وهو: كلُّ ما له جُثَّةٌ.. متَّخَذٌ مِن نحوِ الحِجارةِ والخشَبِ؛ كصُورةِ الآدمِيِّ.. ويأمُرُكم بالصَّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ.. ثمَّ أخبَرَ هِرَقلُ أبا سُفيانَ أنَّه إنْ كان ما أخبَرَه به أبو سُفيانَ حقًّا فإنَّ هذا الرَّجُلَ نبيٌّ حقًّا.. وسيَملِكُ أرضَ بَيتِ المَقدِسِ.. وهي الشامُ.. أو أرضَ مُلكِ هِرقلَ.. ثمَّ قال: وقد كُنتُ أَعلَمُ أنَّه خارِجٌ.. ولَمْ أكُنْ أظُنُّ أنَّه مِنكم.. فلَوْ كُنتُ أَعلَمُ أنِّي أَخلُصُ إليه.. أي: أَصِلُ إليه «لَتَجَشَّمتُ لِقاءَه».. أي: لَتَكَلَّفتُ عَناءَ السَّفرِ إليه.. ولَو كُنتُ عِندَه لَغَسَلتُ عن قَدَمِه؛ إكرامًا.. واحترامًا.. وخِدمةً.. فهو على ظاهِرِه.. ويَحتمِلُ أن يُريدَ المُبالَغةَ في طاعتِه وامتثالِ أمرِه حتى يكونَ بصورةِ مَن يُباشِرُ هذا الأمرَ..
16) ُثمَّ دَعا هِرقلُ بكِتابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي بَعَثَ به دِحْيةُ الكَلْبيُّ إلى عَظيمِ بُصْرَى.. وهو أميرُها الحارِثُ بنُ أبي شمرٍ الغَسَّانيُّ.. فَأرسَلَه عَظيمُ بُصْرى إلى هِرَقْلَ.. فقَرَأه.. فإذا فيه: بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ.. مِن مُحمَّدٍ عَبدِ الله ورَسولِه إلى هِرَقْلَ عَظيمِ الرُّومِ.. المُعَظَّمِ عِندَهم.. سَلامٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدى.. وهيَ صِيغةٌ للتَّحيَّةِ في مُخاطَبةِ الكُفَّارِ. أمَّا بَعدُ.. فإنِّي أدْعوك بِدِعايةِ الإسلامِ.. أي: بدَعْوتِه التي أمَر اللهُ بها.. أَسلِمْ تَسلَمْ؛ في الدُّنيا بِالنَّجاةِ مِن الحَربِ والجِزْيةِ.. وفي الآخِرةِ بالنَّجاةِ مِن النَّارِ.. وهذا القَولُ: «أَسلِمْ تَسلَمْ» في نِهايةِ الاختِصارِ وغايةِ الإيجازِ والبَلاغةِ وجَمْعِ المعانِي.. يُؤْتِك اللهُ أجرَك مَرَّتَينِ؛ مرَّةً على إيمانِك بنَبيِّك عيسى.. ومرَّةً على إسْلامِك.. فإنْ تَوَلَّيتَ فإنَّ عليك إثْمَ «الأَريسيِّينَ».. أي: إثمَ الفلَّاحينَ الزَّراعينَ وأتْباعِك ورَعاياكَ مِن عامَّةِ الشَّعبِ؛ بأنَّه حالَ بيْنَهم وبيْنَ دِينِ الله عزَّ وجلَّ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.