في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 478 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-43
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 478 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-43
جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب.. خالد في الشام..
اليرموك معركة خالد بن الوليد الخالدة.. عمر بن الخطاب يعزل خالد بن الوليد.
تقول الرواية.. وبينما هم في جولة الحرب وحومة الوغى والأبطال يتصاولون من كل جانب.. إذ قدم البريد من نحو الحجاز فدفع إلى خالد بن الوليد فقال له: ما الخبر؟ فقال له – فيما بينه وبينه -: إن الصديق رضي الله عنه قد توفي.. واستخلف عمر.. واستناب على الجيوش أبا عبيدة عامر بن الجراح.. فأسرها خالد ولم يبد ذلك للناس لئلا يحصل ضعف ووهن في تلك الحال.. وقال له والناس يسمعون: أحسنت.. وأخذ منه الكتاب فوضعه في كنانته واشتغل بما كان فيه من تدبير الحرب والمقاتلة.. وأوقف الرسول الذي جاء بالكتاب – وهو منجمة بن زنيم – إلى جانبه.. كذا ذكره ابن جرير بأسانيده..
في إسلام قائد رومي في قلب المعركة..
وقالوا: وخرج جرجه (ويقال جورج) أحد الأمراء الكبار الروم من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما.. فقال جرجه: يا خالد أخبرني فأصدقني ولا تكذبني.. فإن الحر لا يكذب.. ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله.. هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على أحد إلا هزمتهم؟ قال: لا! قال: فبم سميت سيف الله؟
قال: إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعاً.. ثم إن بعضنا صدقه وتابعه.. وبعضنا كذبه وباعده.. فكنت فيمن كذبه وباعده.. ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه.. فقال لي: أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين ودعا لي بالنصر.. فسميت “سيف الله” بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.. فقال جرجه: يا خالد إلى ما تدعون؟
قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.. والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل..
قال: فمن لم يجبكم؟. قال: فالجزية ونمنعهم.. قال: فإن لم يعطها؟ قال: نؤذنه بالحرب ثم نقاتله..
قال: فما منزلة من يجيبكم.. ويدخل في هذا الأمر اليوم.؟
قال: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا..
قال جرجه: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر؟ .. قال: نعم وأفضل..
قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه.؟
فقال خالد: إنا قبلنا هذا الأمر عنوة.. وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات.. وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع.. وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا.. ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج.. فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا..
فقال جرجه: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني.؟ قال: تالله لقد صدقتك.. وإن الله ولي ما سألت عنه..
فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام فمال به خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين..
وكانت جولة للروم.. وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة.. فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم عكرمة بن أبي جهل.. والحرث بن هشام. فركب خالد وجرجه معه بينما الروم خلال المسلمين.. فتنادى الناس وثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب.. وصلى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماء.. وأصيب جرجه رحمه الله ولم يصل لله إلا تلك الركعتين مع خالد رضي الله عنهما.. وضعضعت الروم عند ذلك. ثم نهض خالد بالقلب حتى صار في وسط خيول الروم.. فعند ذلك هربت خيالتهم.. وأسندت بهم في تلك الصحراء.. وأفرج المسلمون بخيولهم حتى ذهبوا..
في بشائر النصر.. وفشل السلاسل..
أخر المسلمون صلاتي العشاءين.. حتى استقر الفتح.. وعمد خالد إلى رحل الروم وهم الرجالة ففصلوهم حتى آخرهم حتى صاروا كأنهم حائط قد هدم ثم تبعوا من فر من الخيالة.. واقتحم خالد عليهم خندقهم.. وجاء الروم في ظلام الليل إلى الواقوصة.. وكان هرقل قد سلسل الفرسان حتى لا يفروا.. فجعل الذين تسلسلوا وقيدوا بعضهم ببعض إذا سقط واحد منهم سقط الذين معه ..
قال ابن جرير وغيره: فسقط فيها وقتل عندها مائة ألف وعشرون ألفاً سوى من قتل في المعركة. وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم وقتلوا خلقاً كثيراً من الروم.. وكن يضربن من انهزم من المسلمين.. ويقلن: أين تذهبون وتدعوننا للعلوج؟ فإذا زجرنهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال. قال: وتجلل القيقلان وأشراف من قومه من الروم ببرانسهم.. وقالوا: إذا لم نقدر على نصر دين النصرانية فلنمت على دينهم.. فجاء المسلمون فقتلوهم عن آخرهم..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.