في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 766 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 766 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -3
سابعا.. في نصيب وفير لأنس بن مالك في التراجم..
ثانيها.. أسد الغابة في معرفة الصحابة.. نكمل..
روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوما في عنقه ختمه الحجاج.. أراد أن يذله بذلك.. وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي..
يقول في ذلك موقع “الإسلام سؤال وجواب”.. ( أننا لا نجزم بصحة هذه الأخبار .. وفي الوقت نفسه لا نقطع بكذبها ؛ فلا يستعبد حصولها لأنها لا تتعارض مع ما اشتهر عن الحجاج من الجرأة على الدماء .. وعدم احترامه لأعلام الأمة وإلحاقه الأذى بهم .. كما فعل بعبد الله بن الزبير رضي الله عنه .. وبسعيد بن جبير رحمه الله تعالى .. وكل ذلك لأجل تثبيت حكم بني أمية .. ومبالغة منه في سعيه لحفظ هيبة خلفائها . ويتأيد هذا بما رواه ابن حبان في ” الثقات ” ( 4 / 40 ) بسند ظاهره الصحة : ” عَن أَزْهَر بْن عَبْد الله قَالَ : كنت فِي الْخَيل الَّذين سبوا أنس بْن مَالك .. وَكَانَ فِيمَن يؤلب على الْحجَّاج .. وَكَانَ مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَشْعَث .. فوسم فِي يَده : “عَتيق الْحجَّاج” !! فَقَالَ : لَوْلَا أَنَّك خدمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لضَرَبْت عُنُقك ” ورواه ابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” ( 9 / 372 ) . وهذا الختم جاء في بعض الروايات أنه عبارة عن خيط فيه رصاص .. انظر كتاب ” المحن ” لأبي العرب التميمي ( ص 334 ) . ويحتمل أن يكون المراد به هو ” الوسم ” كما في رواية ابن حبان السابقة .. والوسم في اللغة هو الكي بحديدة تترك أثر علامة .. أو كتابة .. على مكان الكيّ) .. إنتهى..
وهو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. روى عنه ابن سيرين.. وحميد الطويل.. وثابت البناني.. وقتادة.. والحسن البصري.. والزهري.. وخلق كثير.. وكان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه.. فدفنت معه بين جنبه وقميصه..
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله.. بإسناده إلى عبد الله بن أحمد.. قال: حدثني أبي.. أخبرنا يزيد.. أخبرنا حميد الطويل.. عن أنس بن مالك قال: أخذت أم سليم – أي أمه – بيدي فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله.. هذا ابني.. وهو غلام كاتب.. قال: فخدمته تسع سنين.. فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت..
ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد.. فولد له من صلبه ثمانون ذكرا وابنتان.. إحداهما: حفصة.. والأخرى: أم عمرو.. ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدا.. وقيل: نحو مائة..
وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض.. وكان يشد أسنانه بالذهب.. وكان أحد الرماة المصيبين.. ويأمر ولده أن يرموا بين يديه.. وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته.. وكان يلبس الخز ويتعمم به..
واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره.. فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين.. وقيل: سنة اثنتين وتسعين.. وقيل: سنة ثلاث وتسعين.. وقيل: سنة تسعين.. وقيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين.. وقيل: مائة سنة وعشر سنين.. وقيل: مائة سنة وسبع سنين.. وقيل: بضع وتسعون سنة..
قال حميد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة.. أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر.. لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين.. وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين.. فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين.. وأما على قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصا بينا والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة.. وكان موته بقصره بالطف.. ودفن هناك على فرسخين من البصرة.. وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. أخرجه الثلاثة..
ثالثها.. ما جاء في الإصابة في تمييز الصحابة..
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.. أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأحد المكثرين من الرواية عنه.. صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين.. وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك.. فقبله.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقله كان يجتنبها.. ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال له: «يا ذا الأذنين».
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.