في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة 780 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..” شهدت له عائشة” -3
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة 780 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..” شهدت له عائشة” -3
رابعا.. بين يزيد بن مفرغ وفي قوله يهجو زياد وبنيه:
أَعَبَّادُ مَا لِلُّؤْمِ عَنْكَ مُحَوَّلُ وَلَا لَكَ أُمٌّ فِي قُرَيشَ ولَا أَبُ
وَقُلْ لِعُبَيدِ اللَّهِ مَالَكَ وَالِدٌ بِحَقٍّ وَلَا يَدْرِي امْرؤٌ كُنْتَ تُنْسَبُ..
وروى الأصمعيُّ عن عبد الرّحمن بن أبي الزَّناد قال: قال عبيد الله بن زياد: ما هُجيتْ: بشيء أشد علي من قول ابن مفرغ: فَكِّرْ فَفِي ذَاكَ إِنْ فَكَّـرْتَ مُـعْتَبَـرُ هَلْ نِلْتَ مَكْرُمَةً إِلَّا بِتَأْمِيرِ
عَاشَتْ سُمَيَّةُ مَاعَاشَتْ وَمَا عَلِمَتْ أَنَّ ابْنَهَا مِنْ قُرَيشٍ في الجَمَاهِير.. .. .. وقال غيره أيضًا:
زِيَادٌ لَسْتُ أَدْرِي مَنْ أَبُوهُ ولَكِـنَّ الحِمَارَ أَبُو زِيَـادِ..
خامسا.. زياد بن أبيه وموقف معاوية من أخيه عبد الرحمن..
وروينا أن معاوية قال حين أنشده مروان شعر أخيه عبد الرَّحمن: والله لا أرضى عنه حتى يأتي زيادًا فيترضَّاه ويعتذر إليه. وأَتاه عبد الرَّحمن يستأذن عليه معتذرًا فلم يأذَنْ له.. فأقبلت قريش على عبد الرّحمن بن الحكم فلم يدعوه حتى أتى زيادًا فلما دخل عليه وسلّم فتشاوس له زيادٌ بعينه وكان يكسر عينه.. فقال له زياد: أنت القائل ما قلت؟ فقال عبد الرّحمن: وما الذي قلت؟ قال: قلت مالا يُقال. فقال عبد الرّحمن: أصلح الله الأمير؛ إنه لا ذنب لمن أعتب.. وإنما الصّفح عمن أَذنب؛ فاسمع منّي ما أَقول. قال: هات. فأنشأ يقول:
إِلَيكَ أَبَا المُغِيرَةِ تُبْتُ ِممَّا جَرَى بِالشَّامِ مِنْ جَوْرِ اللِّسَانِ
وَأَغْضَبْتُ الخَلِيفَةَ فِيكَ حَتَّى دَعَاهُ فَرْطُ غَيْظٍ أَنْ لَحَانِي
وَقُلْتُ لِمَنْ يَلُمْنِي فِي اعْتِذَارِي إِلَيكَ الحَقُّ شِأْنُكَ غَيْرُ شَانِي
عَرَفْتُ الحَقَّ بَعْدَ خَطَاءِ رَأْيِي وَمَا أَلْبَسْتُهُ غَيْرَ البَيَانِ
زِيَادٌ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ غُصْنٌ تَهَادَى نَاضِرًا بَيْنَ الجِنَانِ
أَرَاكَ أَخًا وَعَمَّا وَابْنَ عَمِّ فَمَا أَدْرِي بِعَينٍ مَـنْ تَرَانيِ
وَأَنْتَ زِيَادَةٌ فِي آلِ حَرْبٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وُسْطَى بَنَانِي
أَلَا بَلِّغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ فَقَدْ ظَفِرَتْ بِمَا يَأْتِي اليَدَانِ
فقال له زياد: أراك أحمق مترفًا شاعرًا صنع اللّسان يسوغُ لك ريقك ساخطًا ومسخوطًا عليك.. ولكنا قد سمعنا شعرك.. وقبلنا عذرك.. فهات حاجتك. قال: كتاب إلى أمير المؤمنين بالرّضا عنّي. قال: نعم.. ثم دعا كاتبه..
فقال: اكتب: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.. لعبد الله معاوية أمير المؤمنين.. من زياد بن أبي سفيان.. سلامٌ عليك فإِني أحمد إليك الله الّذي لا إله إلا هو.. فإنّه وذكر الخبر وفيه. فأخذ الكتاب ومضى حتى دخل على معاوية فقرأ الكَتاب ورضي عنه وردّهُ إلى حاله.. وقال: قبّح الله زياد! ألم يتنبه له إذ قال: وأنت زيادة في آل الحرب)) ..
سادسا.. في صفات وتأريخ زياد بن أبي سفيان..
((ذكره أَبُو عُمَرَ في الصّحابة.. ولم يذكر ما يدل على صحبته.. وفي ترجمته أنه وفد على عُمر مِنْ عند أبي موسى.. وكان كاتبَه.. ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك. وجزم ابْنُ عَسَاكِرَ بأنه أدركَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يره.. وأنه أسلم في عهد أبي بكر.. وسمع من عمر. وقال العِجْلِيُّ: تابعي.. ولم يكن يُتهمَ بالكذب.)) حسب ما قالت الإصابة في تمييز الصحابة..
((كان زياد طويلًا جميلًا يكْسِرُ إحدى عينيه.. وفي ذلك يقول الفرزدق للحجاج بن يوسف الثقفي:
وَقَبْلَكَ مَا أَعْيَيتُ كَاسِرَ عَيْنِهِ *** زِيَادًا فَلَمْ تَعْلَقْ عَلَىَّ حبَائِلُهْ)) حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
((قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيـّوب عن محمّد قال: كان نقش خاتم زياد طاووسًا.)) حسب الطبقات الكبير..
((يروى أنه هو الذي حفر نهر الأُبُلَّة حتى بلغ موضع الجَبل وكان يُقال زياد يُعَدُّ لصغار الأمور وكبارها)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
((قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا رجل من قريش يقال له محمّد بن الحارث أنّ مُرّة صاحب نهر مُرّة أتى عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّديق وكان مولاهم فسأله أن يكتب له إلى زياد في حاجة له.. فكتب: من عبد الرّحمن إلى زياد.. ونسبه إلى غير أبي سفيان فقال: لا أذهب بكتابك هذا فيضرّني.. قال: فأتى عائشة فكتبتْ له: من عائشة أمّ المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان.. قال: فلمّا جاءه بالكتاب قال له: إذا كان غدًا فجئني بكتابك.. قال: وجمع النّاس فقال: يا غلام اقرأه.. قال: فقرأه: من عائشة أمّ المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان.. قال فقضى له حاجته.. فرحا بما قالت في نسبه.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.