موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة /783 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..”تحليل خطبة زياد البتراء” -6

77

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة /783 ” زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب”..”تحليل خطبة زياد البتراء” -6

تاسعا.. تبدي شخصية زياد بن أبيه في الخطبة “البتراء”..

نبذة عن الخطيب : كما تقدم.. هو زياد بن أبيه.. كان كاتباً لأبي موسى الأشعري ونبغ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.. وفي عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب تولى زياد ولاية فارس وكرمان والبصرة.. وفي عهد الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان ولاه البصرة والكوفة وكان ذلك سنة 44 هـ..

في مناسبة الخطبة.. اختار معاوية بن أبي سفيان زيادًا واليًا على البصرة.. وكانت معقلاً للخارجين على الخلافة الاموية ولهذا فقد كانت الفتن والثورات على بني أمية تنبع منها. فلما وصل زياد إلى البصرة صعد المنبر وألقى هذه الخطبة..

سبب تسميتها بالبتراء.. لأنه لم يبدأ بحمد الله والثناء عليه وهو الأسلوب الدارج في استهلال الخطب..

عاشرا.. زياد بن أبيه ونقلة كبيرة في البناء الفني للخطبة:

والبناء الفنى لأى خطبة مهما تنوع موضوعها سواء كانت سياسية أو أدبية أو محفلية أو غيرها يحتوي علي: مقدمة.. وموضوع.. وخاتمة. ولكن زياد خالف هذا النهج الفنى في بناء خطبته.. فالمقدمة كانت تبدأ بحمد الله.. والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم و”زياد” لم يبدأ بمثل هذه البداية.. ولذلك سميت خطبته “البتراء” ولكن لماذا لم يحمد الله.. ولم يصل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية هذه الخطبة؟ .. وهذا الأمر اختلف فيه المؤرخون والنقاد.. ولكن حينما نتأمل نص الخطبة نرى أن جزءها الأول يبدأ بالهجوم الشديد علي أهل البصرة.. ورميهم بالسفه.. والبعد عن آى الله.. وعدم قراءة كتابه.. وعدم مقاومة الفحشاء والمنكر.. وليس من المناسب أن يذكر الحمد والصلاة علي الرسول صلى الله عليه وسلم في مفتتح كلام فيه هجوم وتقريع.. ووصف لقوم ابتعدوا عن المنهج السليم.. فالجو مشحون بالغضب والتوتر.. ويـوحى بالصدام والصراع.. وهو لا يريد أن يطمئن من أمامه.. بل يقصد إلي رهبتهم وزرع الخوف في قلوبهم.

ولذلك نظير في القرآن الكريم ولله المثل الأعلي في سورة التوبة أو “براءة ” إنها تتحدث عن وعيد الله للمشركين.. وغيرهم من المخالفين..

وجاءت أفكاره صورة لمنهجه وسياسته فهو يشتد ويلين.. يقسو ويحنو.. يبين ما له وما لهم.. ما عليه وما عليهم.. ثم ينذر مرة أخرى. والخطبة تتسم ألفاظها بالسهولة مع نبرة التحدى.. والعبارة محكمة وخاطفة.. مناسبة لجو الخطبة الذى يعتمد علي التأثير.. والنبرة الخطابية العالية.. وقد لجأ”زياد” إلي ظواهر فنية كثيرة تساعد علي قوة التأثير وشحن العواطف.. منها: السجع.. مثل قوله:
كأن لم تسمعوا بآي الله.. ولم تقرؤا كتاب الله.. ولم تسمعوا ما أعد الله من الثواب الكريم لأهل طاعته والعذاب الأليم لأهل معصيته.. في الزمن السرمد الذي لا يزول..

ومثل هذا السجع ملائم لجو الخطب.. وبخاصة الخطب السياسية التى يسيطر عليها التهديد والوعيد..

وبدافع من شحن الموقف بالتلوين الصوتى والتنويع الأسلوبي نرى “زيادا” يكثر من الطباق بين الألفاظ والمعانى والمواقف.. والخطبة كلها تكاد تكون مطابقات بين الألفاظ والعبارات والمعانى..

ومن الوسائل التعبيرية التى لجأ إليها “زياد ” في خطبته مراعاة النظير والقياس الفكرى والأسلوبي.. يقول: “من غرق قوما غرقناه.. ومن حرق قوم حرقناه.. ومن نقب بيتا نقبنا عن قلبه.. ومن نبش قبرا دفناه حيا فيه”.. ومراعاة النظير في هذه الخطبة تفسر لنا فكر زياد المنطقي القانونى.. فالعقوبة مجانسة للجريمة.. ومـن يرتكب جرما فعليه إثمه..(وجزاء سيئة سيئة مثلها).. وفي ذلك زجر للعصاة.. واطمئنان لعامة الشعب..

ويعد التأكيد من الظاهرة الأسلوبية التي لجأ إليها “زياد” في الخطبة حرصا علي تثبيت موقفه.. والأخذ بزمام الأمور.. والقضاء علي الفساد.. ففي الفقرة الأولي يقول: “فإن الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء ” وإن وردت مجردة لأنه يصف واقعهم. وفي بداية الفقرة الثانية يقول “إنى رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله” ويقول متابعا التأكيد بإن والقسم ولام القسم ونون التوكيد “وإنى أقسم بالله لآخذن الولي بالمولي”.

وهذه المؤكدات وردت في مقام إقرار ما يشبه الدستور الآن.. ودستوره متشدد بعيد عن المألوف.. ولذلك شعر أن المعارضة ربما تكون قوية فقطع عليهم الطريق بهذا الأسلوب القوى المحصن بالمؤكدات. ويختم الخطبة بالتأكيد بالقسم وبإن قائلا في تحد ونبرة قاسية :”وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة “..

كما أكثر “زياد” من الجمل الشرطية.. ولذلك المنحى الأسلوبي صلة بجو الخطبة وما يجرى قبلها وبعدها.. ولها صلة بما يهتم به هذا الحاكم الجديد.. وهو يحاول أن يرسى مبدأ الثواب والعقاب.. وجاء أسلوب الشرط والجواب تجسيداً فنيا لدستور الحكم الجديد.. فــلا ثواب إلا بإحسان ولا عقاب إلا بإساءة.. وقد أكثر “زياد” من أسلوب الشرط في القسم الثاني والثالث من الخطبة لأنهما يحددان منهج الحاكم الجديد “واسلوب الشرط هو أنسب صيغة للتحدث في مثل هذه المواقف.. (من “عبد الله عزايزة 1958”) ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.