في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 435 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”..
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 435 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”..
نبدأ بتقديم ترجمة الصحابة الذين أسلموا بين صلح الحديبية وفتح مكة.. أي تأخر إسلامهم عمن سبقوهم في هذه السلسلة من التراجم..
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
خالد بن الوليد سيف الله المسلول.. خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب.. يلتقي نسبه بالرسول –صلى الله عليه وسلم- بمُرّة بن كعب.. وكان والده سيداً في قريش.. ولُقّب بريحانة قريش.. وينتمي خالد إلى قبيلة “بني مخزوم” أحد بطون “قريش” التي كانت إليها “القبة” و”الأعنة”.. وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية.. وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء.. وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة..
أبوه فهو “عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي”.. وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في “قريش”.. وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام “قريش” في الجاهلية..
ويكنّى بأبي سليمان.. وأمّه لبابة بنت الحارث.. أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث..
مدحه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قائلاً عنه: “نعمَ عبدُ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ سيفٌ من سيوفِ اللهِ”..
تقول عنه دوائر المعارف في اختصار ترجمته.. أنه اشتهر في التاريخ بتكتيكاته ودهائه العسكري.. كان قائداً للجيش الإسلامي في عهد الرسول وفي عهده خلفاءه الراشدين؛ أبو بكر الصديق.. عمر بن الخطاب.. تحت قيادته العسكرية.. أصبحت الجزيرة العربية.. لأول مرة في تاريخها.. في كيان سياسي منفرد.. الخلافة. انتصر خالد بن الوليد في مئات المعارك.. ضد قوات الامبراطورية البيزنطية-الرومانية.. الامبراطورية الساسانية الفارسية.. وحلفائهم.. بالإضافة إلى القبائل العربية الأخرى. تضمنت انتصاراته العسكرية فتح شبه الجزيرة العربية.. فارس وسوريا وبلاد الشام.. من عام 632 حتى 636. واشتهر بن الوليد أيضاً لانتصاراته في معركة اليمامة.. أليس.. والفراض.. والولجة وأجنادين ومعركة اليرموك..
روى حيان بن أبي جبلة .. عن عمرو بن العاص .. قال : ما عدل بي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبخالد أحدا في حربه منذ أسلمنا..
كان إسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة.. حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله الذي هداك.. قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير.. وكان يرى رؤيا في منامِهِ قبلَ ذلك.. أنَّهُ في مكانٍ ضيقٍ.. ويخرجُ منهُ لأرضٍ واسعةٍ خضراءَ.. ولمّا ذَكَرَ رؤياهُ لأبي بكرٍ الصديق وهو في المدينةِ قال له: “هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام.. والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك..
ثانيا.. في إسلامه ..
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوليد بن الوليد أخو خالد.. وهو في عمرة القضاء: “لو جاء خالد لقدّمناه.. ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله”.. فكتب “الوليد” إلى “خالد” يرغبه في الإسلام.. ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه.. فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.. فقد وافق ذلك الأمر هوى خالد.. فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه.. إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري.. فوافقه إلى ذلك. وبينما هما في طريقهما إلى يثرب.. التقيا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه.. فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم.. وحينها قال الرسول: “إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها”..
يذكر له أن إسلامه كان قبل فتح مكة.. بعد أن خاض حروبا ضد الإسلام في مقدمتها معركة “أحد”..
وفي رواية أخرى أنه بدأت قصة إسلام خالد بن الوليد بعدَ صُلحِ الحديبية بين المُسلمينَ وقريش.. كان قد أسلم أخٌوه الوليد.. فلمَّا دَخلَ رسول الله مكة المكرمةَ لأداءِ عُمرةِ القضاءِ.. التقى بأخيهِ.. فسألَهُ عن خالد.. وكان جوابُ أخيهِ أنَّ اللهَ قادرٌ على أن يأتي به.. فتركَ لهُ رسول اللهِ من الكلامِ ما يُوصلهُ لَهُ مع أخيهِ يَدعوه بمضمونِهِ للإسلامٍ.. فخرجَ الوليد يبحثُ عن أخيهِ خالد لِيُخبرَهَ بسؤالِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عنهُ.. فلم يجدهُ فتركَ لهُ رسالةً.. يدعوهُ بها للدخول في الإسلام.. ويبلغهُ قولَ رسولِ الله فيهِ.. وقالَ لهُ في آخرِ الرسالة: “فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه.. فقد فاتتك مواطن صالحة”.. وعندَما رأى ما في الرسالةِ فرحِ بكلامِ رسولِ الله عنهُ.. وذهبَ إلى رسول الله.. معلنًا إسلامَهُ.. وهو بصُحبةِ عمرو بن العاص..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.