في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 813 ” عمرو بن ثابت بن وقيش الأشهلي الأنصاري”..”ريع الربا أم ريح الجنة” -2
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 813 ” عمرو بن ثابت بن وقيش الأشهلي الأنصاري”..”ريع الربا أم ريح الجنة” -2
ثانيا.. في إسلامه وجهاده رضي الله عنه.. نكمل..
في الأصيرم.. والحديث قد وقع مِنْ وجهٍ آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام.. فروى أَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخرَ والحَاكِمُ وغيرهما.. من طريق حماد بن سلمة.. عن محمد بن عمرو.. عن أبي سلمة.. عن أبي هريرة ـــ أن عَمْرو بن أقيش كان له ربًا في الجاهلية.. فكره أنْ يُسلم حتى يأخذه؛ فجاء في يوم أحد فقال: [[أين]] بَنُو عمي؟ قالوا: بأحُد. قال: هم بأحُد؟
فلبس لأمَته.. وركب فرَسه.. ثم توجَّه قبلهم.. فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنَّا يا عَمْرو؛ قال: إني قد آمنْتُ.. فقاتل قتالًا حتى جُرح.. فحمل إلى أهله جريحًا.. فجاءه سَعْد بن معاذ فقال لأخيه سلمة: حميةً لقومه أو غضبًا لله ورسوله؟ قال: بل غضبًا لله ورسوله. فمات فدخل الجنة.. وما صلَّى لله صلاةً.. وهذا إسنادٌ حسن..
ويجمع بينه وبين الذي قبله بأنَّ الذين قالوا أوَّلًا إليك عنّا قَوْمٌ من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل.. وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله. وقد تعيَّن في الرواية الثانية مَنْ سأله عن سبب قِتَاله.))
ثالثا.. تحقيق الرواية من طريق آخر..
((في البُخَارِيِّ مِنْ طريق إسرائيل.. عن ابن إسحاق.. عن البَراء: أتى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم رجلٌ مقَنَّع بالحديد.. فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: “أَسْلِمْ.. ثُمَّ قَاتِلْ”.. فأسلم.. ثم قاتل فقُتِل؛ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “عَمِلَ قَلِيلًا وأجِر كَثِيرًا”
وأخرجه مُسْلِمٌ مِنْ طريق زكريا بن أبي زائدة.. عن ابن إسحاق بلفظ: جاء رجلٌ من بني النَّبِيت ـــ قَبِيل من الأنصار.. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.. ثم قاتل حتى قُتل… فذكره.. أي الحديث..
وأخرجه النَّسَائِيُّ.. مِنْ طريق زهَير.. عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل ـــ رفعه. ولفظه: “لَوْ أَنِّي حَمِلْتُ عَلَى القَوْمِ فَقَاتَلْتُ حَتَّى أُقْتَلَ أَكَانَ خَيرًا لِي وَلَمْ أُصَلِّ صَلَاةً؟”. قال: “نَعَم” من الإصابة في تمييز الصحابة.
هذا الصحابي هو عمرو بن ثابت بن وقيش.. ويقال: أقيش.. بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري.. وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش. وأمّه بنت اليمان أخت حذيفة. وكان يلقب أصيرم.. واستُشهد بأحد.هكذا سماه ابن حجر في “الإصابة” (5801)..
وكان قبل إسلامه : يمنعه من الإسلام أن له مالا من الربا.. يخشى إن أسلم أن يضيع عليه.. وكره أن يسلم حتى يأخذه.. فلما كانت غزوة أحد.. قذف الله في قلبه الإسلام.. وجاء يسأل عن بني عمه.. وعن أناس من قومه.. فقيل له : إنهم خرجوا لقتال المشركين بأُحد.. فخرج للجهاد.. فرآه بعض المسلمين.. فقالوا له : إليك عنا.. فقال : إني آمنت.. ثم قاتل حتى أثبتته جراحه.. وأشرف على الموت.. فحملوه إلى قومه بني عبد الأشهل.. فسألوه عن سبب مجيئه أهو حمية لقومه.. أم غضب لله ورسوله ؟ فقال : بل غضب لله ورسوله.. ثم مات شهيدا.. ولم يصل لله صلاة واحدة.. ثم ذكروا أمره للنبي صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة قائلا : إنه لمن أهل الجنة..
رابعا.. وقد ورد أيضا في قصة إسلامه واستشهاده حديثان :
الأول : أخرجه أبو داود في “سننه” (2537).. والطبراني في “المعجم الكبير” (17/39).. وأبو نعيم في “معرفة الصحابة” (4965).. والحاكم في “المستدرك” (2533).. والبيهقي في “السنن الكبرى” (18543).. من طريق مُوسى بن إسماعيلَ.. قال حدَّثنا حمادٌ بن سلمة.. قال أخبرنا محمدُ بن عَمرِو.. عن أبي سَلَمةَ عن أبي هريرة:
( أن عَمرو بن أقَيْشٍ كان له رِباً في الجاهليةِ.. فكَره أن يُسلِمَ حتى يأخذَه.. فجاء يومَ أُحدٍ.. فقال: أين بنو عمّي؟ قالوا: بأُحدٍ.. قال: أين فلان؟ قالوا: بأُحدِ.. قال: فأين فلان؟ قالوا: بأُحدِ.. فلبس لأمَتَه.. وركبَ فرسَه.. ثم توجّه قِبَلَهم.. فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عَمرو.. قال: إني قد آمنتُ.. فقاتَلَ حتى جُرِحَ.. فحُمل إلى أهله جَريحاً.. فجاءه سعدُ بن مُعاذٍ فقال لأخته: سَليه: حَميَّةَ لقومك.. أَو غضباً لهم.. أم غضباً لله؟ فقال: بل غضباً لله ولِرسوله.. فماتَ.. فدخل الجنَة.. وما صلّى لله صلاةً ).. وإسناده حسن.. لأجل كلام يسير في محمد بن عمرو بن علقمة.. وحديثه من رتبة الحديث الحسن.. وقد حسنه الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (4/501).. وكذا حسنه الشيخ الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (2288)..
الحديث الثاني : أخرجه الإمام أحمد في “المسند” (23634).. وأبو نعيم في “معرفة الصحابة” (4964) من طريق ابْنِ إِسْحَاقَ.. قال حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.. عَنْ أَبِي سُفْيَانَ.. مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.. قَالَ: ( كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ: أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ..
نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.