في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 489 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي “سيف الله” 54
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 489 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 54
في الخلاف بين عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد.. نكمل..
وقال ابن كثير: وَذَكَرَ سَلَمَةُ.. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.. أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا عَزَلَ خَالِدًا لِكَلَامٍ بَلَغَهُ عَنْهُ.. وَلِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ.. وَمَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ فِي حَرْبِهِ.. فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ كَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ عَزَلَ خَالِدًا.. وَقَالَ: لَا يَلِي لِي عَمَلًا أَبَدًا.. وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنْ أَكْذَبَ خَالِدٌ نَفْسَهُ فَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ.. وَإِنْ لَمْ يُكْذِبْ نَفْسَهُ فَهُوَ مَعْزُولٌ.. فَانْزِعْ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ وَقَاسِمْهُ مَالَهُ نِصْفَيْنِ. فَلَمَّا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَلِكَ لِخَالِدٍ قَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَمْهِلْنِي حَتَّى أَسْتَشِيرَ أُخْتِي.. فَذَهَبَ إِلَى أُخْتِهِ فَاطِمَةَ.. وَكَانَتْ تَحْتَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.. فَاسْتَشَارَهَا فِي ذَلِكَ.. فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ عُمَرَ لَا يُحِبُّكَ أَبَدًا.. وَإِنَّهُ سَيَعْزِلُكَ وَإِنْ أَكْذَبْتَ نَفْسَكَ.. فَقَالَ لَهَا: صَدَقَتِ وَاللَّهِ.. فَقَاسَمَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ حَتَّى أَخَذَ إِحْدَى نَعْلَيْهِ وَتَرَكَ لَهُ الْآخَرَ.. وَخَالِدٌ يَقُولُ: سَمْعًا وَطَاعَةً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. انتهى..
وهذا الحديث لم نجد لهذا سنداً صحيحاً يعتمد عليه إنما هي مراسيل.. وروايات ضعيفة لا يعتمد على مثلها..
2- ومنها خشية افتتان الناس به؛ لكثرة الانتصارات والفتوحات التي حصلت على يديه..
قال أبو يوسف في كتابه “الخراج”: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَزَلَ خَالِدًا عَنِ الشَّامِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ؛ فَقَامَ خَالِدٌ فخاطب النَّاسَ؛ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَثْنِيَةً وَعَسَلا عَزَلَنِي وَآثَرَ بِهَا غَيْرِي.. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: اصْبِرْ أَيُّهَا الأَمِيرُ فَإِنَّهَا الْفِتْنَةُ؛ فَقَالَ خَالِدٌ: أَمَا وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلا..
قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ مَا قَالَ خَالِدٌ قَالَ: أَمَا لأَنْزِعَنَّ خَالِدًا حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ دِينَهُ.. لَيْسَ هُوَ..
وأخرج ابن جرير في تاريخه من طريق سيف قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ.. عَنْ أَبِيهِ.. عَنْ عَدِيِّ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى الْأَمْصَارِ: إِنِّي لَمْ أَعْزِلْ خَالِدًا عَنْ سخْطَةٍ وَلَا خِيَانَةٍ.. وَلَكِنَّ النَّاسَ فُتِنُوا بِهِ.. فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الصَّانِعُ.. ثُمَّ رَوَاهُ سَيْفٌ عَنْ مُبَشِّرٍعَنْ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ عَلَى عُمَرَ.. فَذَكَرَ مِثْلَهُ..
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : وَرَوَى سَيْفٌ وَغَيْرُهُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ حِينَ عَزَلَ خَالِدًا عَنِ الشَّامِ.. وَالْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ عَنِ الْعِرَاقِ. إِنَّمَا عَزَلْتُهُمَا لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ نَصَرَ الدِّينَ لَا يَنْصُرُهُمَا.. وَأَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا..
وهي روايات ضعيفة أيضاً.. فقد وردت بأسانيد شديدة الضعف..
3- ومنها للتوازن بين حزم عمر ولين أبي عبيدة البديل عن خالد بن الوليد كون عمر وخالد يشتركان في الحزم..
وهذه قيلت اجتهاداً بناء على ما ذكر من وصف الصحابة الأربعة.. فلم نجد لها رواية خاصة بذلك تؤيدها.. ولا عبرة بالاجتهاد مع ورود النص عن عمر رضي الله عنه.. كما سيأتي.. وخصوصاً أنه ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه أنه ولى أبا عبيدة وخالد بن الوليد.. ووردت روايات تدل على أنه قدم خالداً لخبرته في المعارك والحروب أكثر من أبي عبيدة. والله أعلم
4- ومنها أن ذلك بسبب الاختلاف بينهما في الاجتهاد في كيفية قسمة الأموال..
قال ابن كثير في البداية: وَقَدْ حَكَى مَالِكٌ.. عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: اكْتُبْ إِلَى خَالِدٍ أَنْ لَا يُعْطِيَ شَاةً وَلَا بَعِيرًا إِلَّا بِأَمْرِكَ. فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدٍ بِذَلِكَ.. فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: إِمَّا أَنْ تَدَعَنِي وَعَمَلِي.. وَإِلَّا فَشَأْنَكَ بِعَمَلِكَ. فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ بِعَزْلِهِ.. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ يُجْزِي عَنِّي جَزَاةَ خَالِدٍ؟ قَالَ عُمَرُ: أَنَا. قَالَ: فَأَنْتَ. فَتَجَهَّزَ عُمَرُ حَتَّى أُنِيخَتِ الظَّهْرُ فِي الدَّارِ.. ثُمَّ جَاءَ الصَّحَابَةُ فَأَشَارُوا عَلَى الصِّدِّيقِ بِإِبْقَاءِ عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ وَإِبْقَاءِ خَالِدٍ بِالشَّامِ.. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ كَتَبَ إِلَى خَالِدٍ بِذَلِكَ.. فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ.. فَعَزَلَهُ.. وَقَالَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَرَانِيَ آمُرُ أَبَا بَكْرٍ بِشَيْءٍ لَا أُنْفِذُهُ أَنَا.. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي ” التَّارِيخِ “.. وَغَيْرِهِ.. مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ.. عَنْ نَاشِرَةَ بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَعْتَذِرُ إِلَى النَّاسِ بِالْجَابِيَةِ مِنْ عَزْلِ خَالِدٍ.. فَقَالَ: أَمَرْتُهُ أَنْ يَحْبِسَ هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ.. فَأَعْطَاهُ ذَا الْبَأْسِ.. وَذَا الشَّرَفِ وَاللِّسَانِ.. وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ.. فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: مَا اعْتَذَرْتَ يَا عُمَرُ.. لَقَدْ نَزَعْتَ عَامِلًا اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ.. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَوَضَعْتَ لِوَاءً رَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ.. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَأَغْمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ.. وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ.. وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ.. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ.. حَدِيثُ السِّنِّ.. مُغْضَبٌ فِي ابْنِ عَمِّكَ..
.. أنظر كيف يخاطب الناس عمر بن الخطاب.. وانظر لصراحته في مواجهتهم.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.