في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 491 “خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي “سيف الله” 56
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 491 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 56
- إستكمال الفتوحات الإسلامية بعد اليرموك.. الوصول شمالا حتى أنطاكية..
تقول دائرة المعارف الإسلامية.. يروي بعض المؤرخين أنه لما انتهت معركة اليرموك.. تفرقت الجيوش الإسلامية.. فتوجه كلٌ إلى وجهته التي كان أبو بكر الصديق قد وجهه إليها.. فتوجه خالد مع أبي عبيدة إلى دمشق ففتحوها بعد حاصروها وصالحوا أهلها على الجزية. وبينما هم هناك إذ أقبل رسول يحمل خبر وفاة أبي بكر وتولي عمر بن الخطاب الخلافة.. ومعه كتاب إلى أبي عبيدة يولّيه إمارة الجيش ويعزل خالدا.. إلا أنه ظل تحت قيادة أبي عبيدة.. كأحد قادته. وبعد أن إطمأن أبو عبيدة إلى مقام المسلمين.. تقدم بقواته ومعه خالد إلى فحل.. وقد كان قد أرسل بعض جنده لحصارها خلال محاصرته لدمشق.. فهزم حاميتها ومن لجأ إليهم من جند الروم الفارين من أجنادين.. وقد أظهر خالد بن الوليد وضرار بن الأزور يوم فحل بطولات ذكرها لهم المؤرخون.. أي أنهم جعلوا هذه الفتوحات بعد معركة اليرموك زمنيا.. والقائد هنا هو أبو عبيدة بن الجراح.. - في فتح حمص وحماة واللاذقية.. تقول دائرة المعارف.. أنه كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره بفتح حمص.. فانتهز هرقل قيصر الروم انشغال المسلمين في فحل.. فأرسل جيشًا بقيادة توذر (تيودوروس) لاستعادة دمشق. وبينما كان جيش المسلمين في طريقهم إلى حمص.. التقى الجيش البيزنطي في منتصف الطريق في مرج الروم خلال الليل.. فأرسل توذر نصف جيشه إلى دمشق لشن هجوم مفاجئ على حامية المسلمين.. وفي الصباح.. وجد المسلمون أن جيش الروم قد قلّ عدده.. فتوقع خالد أن يكون الروم قد وجهوا جزءاً من جيشهم لمهاجمة دمشق.. فاستأذن خالد أبا عبيدة.. وانطلق في فرقة من الفرسان ليدرك جيش الروم المتوجّه لدمشق.. واستطاع خالد أن يهزم هذا الجيش الرومي بعدما حصر الروم بين قوات خالد وحامية المدينة.. عاد خالد لينضم لقوات أبي عبيدة.. وحاصر معه حمص إلى أن سلّم أهلها طالبين الصلح.. فصالحهم أبو عبيدة على شروط وخراج صلح دمشق.. ثم سلمت حماة واللاذقية وعلى نفس الشروط..
- في فتح القدس.. واجه عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة صعوبات في مواجهة الروم في فلسطين وجنوب الشام.. لذا أرسلا إلى عمر فأمر أبا عبيدة وخالد بالتوجه إليهم للدعم.. واستطاعت قوات المسلمين تطهير البلاد ثم توجهوا إلى القدس آخر المعاقل البيزنطية في جنوب الشام.. التي فرّ إليها العديد من الناجين من معركة اليرموك.. وحاصروها.. لم تقبل المدينة بالتسليم.. إلا للخليفة شخصيًا.. فذهب عمر بن الخطاب ومعه غلامه فقط وتسلم مفتاح المدينة بعد أن أعطى أهلها والقسسة والرهبان الأمان.. أنظر ترجمة عمر..
- في معركة قنسرين.. يروى أنه بعد فتح القدس.. توجه جيش أبو عبيدة وخالد.. لاستكمال فتح شمال الشام.. ووجه أبو عبيدة خالد إلى قنسرين.. المدينة منيعة الحصون.. فوجد بها جيشًا روميًا عظيمًا.. فقاتلهم خالد بن الوليد وهزمهم في معركة قنسرين.. وفرّت الفلول لتتحصن بالمدينة طالبين الصلح كصلح حمص.. إلا أن خالد رفض ورأى أن يعاقبهم لمقاومتهم للمسلمين..
*في فتح حلب وأنطاكية.. لحق جيش أبوعبيدة بن الجراح بقوات خالد بن الوليد في قنسرين بعد فتحها ليتابعا زحفهما إلى حلب.. حيث استطاعا فتحها أيضا.. وكان الهدف التالي للمسلمين أنطاكية عاصمة الجزء الآسيوي من الإمبراطورية البيزنطية. وقبل أن يسيروا إليها.. قرر أبو عبيدة وخالد عزل المدينة عن الأناضول.. بالاستيلاء على جميع القلاع التي قد توفر الدعم الاستراتيجي إلى أنطاكية.. وأهمها أعزاز في الشمال الشرقي من أنطاكية. وقد خاض الروم المدافعون عن أنطاكية معركة يائسة مع جيش المسلمين خارج المدينة بالقرب من نهر العاصي.. لكنها انتهت بهزيمتهم.. وتراجعهم إلى أنطاكية.. فحاصرها المسلمون. فقد الروم الأمل في وصول المدد من الإمبراطور.. فاستسلمت أنطاكية على أن يُسمح لجند الروم بالمرور إلى القسطنطينية بأمان.. فوجّه أبو عبيدة خالد شمالاً.. بينما توجّه جنوبًا وفتح اللاذقية وجبلة وطرطوس والمناطق الساحلية الغربية من سلسلة جبال لبنان الشرقية. استولى خالد على الأراضي حتى “نهر كيزيل” في الأناضول. قبل وصول المسلمين إلى أنطاكية.. كان الإمبراطور هرقل قد غادرها إلى الرها.. لترتيب الدفاعات اللازمة في بلاد ما بين النهرين وأرمينيا.. ثم غادرها متوجها إلى عاصمته القسطنطينية. وفي طريقه إلى القسطنطينية.. نجا بصعوبة من قبضة خالد الذي كان في طريقه منصرفًا من حصار مرعش إلى منبج.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.