في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 495 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي “سيف الله” 60
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 495 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 60
- في وثائق عزل خالد بن الوليد.. لو ترك عمر العنان لخالد.. لدك خالد أبواب القسطنطينية..
- في أبي عبيدة يتكتم الأمر.. نكمل..
- تكتم أبوعبيدة الخبر وبقي الأمر على ما هو عليه.. على الرغم من أنه فيه مخالفة لأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تغييره لأمير جيش المسلمين.. ويبدو من الرسالة أيضًا أنه كان يريد أن يبلغ المسلمين بوفاة أبي بكر.. لأن ذلك التغيير الذي وضعه عمر يقتضي أنه هو الذي أصبح خليفة المسلمين..
- ولكن أبا عبيدة -لخوفه رضي الله عنه على معنويات المسلمين-لم يرد أن يعلن هذا الأمر لهم.. فاستبقى الأمر على ما هو عليه تحت إمرة “خير أمير” كما يرى.. وهو خالد بن الوليد رضي الله عنه.. فيرجع يرفأ الذي علم أن أبا عبيدة لم يخبر الناس بوفاة أبي بكر.. ولم يغير إِمْرَةَ الجيوش.. فأخبر عمر بن الخطاب بذلك.. فأرسل عمر بن الخطاب رسالتين..
الأولى: يرد فيها على رسالة معاذ بن جبل وأبي عبيدة في رسالتهما إليه..
والثانية إلى أبي عبيدة خاصةً يقول له فيها: من عبد الله عمر.. إلى أبي عبيدة بن الجراح.. سلامٌ عليك.. فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو.. وأصلي على نبيه محمد رضي الله عنه.. وبعد.. فقد وليتك أمور المسلمين.. فلا تستحي فإن الله لا يستحي من الحق.. وإني أوصيك بتقوى الله الذي أخرجك من الكفر إلى الإيمان.. ومن الضلال إلى الهدى.. وقد استعملتك على جند خالد.. فاقبض جنده.. واعزله عن إمارته.. - وكانت هذه الرسالة في 26 من رجب عام 13هـ.. وأُسْقِطَ في يد أبي عبيدة بن الجراح أمين الأمة.. فلم يكن راضيًا عن نزع خالد عن إمرة الجيش.. لما يرى له من بأس على الكفار ورحمة على المسلمين ولمقدرته على القيادة.. وخبرته بأمور القتال. فيطلب معاذ بن جبل رضي الله عنه.. ويستشير بعض المسلمين.. ويتداول المسلمون الأمر فيما بينهم.. حتى يصل الأمر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه..
(ننقل من تاريخ دمشق: فأقبل حتى دخل على أبي عبيدة فقال: يغفر الله لك يا أبا عبيدة؛ أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية؛ فلم تُعْلِمْني وأنت تصلِّي خلفي والسلطان سلطانك).. (لأن الصلاة تكون للأمير.. أو الوالي على المسلمين.. حتى وإن كان مَنْ خلفه أقرأ منه.. وكان هذا فقط ما أقلق خالدًا رضي الله عنه..
فقال أبو عبيدة: وأنت يغفر الله لك.. والله ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري.. وما كنت لأكسر عليك حربك حتى ينقضي ذلك كله.. ثم قد كنت أُعْلِمُكَ بعد ذلك.. وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل.. وإنَّ ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع.. وإنما نحن إخوان وقُوَّام بأمر الله سبحانه وتعالى.. وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه.. بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة إلا من عصم الله سبحانه وتعالى وقليل ما هم.. - وهكذا.. لم يعلق خالد على مسألة عزله.. وتولَّى أبو عبيدة بن الجراح إمرة جيوش المسلمين في الشام..
ومن جهة أخرى تجلت عظمة تربية المدرسة المحمدية في خالد بن الوليد في طاعته لأمر خليفة المسلمين.. فبمجرد أن علم بأمر عزله.. قال: “الحمد لله الذي ولَّى عمر بن الخطاب.. وقد كان أبو بكر أحب لديَّ من عمر بن الخطاب.. فالحمد لله الذي ولَّى عمر.. ثم ألزمني حبه”, فمنذ هذه اللحظة أصبح يحب عمر بن الخطاب.. وليس فقط يطيعه.. ولم يعترض أحد على ما قرره الخليفة من عزل خالد.. كما لم نسمع عن اعتراض على توليته على الجيوش.. وقد كان أبو عبيدة أميرًا عليها.. فلا فرق لدى المسلمين.. فهم تحت أي إمرة يعملون.. وفي أي صف يشاركون.. وإنما هدفهم رضا الله سبحانه وتعالى.. والجهاد في سبيله. وهذا يوضح لنا أنه لا يمكن أن يعود الإسلام من جديد إلا بجماعة من المسلمين متحابين مترابطين.. - في تحقيق مواعيد المعارك..
يرى موقع قصة الإسلام أنه كان للأستاذ أحمد عادل كمال بحث من أروع ما كُتِبَ في هذا المجال..
وقد رجح فيه بعد الكثير من التقصي.. والتحقيق.. أن أول موقعة كانت أجنادين -كما ذكرنا- وكان فتح دمشق بعدها (14هـ).. وكانت اليرموك عام 15هـ.. وعلى ذلك يكون توقيت هذه الرسالة بعد موقعة أجنادين.. لأن أبا بكر تُوُفي بعدها بنحو 20 يومًا.. ومعروف عند المؤرخين جميعًا أن أول قرارات عمر كان عزل خالد بن الوليد رضي الله عنهما.. أي أن ذلك بعد أجنادين مباشرة.. في حصار دمشق هذا (13هـ).. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. أقدم صورة فوتوغرافية للحرم المكي.. 1887 ميلادية
التعليقات مغلقة.