في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 500 .. ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي.. “الفرار إلى الله”- 1
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 500 .. ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي.. “الفرار إلى الله”- 1
هذه.. وبكل تواضع.. الحلقة رقم (500).. أهديها إلى دكتورة ريهان القمري.. وإلى شقيقي محمد كمال سالم.. وإلى كل أحباب “على باب مصر”.. الشركاء في العمل.. ولا أخفيكم فرحتي بها.. فعندما بدأتها لم أكن أتصور أني قادر على بلوغ.. الحلقة العاشرة..
أولا.. في نسبه.. مقدمه..
عِكْرِمَة بن أبي جهل واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.. حسب الطبقات الكبير.. ((عِكْرمة بن أبي جهل.. واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ المخزوميّ)) حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
((كنية عكرمة ـــ هو عثمان)) حسب أسد الغابة.. و((أمه أم مجالد بنت يَرْبوُع مِنْ بني هلال بن عَامر.)) حسب الطبقات الكبير.. ويقال أنه انقرض عقب أَبي جهل إِلا من بناته.. حسب أسد الغابة..
كان عمرو بن هشام يُكْنى أبا الحكم.. فكناه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبا جهل.. فذهبت أبدا.. حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
عكرمة بن أبي جهل مؤمن وصحابي جليل وإن كان أبوه هو رأس الكفر الذي دبر لمقتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة.. نشأ عكرمة في بيت من بيوت قريش الكبيرة وكان والده أبو جهل عمرو بن هشام حين بُعث محمدٌ بالرسالة من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم..
ثانيا.. عكرمة في الجاهلية..
كان عكرمة في بداية الأمر يحذو أبيه في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وازدادت عداوة عكرمة للإسلام والمسلمين حين قتل أباه في غزوة بدر أمام عينيه.. وكان أبو جهل يتغنى ويذبح الجزور ويشرب الخمور وهو يمني نفسه وقومه بالقضاء على المسلمين ولكنه قتل في هذه الموقعة..
وعاد عكرمة من غزوة بدر وقد ازدادت عداوته للإسلام.. وأخذ يحث الناس ويحرضهم على الأخذ بثأر من قتلوا في بدر..
فلما كان يوم أحد خرج فيمن خرج ومعه زوجته أم حكيم مع النساء ليضربن لهم على الدفوف تثبيتاً لهم في مواجهة المسلمين.. وكان خالد بن الوليد لم يسلم بعد.. فكان على جيش الكفار خالد على ميمنة الجيش وعكرمة بن أبي جهل على الميسرة وكانت موقعة أحد.. وكاد النصر أن يكون حليف المسلمين لولا أن أخطأ الرماة ولم يستمعوا لنصح النبي لهم فتركوا الجبل بحثاً عن الغنائم, فانقض خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل على المسلمين فقتلوا منهم سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وعاد المشركون إلى مكة وهم يقولون:((اليوم بيوم بدر))..
وفي غزوة الخندق.. وعندما وجدوا الخندق ضربوا الحصار على المسلمين.. وهم يحاولون الوصول إلى المدينة.. فأخذ عكرمة وعمر بن عبد ود وضرار بن الخطاب ومعهم بعض المشركين فأحدثوا ثغرة في الخندق فخرج إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. ومعه نفر من المسلمين.. وقتل علي بن أبي طالب عمرو ين ود وكان يلقب بفارس العرب.. وفر الباقون وترك عكرمة رمحه وفر..
ثالثا.. ما كان في فتح مكة وفرار عكرمة..
روى النسائي أنه.. يوم فنح مكة.. أمن الرسول صلى الله عليه وسلم كل الناس إلا أربعة نفر وامرأتين.. ففر عكرمة وركب البحر.. فرأى آية بعينيه.. فقد جاء إعصار مهلك.. فجعل من على الصّوارِي يدعون الله ويُوَحِّدُونَه.. فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله. قال: فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه.. فارجعوا بنا فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم ههنا شيئاً.. فقال عكرمة:((اللهم إن لك عليَّ عهداً إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً فأسلم وإنه لعفو كريم))..
رابعا.. قي إسلامه رضي الله عنه..
أخبرنا محمد بن عمر بروايته عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم فتح مكة.. هرب عِكْرِمة بن أبي جَهل إلى اليمن.. وخاف أن يقتله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عَقْل.. وكانت قد اتبعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فجاءت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقالت: إن ابن عَمِّي عِكْرِمَة بن عمرو قد هرب منك إلى اليمن.. وخاف أن تقتله فأمنه.. فقال.. “قد أمنته بأمان الله.. فمن لقيه فلا يعرض له”.. فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل تِهَامَة.. وقد ركب البحر..
فجعلت تلوح إليه وتقول: يا ابن عمي جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وأخير الناس.. فلا تهلك نفسك.. وقد استأمنتُ لك منه فأمنك.. فقال: أنتِ فعلتِ ذلك؟ قالت: نعم.. أنا كلّمته فأمنك..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.