في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 501 “عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي” “الفرار إلى الله” 2
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 501 .. ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي.. “الفرار إلى الله”
رابعا.. في إسلامه رضي الله عنه.. نكمل..
نذكر أنه لما فتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكة هَرب منها ولحق باليمن.. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما سار إِلى مكة أَمر بقتل عكرمة ونفر معه. أَخبرنا أَبو الفضل الفقيه المخزومي بإِسناده إِلى أَبي يعلى قال: حدّثنا أَبو بكر بن أَبي شيبة.. حدّثنا أَحمد بن المفضل.. حدّثنا أَسباط بن نصر قال: زعم السُّدِّي.. عن مصعب ابن سعد.. عن أَبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الناس إِلا أَربعة نفر وامرأَتين.. وقال: “اقتلوهم وإِن وجدتموهم متعلقين بأَستار الكعبة”: عكرمة بن أَبي جهل.. وعبد اللّه بن خطل.. ومقيس بن صُبَابة وعبد اللّه بن سعد بن أَبي سرْح..
- فأَما ابن خطل فأُدرك وهو متعلق بأَستار الكعبة.. فاستبق إِليه سعيد بن حُرَيث وعمار بن ياسر.. فسبق سعيد عمارًا ـــ وكان أَثبت الرجلين ـــ فقتله.. وأَما مقيس ابن صُبَابة فأَدركه الناس في السوق فقتلوه..
- وأَما عبد اللّه بن سعد فإِنه اختفى عند عثمان بن عفان.. فلما دعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الناس للبيعة.. جاءَ به حتى وقفه على النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله.. بَايعْ عَبْدَ الْلَّهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ.. فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا.. ثُمَّ بَايَعَهُ بَعْدَ الْثَّلَاثِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: “أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ فَيَقُومَ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ مُبَايَعَتِهِ فَيَقْتُلَهُ…. الحديث”
وأَما عكرمة فركب البحر كما تقدم.. فأَصابتهم عاصفة.. فقال عكرمة: إِن لم ينجني في البحر إلا خلاص ما ينجيني في البر غيره.. اللهم لك عليّ عهد إِن أَنت عافيتني مما أَنا فيه أَن آتي محمدًا حتى أَضع يدي في يده.. فَلأَجدنَّه عفوًّا كريمًا.. وأنظر من كان شديد العداوة لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ.. وَتقول العرب مَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَلَمَ! ومن كان فارِسًا مَشْهُورًا.. كان يرتعد.. - قالت له زوجته.. “إن رسول الله قد أمنك”.. فراح يتأكد منها.. فرجع معها.. فلما دنا من مكة.. قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. لأصحابه: “يأتيكم عِكْرِمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا.. فلا تسبوا أباه فإن سَبّ الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت”.. قال: فقدم فانتهى إلى باب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وزوجته معه منتقبة.. قالت زوجة عكرمة: فاستأذنت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فدخلت فأخبرت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بقدوم عِكرمة فاستبشرَ ووثَبَ قائمًا على رِجليه وما على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رداء.. فرحًا بِعِكرمة.. وقال: “أَدخليه”.. فدخل.. فقال: يا محمد.. صلى الله عليه وسلم.. إن هذه أخبرتني أنك أمنتني.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “صَدَقَت فأنتَ آمن”..
قال عِكْرِمة: فقلت: أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنكَ عبدُ الله ورسوله.. وقلت: أنت أَبرّ الناس وأصْدَق الناس وأَوْفَى الناس.. أقول ذلك وإني لمطأطىء الرأس استحياءً منه.. ثم قلتُ: يا رسول الله.. استغِفر لي كل عداوة عاديتكها أو مركب أوضعت فيه أريد به إظهار الشَّرك..
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لِعِكْرِمة كل عداوة عادانيها أو منطق تكلم به أو مركب أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك”.. فقلت: يا رسول الله.. مُرْنِي بخير ما تعلم فأعلمه..
قال: “قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وجاهِد في سبيله”.. - ثم قال عِكرمة: أما والله يا رسول الله لا أَدَعُ نفقةً كنتُ أنفقها في صَدٍّ عن سبيل الله إِلاّ أنفقتُ ضِعْفَها في سبيل الله.. ولا قِتالًا كنتُ أقاتِل في صَدٍّ عن سبيل الله إلا أَبَليتُ ضعفه في سبيل الله.. حسب الطبقات الكبير..
خامسا.. ما كان من عكرمة بعد أن أسلم..
قال الراوي: أخبرنا سليمان بن حَرْب عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَة: أن عِكْرِمَةَ بن أبي جهل كان إذا اجتهد في اليمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر.. وقال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب.. عن ابن أَبِي مُلَيْكَة: أن عِكْرِمَةَ بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي..كتاب ربي.. من الطبقات الكبير.. عن أُم سلمة زوج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم “رَأَيْتُ لِأَبِي جَهْلٍ عِذْقًا فِي الْجَنَّةِ”. فَلَمَّا أَسْلَمَ عَكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، هَذَا هُو.. أسد الغابة.
- أَخبرنا مصعب بن سعد، عن عكرمة بن أَبي جهل قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَوْمَ جِئْتُهُ: “مَرْحَبًا بِالْرَّاكِبِ الْمُهَاجِر” حسب رواية أسد الغابة..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.