في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 506 ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي ” إخنلاف التراجم” 7
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 506 .. ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي.. ” إخنلاف التراجم”-7
عاشرا.. بعض الخلاف بين التراجم فيه.. نكمل..
- عند ابن عبد البر – الاستيعاب في معرفة الصحابة.. نكمل..
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ.. قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي.. عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ.. قَالَ: (اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ.. وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ.. وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو.. وَأَتَوْا بِمَاءٍ وَهُمْ صَرْعَى.. فَتَدَافَعُوهُ.. كُلَّمَا دُفِعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ: اسْقِ فُلانًا حَتَّى مَاتُوا وَلَمْ يَشْرَبُوهُ. قال: طلب عكرمة الماء.. فنظر إِلَى سهيل ينظر إِلَيْهِ.. فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ.. فنظر سهيل إِلَى الْحَارِث ينظر إِلَيْهِ.. فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ.. فلم يصل إِلَيْهِ حَتَّى ماتوا) ..
وأنه ذكر هَذَا الخبر مُحَمَّد بْن سعد.. عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ.. قَالَ: (حَدَّثَنِي أَبُو يُونُس القشيري.. قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت.. فذكر القصة إلا أَنَّهُ جعل مكان سهيل بْن عَمْرو عَيَّاش بْن أبى ربيعة.. وفي ذلك قال محمد ابن سَعْد: فذكرت هَذَا الحديث لمحمد بْن عُمَر فأنكره.. وَقَالَ: هَذَا وهم.. وقد روينا عَنْ أصحابنا من أهل العلم والسيرة- أن عكرمة بْن أَبِي جهل قتل يَوْم أجنادين شهيدا فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. لا خلاف بينهم في ذلك) .. إنهم مختلفون أيضا هنا..
وفي رواية.. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ.. عَنْ أَبِيهِ.. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.. عن بقي.. قال: حدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ.. أَبُو أُسَامَةَ.. عَنِ الأَعْمَشِ.. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.. قَالَ: ( لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.. وَاللَّهِ لا أَنْزِلُ مَقَامًا قُمْتُهُ لأَصُدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا قُمْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى.. ولا أترك نفقة أنفقها لأَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) .. وفي نص الحديث اتفاق بين الرواة..
وقَالَ: ( فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَرْمُوكِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا.. فَقُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.. فَوُجِدَ بِهِ بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية) .. متفق عليه أيضا..
ومقتطف عن ترجمة الراوي ابن الأثير – في أسد الغابة.. - عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي وأمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بْن عَامِر.. ولما فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة هرب منها.. ولحق باليمن.. وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى فتح مكَّة أمر بقتل عكرمة.. ونفر معه..
- والرواية.. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ.. بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى.. حتى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.. عَنْ أَبِيهِ.. قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ.. إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ.. وَقَالَ: ” اقْتُلُوهُمْ.. وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ.. وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطْلٍ.. وَمِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ.. وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ “.. فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ.. فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ.. وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.. فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا.. وَكَانَ أَثْبَتَ الرَّجُلَيْنِ.. فَقَتَلَهُ.. وَأَمَّا مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ.. فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ..
وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ.. فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا.. فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَهُنَا.. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي الْبَحْرِ إِلا الإِخْلاصُ مَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ.. اللَّهُمَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدٌ.. إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ.. فَلأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا.. قَالَ: فَجَاءَ فَأَسْلَمَ.. وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ.. فَإِنَّهُ اخْتَفَى عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.. فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس لِلْبَيْعَةِ.. جَاءَ بِهِ حَتَّى وَقَّفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.. بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ.. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ.. فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا.. ثُمَّ بَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاثِ.. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ.. فَقَالَ:
” أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ.. فَيَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ مُبَايَعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ “ - وَقِيلَ: إِنَّ زَوْجَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ عَمِّهِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.. سَارَتْ إِلَيْهِ.. وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِأَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ.. فَرَدَّتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ.. وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ.. وَلَمَّا رَجَعَ قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَنَقَهُ.. وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ.. وَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ.. يَقُولُونَ: هَذَا ابْنُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَهْلٍ! فَسَاءَهُ ذَلِكَ.. فَشَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: ” لا تَسُبُّوا أَبَاهُ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ “.. وَنَهَاهُمْ أَنْ يَقُولُوا: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ.. وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ.. فَمَا أَحْسَنَ هَذَا الْخُلُقَ.. وَأَعْظَمَهُ.. وَأَشْرَفَهُ.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.