في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 508 ” صفوان بن أمية بن خلف ” ” قد أمنته “

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 508 .. ” صفوان بن أمية بن خلف “.. ” قد أمنته..”

أولا.. في نسبه.. مقدمة..

• في الجاهليه.. كان صفوان من كبراء قريش.. وكان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية.. ووصله لهم الإسلام من عشر بطون.. شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش..
• وفي الدعوة كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو.. فنزلت الآية الكريمة.. قال الله تعالى: (( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ))[ آل عمران: 128] فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم كلهم..
• كان صفوان ابن أعتى أعداء الإسلام.. وكان مثل أبيه.. ورغم ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “قَدْ أَمَّنْتُهُ”.. ولم يكن قد أسلم بعد.. فهل روى لنا التاريخ أخلاقا مثل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إسمع قول الشاعر..
  مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الْأَعْرَابِ وَالْعَجَمْ مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
  مُحَمَّدٌ بَاسِطُ الْمَعْرُوفِ جَامِعُهُ مُحَمَّدٌ صَاحِبُ الْإِحْسَانِ وَالْكَرَمِ.. .. صلى الله عليه وسلم..
• هو صفوان بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح.. القرشي الجمحي.. بلا خلاف في نسبه..
• وأمه صفية بنت معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح.. جمحية أيضًا.. يكنى أبا وهب.. وقيل: أَبُو أمية.. لكن أحب كنية له ما قال ابن شهاب: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لصفوان: أنزل أبا وهب.. وروى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ.. أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: أبا أمية..
• لَهُ صَحبه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَاتَ بِمَكَّة فِي أول ولَايَة مُعَاوِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.. وَكَانَ مِمَّن أسلم بعد الْفَتْح.. ويقال أنه يعتبر أحيانا من المؤلفة قلوبهم..
  ثانيا.. في إسلام صفوان بن أمية..
• قتل أبوه أمية بْن خلف يَوْم بدر كافرًا.. ولما فتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة.. هرب صفوان بْن أمية إِلَى جدة.. فأتى عمير بْن وهب بْن خلف.. وهو ابن عم صفوان.. إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه ابنه وهب بْن عمير.. فطلبا له أمانًا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمنه.. وبعث إليه بردائه.. أو ببردة له.. وقيل: بعمامته التي دخل بها مكة أمانًا له.. فأدركه وهب بْن عمير.. فرجع معه صفوان يتوجس خيفة..
• فوقف صفوان عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وناداه في جماعة من الناس: يا مُحَمَّد.. إن هذا وهب بْن عمير.. وكان صديقا له.. يزعم أنك أمنتني عَلَى أن لي مسير شهرين.. أي أن له أن يختار إما الإسلام وإما أن يظل على كفره.. فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” انزل أبا وهب”.. فقال: لا.. حتى تبين لي.. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” انزل ولك مسير أربعة أشهر “.. فنزل..
• لمّا فرّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم حُنَين، رأى صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ، فأدام النظر إليه، ورسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- يَرْمُقُـهُ فقال: { يا أبا وهب يُعْجِبُـكَ هذا الشّعْبُ ؟}.. قال: { نعم }.. قال: { هو لك وما فيه }.. فقال صفوان..(ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ )..
• وفي رواية.. فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له: { يا نبي الله.. إن صفوان بن أمية سيد قومه.. وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر.. فأمِّـنه صلى الله عليك }.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { هو آمن }.. قال: { يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك }.. فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة.. فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال: { يا صفوان فِداك أبي وأمي.. الله الله في نفسك أن تُهلكها.. هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به }..
  قال له صفوان: { وَيْحَك.. اغْرُب عني فلا تكلمني }..
  قال: { أيْ صفوان فداك أبي وأمي.. إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس.. وأحلـم الناس وخيـر الناس.. عِزَّه عِزَّك.. وشَرَفه شَرَفـك }.. فقال: { إنـي أخاف على نفسـي }.. قال: { هو أحلم من ذاك وأكرم }.. فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم: { إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي }.. قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: { صـدق }.. قال صفـوان: { فاجعلني فيها بالخيار شهريـن }.. فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أنت بالخيار فيه أربعة أشهر }.. وفي الرواية: بعدها أسلم صفوان.. .. أراكم غدا إن شاء الله