في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 509 ” صفوان بن أمية بن خلف ” ” مؤامرة قتل النبي صلى الله عليه وسلم” 2

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 509 .. ” صفوان بن أمية بن خلف “.. ” مؤامرة قتل النبي.. صلى الله عليه وسلم” – 2

ثالثا.. في محاولة صفوان الهجرة..

أسلم صفوان في مكانه.. وأقام بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة..
فقيل له: { لا إسلام لمن لا هجرة له }.. فقدم المدينة فنزل على العباس.. فقال صلى الله عليه وسلم: { ذاك أبرَّ قريش بقريش.. ارجع أبا وهب.. فإنه لا هجرة بعد الفتح.. ومن لأباطحِ مكة ؟!} فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها.. وفي الرواية:
نزل صفوان على العباس بن عبد المطلب.. فذكر ذلك لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لا هجرة بعد الفتح “.. وقال له: ” عَلَى من نزلت؟ “.. فقال: عَلَى العباس.. فقال: ” نزلت عَلَى أشد قريش لقريش حبًا “.. ثم قال له: ” ارجع أبا وهب إِلَى أباطح مكة.. فقروا عَلَى سكناتكم “..

رابعا.. في رد العطاء له رضي الله عنه..

سار ابن أمية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حنين.. واستعار منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلاحًا.. فقال: طوعًا أو كرهًا.؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “بل طوعًا عارية مضمونة”.. فأعاره..
ولم يكن قد أسلم بعد.. فهو شهد حنينًا كافرًا.. فلما انهزم المسلمون في البداية قال كلدة بْن الحنبل.. وهو أخو صفوان لأمه: ألا بطل السحر! فقال صفوان: اسكت.. فض اللَّه فاك.. فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.. يعني عوف بْن مالك النضري.. فلما عادوا وظفروا المسلمون أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأجزل عن يَوْم حنين..
وفي الرواية أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ.. وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ.. عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ.. قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ الْخَلالُ.. حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ.. عن ابْنِ الْمُبَارَكِ.. عن يُونُسَ.. عن الزُّهْرِيّ.. عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.. عن صَفْوَانَ.. أَنَّهُ قَالَ: أَعْطَانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.. وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ.. فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ “..
واستمر العطاء.. حتى أنه لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء في خلافته أعطى صفوان.. وذلك سنة (15 هـ).. فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ.. ومن بعدهم إلى الفتح.. وأعطاه عمر في أهل الفتح أقلَّ مما أخذ من كان قبله.. فأبَى أن يقبله وقال: { يا أمير المؤمنين.. لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد.. ولستُ آخذاً أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني.. أو من هو مثلي ؟}.. فقال عمر: { أنّما أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب }.. قال: { فنعم إذن }.. أو قيل: فأخذ وقال: { أهل ذاكَ هُمْ }..

خامسا.. في صفات وكرم صفوان..

وكان من أفصح قريش.. وكان جوادا.. فكان من أشراف قريش في الجاهلية وفي الإسلام.. قال أبو عبيدة: إن صفوان (قنطر في الجاهلية.. وقنطر أبوه) أي صار له قنطار ذهبا.. ويذكر لصفوان بن أمية وكان أحد المطعمين.. فكان يقال له: “سداد البطحاء”…. قيل: لم يجتمع لقوم أن يكون منهم مطعمون خمسة إلا لعمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن أمية بْن خلف.. أطعم خلف.. وأمية.. وصفوان.. وعبد اللَّه.. وعمرو.. وقال معاوية يومًا: من يطعم بمكة؟ فقالوا: عَبْد اللَّهِ بْن صفوان.. فقال: بخ بخ.. تلك نار لا تطفأ..

سادسا.. في صفوان الفارس في الجاهلية وفي الإسلام..

كان ممن التف حول ظهر المسلمين في أحد هو وخالد بن الوليد رضي الله عنه.. واشترك اشتراكا كبيرا في قتل سبعين من شهداء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.. واشترك أيضا في غزوة الأحزاب.. بل كان من الذين شاركوا في عملية القتال في داخل مكة المكرمة..
بل إن صفوان بن أمية قبل ذلك دبر محاولة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.. فهناك عداء شخصي بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكانت هذه المحاولة بينه وبين عمير بن وهب رضي الله عنه.. وكان عمير وقتها لا يزال كافرا.. وفيها تعهد صفوان بن أمية لعمير بن وهب أن يتحمل عنه نفقات عياله.. وأن يسدد عنه دينه في نظير أن يقتل عمير رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأسلم عمير بن وهب في المدينة المنورة بعد أن أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان في حجر الكعبة.. وجاء فتح مكة المكرمة وفر صفوان بن أمية.. وكان بينه وبين عمير بن وهب ما تقدم في إسلام صفوان.. أراكم غدا إن شاء الله..