في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 525 عمرو بن العاص السهمي القرشي .. داهية العرب –2
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة\ 525 ” عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –2
أولا.. مقدمة.. في نسبه.. (نكمل)..
د. يلخص “إنجز كتاب” ما قاله الأستاذ عباس العقاد.. أنه نشأ عمرو بن العاص في بطن من البطون القريشية المشهورة.. وهم (بنو سهم).. أما أسرته.. فأبوه (العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم) وقد كان (عمرو) يفخر بأبيه.. حتى كان يفخر به على الخلفاء كـ (عمر) و (عثمان).. ولكن.. على قدر ذلك الفخر بأبيه.. كان كما تقدم يخجل أحيانا من نسبه إلى أمه واجتراء الناس عليه بسبها كلما تعمدوا الإساءة إليه؛ حيث كانت أمه جارية عند أبيه.. والظاهر من أنباء (سهم) أنهم كانوا على كثرة في العدد.. وإن لم يُحْسَبوا من ذوي الصدارة في (قريش) إلى جانب (بني هاشم) أو (بني أمية) أو (بني عبد الدار)..
فـ (عمرو) ينتمي إلى بطن يُعَد من أكبر بطون (قريش).. وكان يطمح إلى مساواة (بني عبد مناف) بوفرة الرجال والأموال وكثرة السادة والقادة.. ويوصل شرفه في الجاهلية بشرفه في الإسلام.. وأما حصتهم من شرف الجاهلية.. فقد كانت إليهم الحكومة.. والأموال المحْجَرة – وهي أموال حسبوها على الأرباب والمعابد – كأنها الأوقاف في العصور الإسلامية.. ولا نعلم على التحقيق ما هي تلك الحكومة التي وُكلت إلى (بني سهم) في الجاهلية.. كما وكلت الشورى والسقاية وغيرها من مهام الحجاز إلى البطون القريشية الأخرى. ولكننا نستطيع أن نقيسها إلى بعض ما ندب له (ابن العاص) في الإسلام.. ويَؤُخذ من هذه المهام أن المرجع في حكومة (بني سهم) إلى اللباقة في تناول الأمور.. كما تتصل بالإقناع فيما يمس المروءة والعقيدة.. أو يَرِد الإقناع فيه عن طريق النفس من طريق التهوين والتسويغ على سنن الدهاة والساسة بين سائر الأمم وفي سائر العصور.. وجماع ذلك كله أن الحكم على هذه الطريقة هو رجلنا الأريب الذي يعرف من أين تُؤْكَل الكتف.. ويترفق بعلاج النفوس وتناول الأمور..
- أنجب عمرو بن العاص ولدين فقط.. هما عبد الله بن عمرو.. أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي القرشي.. وهو المُحدث والفقيه والصحابي المشهور.. ولد حوالي سنة 7 ق هـ. ومن الغريب أنه قد ذكر عدد من المؤرخين أن عبد الله كان أصغر من أبيه عمرو باثنتي عشرة سنة فقط… ومحمد بن عمرو.. أمه بَلَويّة اسمها خَوْلة بنت حمزة بن السليل.. قدم مع أبيه دمشق.. وشهد موقعة صفين في صف معاوية بن أبي سفيان. ولا عقب له..
ثانيا.. عمرو بن العاص في الجاهلية.. - عمرو بن العاص .. فاتح مصر المعروف لدينا.. بقول د. راغل السرجاني أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل.. القرشي السهمي كان في الجاهلية جزارًا.. وكان يحترف التجارة أيضًا.. فقد كان يسافر بتجارته إلى الشام واليمن ومصر والحبشة. كما كان من فرسان قريش وأبطالهم المعدودين.. مذكورًا بذلك فيهم.. وكان أيضًا شاعرًا حسن الشعر.. حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى. كما كان معدودًا أيضًا من دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم.. ولذلك أرسلته قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده.. كما سبأتي..
ثالثا.. ما كان بين عمرو والنجاشي في الحبشة.. - أخبرنا محمد بن عمرو قال: حدّثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه.. قال: قال عَمْرو بن العاص:
كنت للإسلام مُجَانِبًا مُعَانِدًا.. حضرتُ بدرًا مع المشركين فنجوتُ.. ثم حضرت أُحُدًا فنجوتُ.. ثم حضرت الخندقَ فنجوت فقلتُ في نفسي: كم أوضِع؟ والله ليظْهَرَنّ محمدٌ على قريش.. فلحقت بمالي بالوَهْطِ.. وأَقْلَلْتُ من الناسِ.. فلم أحضر الحُدَيْبِيَةَ وَلاَ صُلْحَهَا.. وانصرف رسول الله.. صَّلى الله عليه وسلم.. بالصلح وَرَجَعَتْ قريشٌ إلى مكة.. فجعلت أقول: يدخل محمدٌ قابلًا مكةَ بأصحابه.. ما مكة لنا بمنزل ولا الطائف.. وما شيء خيرٌ من الخروج.. وأنا بعدُ نَاتٍ عن الإسلام.. أرى لو أسلمتْ قريش كلّها لم أسلم..
فَقَدِمتُ مكةَ فجمعتُ رجالًا من قومي كانوا يرون رأيي ويسمعون مني ويقدِّمونني فيما نابهم.. فقلت لهم: كيف أنا فيكم؟ قالوا: ذُو رأينا وَمِدْرَهُنا مع يُمن نَقِيبة وبركةِ أمرٍ قلتُ: تعلَّموا والله أَني لأرى أمر محمد أَمْرًا يعلو الأمورَ عُلوًّا مُنْكَرًا.. وإني قد رأيت رأيًا.. قالوا: ما هو؟ قلت: نَلْحَق بالنَّجَاشِيّ فنكون عنده.. فإن يَظْهَرْ محمدٌ كنا عند النجاشي.. فنكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يَدَي محمدٍ.. وإن تَظْهَر قريش فنحن مَنْ قد عَرفوا. قالوا: هذا الرأيّ.!
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.