موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 535.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –12 

192

في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 535.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –12

تاسع عشر.. في رسالة الصديق إلى عمرو بن العاص.. نكمل..

أنظر.. إنه أيضاً ما زال يخيره.. مع أن سيدنا أبا بكر هو الخليفة ويستطيع أن يأمر عمرو بن العاص فيأتي دون تردد.. وانظر إلى الرسالة اللطيفة التي رد بها عمرو بن العاص على أبي بكر الصديق.. قال رضي الله عنه.. ( يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما أنا إلا سهم في كنانتك فارم به حيثما شئت) ..

وفي وصية أبي بكر الصديق لعمرو بن العاص.. يقول د. علي الصلابي.. أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لعمرو بن العاص.. وهو يوجهه كقائد لأحد طلائع الجيوش التي وجهها إلى الشام.. ( واؤمر أصحابك بالحرس.. ولتكن أنت بعد ذلك مطَّلعاً عليهم.. وأطل الجلوس باللَّيل على أصحابك.. وأقم بينهم.. واجلس معهم) .. وحذا قادة الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ حذوه في اتِّخاذ الحرس على العسكر في مقامهم.. وسيرهم..


عشرون.. في رسالة عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص..


يقول أستاذنا عباس محمود العقاد.. أن عمر قال في رسالته.. ( إن مصر تربة غبراء.. وشجرة خضراء.. طولها شهر.. وعرضها عشر.. يكنفها جبل أغبر.. ورمل أعفر.. يخط وسطها نهر ميمون الغدوات.. مبارك الروحات.. يجري بالزيادة والنقصان.. كجري الشمس والقمر.. له أوان تظهر به عيون الأرض وينابيعها.. حتى إذا عج عجاجه وتعظمت أمواجه لم يكن وصول بعض القرى إلى بعض إلا في خفاف القوارب وصغار المراكب.. فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبه.. كأول ما بدأ في شدته وطما في حدَّته.. فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون أوديته وروابيه: يبذرون الحب ويرجون الثمار من الرب.. حتى إذا أشرق وأشرف.. سقاه من فوقه الندى وغذاه من تحته الثرى.. فعند ذلك يدرُّ حلابه.. ويغنِّي ذبابه.. فبينما هي يا أمير المؤمنين ورقة بيضاء.. إذا هي عنبرة سوداء وإذا هي زبرجدة خضراء.. فتعالى الله الفعال لما يشاء. والذي يصلح هذه البلاد وينميها ألا يقبل قول خسيسها في رئيسها.. وألا يستأدى خراج ثمرة إلا في أوانها.. وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وترعها.. فإذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال.. تضاعف ارتفاع المال.. والله تعالى يوفق في المبتدأ والمآل) ..
ويشكك البعض في كون هذه الرسالة بنص كلام عمر.. يقول العقاد.. فإن لم يكن هذا الكلام من نص كلامه فهو من صميم رأيه وعيانه لا مراء.. والذي لا خلاف فيه أن الفاروق تلقى منه وصفًا لمصر يشبه هذا الوصف.. ودليلًا على الدراية بها يشبه هذا الدليل.. وأن عمرًا أخلق الناس أن يحذر في عهد الفاروق «سعي الخسيس بالرئيس».. وهو الذي يعلم أنه مستهدف لمثل هذا السعي.. وأنه ملاق به شيئًا من القلق الدائم في ساحة الفاروق.. وهو العظامي الذي كان يتعصب للنسب تعصب المأخوذ بالريب.. ويتقي كلمة السفلة فيقول: «إن ذهاب ألف من العلية أهون ضررًا من ارتفاع واحد من السفلة!»
وربما كان من الإغراق في الرجاء أن يطمع وال من الولاة في الإفلات من حساب الفاروق.. بالغًا ما بلغ نصيبه من الحرص والإحسان.. وإن أحق الناس أن يعلم ذلك لهو عمرو بن العاص الذي يعلم حساب الفاروق للولاة.. ويسمع بمراجعته للمحسن منهم والمسيء.. فما نحسبه ترقى بطمعه في هوادة «ابن حَنْتَمَة» — كما كان يسميه بلسان الغيظ والإعجاب — إلى أبعد من البقاء في الولاية.. مع الأهبة الدائمة للجواب عن كل جليلة ودقيقة من أعماله التي تنمى إلى دار الخلافة. وقد ظفر بما أراد وظل فخورًا بهذا الظفر بقية حياته.. يقول لمن لا يعجبه حكمه: إن الفاروق قد مات وهو عنه راض.. إنتهى كلام العقاد..


واحد وعشرون.. حوار عمرو مع قائد الروم:


قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ أَنَا أَمِيْرُهُم حَتَّى نَزَلْنَا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَقَالَ عَظِيْمٌ مِنْهُم: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلاً أُكَلِّمْهُ وَيُكَلِّمْنِي. فَقُلْتُ: لاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي. فَخَرَجْتُ مَعِي تَرْجُمَانِي، وَمَعَهُ تَرْجُمَانٌ، حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرَانِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُم؟ قُلْتُ: نَحْنُ العَرَبُ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالقُرْظِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ اللهِ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضاً، وَشَرَّهُ عَيْشاً، نَأْكُلُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ، وَيُغِيْرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِيْنَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفاً وَلاَ أَكْثَرِنَا مَالاً، قَالَ: أَنَا رَسُوْلُ اللهِ إِلَيْكُم، يَأْمُرُنَا بِمَا لاَ نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ.فَشَنِفْنَا لَهُ، وَكَذَّبْنَاهُ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِم، وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَقَاتَلْنَاهُ، فَظَهَرَ عَلَيْنَا، وَقَاتَلَ مَنْ يَلِيْهِ مِنَ العَرَبِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِم، فَلَو تَعْلَمُ مَا وَرَائِي مِنَ العَرَبِ مَا أَنْتُم فِيْهِ مِنَ العَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ جَاءكُم. فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَكُم قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءتْنَا رُسُلٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِيْنَا مُلُوْكٌ، فَعَمِلُوا فِيْنَا بِأَهْوَائِهِم، وَتَرَكُوا أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُم أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبْتُمُوْهُ، وَإِذَا فَعَلْتُم مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمَرَ نَبِيِّكُم، لَمْ تَكُوْنُوا أَكْثَرَ عَدَداً مِنَّا، وَلاَ أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً. (من تاريخ دمشق لابن عساكر) ..
.. أراكم غدا إن شاء الله..


الصورة.. جامع عمرو بن العاص في دمياط

التعليقات مغلقة.